ابتكرت مؤسسة تعنى بتيسير الزواج في قطاع غزة المحاصر سيارة أشبه بسيارة ليموزين جمعت من قطع خمس سيارات، تعويضا لمنع إسرائيل دخول هذا النوع من السيارات المستخدم في الأعراس، بحسب ما أعلن المسئولون عنها.
وقال مدير مؤسسة "فرحة" الخيرية لتيسير الزواج سلامة العوضي أمس السبت إن مؤسسته ابتكرت هذه السيارة "بعدما منعتها إسرائيل من استيراد سيارة من الخارج من أجل استخدامها لإدخال الفرحة إلى قلوب العرسان".
وفي ورشة محلية وسط مدينة غزة، تعكف مجموعة من الفنيين على وضع اللمسات الأخيرة على سيارة قديمة من نوع مرسيدس بيضاء اللون تم تجميعها من قطع خمس سيارات مختلفة لتكون جاهزة لاستخدامها في زفة العرسان اعتبارا من الخميس المقبل.
وقال سلامة العوضي لوكالة فرانس برس "القصة من البداية أننا كنا سنستورد سيارة خاصة للعرسان من الخارج، ثم أدركنا أن تكلفتها ستكون باهظة وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي ستمنع دخولها إلى غزة".
وأضاف "ولما كان القرار الإسرائيلي يحول من دون رغبتنا هذه، قررنا أن نصنع السيارة في غزة".
واستعانت المؤسسة بمهندسين وفنيين وصُممت السيارة أول على الورق، ثم نفذ التصميم بالكامل في غزة.
وقال العوضي "صممت أن نصنعها في غزة، واستغرق ذلك ثلاثة أشهر وبلغت تكاليفها 21 ألف دولار"، وهي عبارة عن "مجموعة سيارات وليست سيارة واحدة، أي تم تجميع مجموعة من السيارات، والصالون الداخلي صنع بالكامل في قطاع غزة".
أفراح من قلب الحصار
في الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع، حيث يعتمد 80 % من السكان على مساعدات إنسانية، ينظر الى الزواج في غزة على أنه نوع من الترف، ويتأخر بذلك زواج الكثيرين ومنهم من يضطر إلى الاستدانة لتغطية نفقات الزفاف، وتقسيط الدين على سنوات.
ولذا ظهرت مبادرات عدة لمساعدة الشباب على الزواج، منها ما يقدم قروضا من دون فائدة.
وتقدم مؤسسة "فرحة" هذه السيارة مجانا للراغبين الزواج من المسجلين لديها، وسيكون الخميس المقبل أول موعد تجوب فيه هذه السيارة المبتكرة شوارع القطاع المحاصر.
ويرى العوضي أن هذا الابتكار يندرج في الأنشطة والابتكارات التي تواجه الحصار بالفرح، وتقنع أهل غزة "بعدم الاستسلام لقرارات المنع، بل بمواجهتها بالإنجازات والمغامرات وتوظيف المهارات والإمكانيات في الابتكار".
وشارك في تصميم هذه السيارة وصنعها فريق من الخبراء والتقنيين يقارب الثلاثين شخصا.
ويواجه القطاع البالغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة حصارا منذ يونيو/ حزيران 2006 أصبح مطبقا بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس على القطاع في يونيو/ حزيران من العام 2007.
كما شهد هذه القطاع الساحلي ثلاثة حروب اسرائيلية منذ نهاية العام 2008 خلفت آلاف القتلى والجرحى ودمارا كبيرا تضررت أثره جميع مناحي الحياة.
ويبقى معبر رفح مع مصر المتنفس الوحيد للقطاع الذي يعاني أزمة إنسانية وركودا اقتصاديا، مغلقا غالبية الأيام، وهو يفتح في بعض الأحيان أمام بعض الحالات الإنسانية.
.
الحاجة ام الاختراع قواهم الله