سجل مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربي سمير الدرابيع، انطباعته عن معرض "الوسط" الخامس للكتب المستخدمة، فاعتبره "دعامة لتحقيق أهداف الأمم المتحدة"، وأكد في الوقت ذاته الاستعداد للتعاون.
وخلال مشاركته في المعرض، قال: "بكل صدق وأمانة، فإن هذا النوع من المعارض مهم جداً، فهو يوفر القدرة للجميع للوصول إلى الكتاب، والكتاب مصدر مهم للمعرفة والمعرفة هي مصدر مهم ودعامة أساسية فيما نطمح وندعو إليه في الأمم المتحدة من أهداف وقيم ومبادئ".
وأضاف "نحن نصر كأمم متحدة على أن يكون العلم حق للجميع والمعرفة حق للجميع، والكتاب من حق الجميع وقدرة الوصول للكتاب من حق الجميع، سواء بشكله المطبوع أو بشكله الرقمي أو بأي شكل من الأشكال"، منوهاً بفكرة جمع الكتب القديمة وإعادة توفيرها لآخرين، واعتبرها "مبادرة رائعة من صحيفة "الوسط"، ونحن نرحب بها ونؤيدها ومستعدون دائماً لأن نتعاون إذا قدر لنا وكلما تمكنا من ذلك".
وتابع "أن تأتي المبادرة برعاية وزارة التربية والتعليم لنشر هذه الكتب وتوفير الكتب ووسائل المعرفة للطلبة وللناس جميعاً، فهذا شيء رائع جداً".
وعلى الأرض، تحدث الدرابيع من وحي مشاهداته المباشرة للمعرض الذي تحتضنه مدرسة جدحفص الإعدادية للبنين، فقال: "رأينا أولاً إقبالاً كبيراً من الناس، فرغم أنني اتحدث وقد بدأ وصول الناس، لكننا نشهد حضوراً كبيراً وتوفيراً لعدد كبير من الكتب من مختلف المجالات، ولا شك أن رغبة الناس في الحضور واقتناء كتب جديدة والاطلاع والقراءة هو أمر رائع ومؤشر خير".
وأضاف "من المهم جداً حين نتحدث عن الكتاب ووسائل المعرفة أن نتحدث عن توفير بضاعة أساسية مهمة بسعر جيد وفي جو مريح للناس، وكما هو مع النسخة الخامسة من المعرض والتي تحتضنها مدرسة إعدادية مفتوحة للجميع، بما يحقق الفائدة للطلبة وأولياء الأمور، والمواطن العادي، وكل هذا مهم جداً، بحيث يتم فتح المجال لإيصال الكتاب بطريقة ميسرة، وكما علمت فإن هناك كتباً مجانيةً وبأسعار بسيطة جداً، بما من شأنه أن يمكن الناس مستقبلاً (في المعرض القادم) بأن يتم تناول ومداورة هذه الكتب عوضاً عن التخلص منها"، منوهاً بوجاهة استحداث قاعدة يتم من خلالها تداول وسائل المعرفة بين الناس عبر فترة طويلة.
وواصل الدرابيع حديثه: "بالمناسبة، هناك ناحية بيئية لكل ذلك، فهل نعلم كم شجرة تقطع من أجل أن تطبع الكتب؟ وهذا أيضاً في فهمنا، فائدة بيئية لتدوير الكتب، والشيء الأهم في كل ذلك هو توفير الكتاب للمعرفة التي تنور العقل والتي تنحو إلى عدم التطرف وإلى التفكير المنطقي والعقلاني، فنحن نؤمن بأنه كلما تعلم الناس أكثر كلما قل الفقر وكلما قل الجهل وقلت الأمراض ووجد الناس أفكاراً خلاقة من أجل بناء مستقبل ومشاريع أفضل واستخلاص أفكار رائدة أفضل".
وعقب "بما يتسق مع أهداف الأمم المتحدة، فنحن نريد محاربة الفقر والأمراض وذلك يتأتى عبر العلم والتنوير والمعرفة، ونريد المحافظة على البيئة وهو ما ينجز عبر تقليل كم الأشجار التي تقطع من أجل أن نطبع كتباً وبالمقابل نوفر للناس طرقاً للوصول إلى معرفة أفضل، وفي كيفية التعامل مع البيئة".
وتعليقاً على المكان الذي يحتضن النسخة الخامسة من المعرض، قال "بالطبع، الاختيار صائب، ففكرة أن يكون هكذا حدث في مكان متوفر ومفتوح للطلبة هذا مهم، وثانياً نحن نتحدث عن مكان عام يستطيع الكثيرون الوصول إليه، وثالثاً فأنت بذلك توفر للطلبة وهم من المرحلة الإعدادية فرصة للوصول ومعرفة أهمية الكتاب، ولعله من الجميل جداً أن تتاح الفرصة لباقي المدارس في زيارة المعرض، والاستفادة من هذه المبادرة، ويمكن أيضاً نشر فكرة تدوير أو تداول الكتب عبر المملكة في هذا الإطار أو في إطار مشابه أو مختلف".
ومن باب تقديم الاقتراحات العملية، قال "أعتقد من الجميل جداً أن يتم إيجاد مجموعة متخصصة تضم الناشرين الرئيسيين أو الأكاديمين أو جمعيات غير حكومية معنية بتشجيع القراءة في المجتمع على أن تجعل المعرض ليس سنوياً وإنما يعرض من فترة لفترة ويقوم على تبادل وتداول الكتب بين الناس، فبدلاً من مكتبة صغيرة تأخذ منها كتاباً وتستعيره وتعيده، تؤسس مكتبة على مستوى الوطن وهذه الفكرة هي الأجمل، فمن المهم أن نحافظ على الكتب وتوفيرها، فهذا يقلل ويخفف من العبء الاقتصادي على العائلات والطلاب".
واختتم الدرابيع حديثه بجملة تساؤلات قدم فيها المزيد من المقترحات: "لم لا يكون هذا المعرض 4 مرات في العام؟ ولم لا يكون قبل العام الدراسي؟ ولم لا يكون مع نهاية العام الدراسي لتوفير مجموعة من الكتب للطلبة للقراءة أثناء العطلة الصيفية؟ فهناك مناسبات مهمة يمكن أن يتم استغلالها لتوفير كتب للطلبة والمهتمين
العدد 5341 - الجمعة 21 أبريل 2017م الموافق 24 رجب 1438هـ