حض وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس أمس الأحد (23 أبريل/ نيسان 2017) فرنسا على الاستمرار في عملياتها العسكرية ضد الارهاب في افريقيا في ظل رئاستها الجديدة خلال زيارة قام بها إلى جيبوتي التي تستضيف القاعدة العسكرية الدائمة الوحيدة لواشنطن في القارة.
ويعد معسكر "ليمونييه" الذي يستقبل نحو أربعة آلاف جندي ومتعاقد أميركي، أساسيا من أجل العمليات العسكرية في الصومال ضد مجموعات مسلحة مثل تنظيم الشباب فيما يقدم كذلك الدعم لعمليات الولايات المتحدة في اليمن، حيث تشن قوات خاصة بشكل دوري ضربات باستخدام طائرات دون طيار تستهدف تنظيم القاعدة.
وتسعى الصين كذلك إلى إقامة أول قاعدة عسكرية لها في الخارج في الدولة الساحلية الصغيرة على بعد أمتار من المعسكر الأميركي، وهو ما يثير قلق واشنطن.
وقال ماتيس للصحافيين في البلد الواقع عند القرن الأفريقي، "ليس لدي شك بأن الفرنسيين سوف يستمرون باتخاذ قراراتهم الخاصة التي تصب في مصلحتهم وان الارهابيين لن يكونوا سعداء بهذه القرارات".
وأضاف "هم برهنوا دائما بأنهم على استعداد للمواجهة عندما يحين الوقت".
وتدعم الولايات المتحدة عملية "برخان" العسكرية الفرنسية ضد الجهاديين في خمسة بلدان في منطقة الساحل هي موريتانيا ومالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو.
وخلال الزيارة إلى المستعمرة الفرنسية السابقة، التقى ماتيس برئيس جيبوتي اسماعيل عمر غله وقائد القوات الاميركية في افريقيا، الجنرال توماس فالدهاوسر.
وقال مسئول رفيع المستوى في وزارة الدفاع إن "معسكر ليمونييه وشابيلي حاسمان لوجستيا حيث يقدمان الدعم لعدد من العمليات القتالية الأميركية".
وشابيلي هو مطار قريب من المعسكر تنطلق منه طائرات أميركية بدون طيار.
وكان مسؤول رفيع آخر في وزارة الدفاع قلل من شأن المخاوف التي يثيرها بناء الصين لقواعدها العسكرية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته الأسبوع الماضي "لا أرى سببا يمنعنا من التعايش بشكل مريح مع الوجود الصيني كما نفعل مع الياباني والفرنسي".
- "عقد صيني من اللؤلؤ" - ويشير مراقبون إلى أن بكين تحاول بناء "عقد من اللؤلؤ" في المحيط الهندي، في إشارة إلى الموانئ العديدة التي تسعى الصين إلى إقامة عمليات فيها مثل كوادر في باكستان وكولومبو في سريلانكا.
إلا أن فالدهاوسر أكد أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي في آذار/مارس أنه تحدث إلى جيله وعبر عن "القلق حيال بعض الأمور التي تعد مهمة بالنسبة إلينا بشأن ما قد يقوم به الصينيون".
وتطل جيبوتي التي يبلغ عدد سكانها 875 ألفا على مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يعد ممرا إلى قناة السويس، أحد أهم طرق الملاحة في العالم.
وأطلقت مشاريع رئيسية متعلقة بالبنى التحتية تهدف إلى تحويلها إلى مركز اقليمي للتجارة والخدمات، باستخدام أموال استدانت معظمها من الصين.
وفي تشرين الأول/اكتوبر، دشنت اثيوبيا رسميا خط قطار بين اديس ابابا وجيبوتي في مشروع مولته الصين ويعد أول سكة حديد عابرة للحدود في افريقيا.
وكانت بكين أكدت أنها ترغب بالقاعدة لدعم قوات حفظ السلام الأممية في افريقيا، والسماح لها بإجلاء رعاياها خلال الأزمات، ولدعم أنشطة مكافحة القرصنة على سواحل الصومال.
ورغم أن القرصنة خفت خلال السنوات الماضية، إلا أن فالدهاوسر قال إنها عادت للظهور خلال الشهر الماضي الذي سجل فيه نحو ست هجمات من هذا النوع.
وكانت الولايات المتحدة أقامت قاعدة في جيبوتي بعد مدة قصيرة من هجمات 11 ايلول/سبتمبر، 2001، لدعم العمليات ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان في افغانستان، حيث وصفت حينها بأنها إجراء مؤقت.
إلا أنها باتت رسمية وتعززت عام 2014 مع توقيع الولايات المتحدة لاتفاق مدته 20 عاما.
ومن ناحيتها، تنشر فرنسا 1450 جنديا في جيبوتي.