قرأت ما كتبه رئيس التحرير منصور الجمري من مقالات رائعة عن تاريخ البحرين (8 فبراير / شباط 2004)، لكن بودي الاشارة الى ان مسمى قرية «الزنج» ليس بالضرورة يعود الى الثوار الزنوج الذين ثاروا على الخليفة العباسي. فبحسب كتاب «حاضر البحرين» للمرحوم الشيخ ابراهيم بن الشيخ ناصر المبارك، فان ابي بكر بن سعد الزنجي (ويسمى ايضا الزنكي) حكم البحرين بعد انتهاء حكم العيونيين في العام 1235 م. والبلاد القديم كنت العاصمة وربما ان الزنجي (او الزنكي) كان سكنه في المنطقة التي تسمى بالزنج حاليا وهي قريبة من البلاد القديم. وهناك اختلاف فيما اذا كان المقصود بالزنج هو الزنكي ام اصحاب ثورة الزنج (863 - 883م). وهناك من يقول بان الزنج من «الزج»، وهذه الكلمة لها علاقة ببئر ماء.

وبحسل كتاب الشيخ ابراهيم المبارك فان الحكام كانوا منذ صدر الاسلام هم: العلاء بن الحضرمي (632 م)، قدامة بن مظعون - ومسئول الخراج كان الصحابي أبو هريرة في هذه الفترة (635 م)، وعثمان بن ابي العاص الثقفي (642 م)، عمرو بن ان سلمة والنعمان بن عجلان الزرقي (حتى العام 660م). ثم الدولة الاموية (661م)، وبعدها نجدة بن عامر الحنفي الخارجي وأبو فديك عبد الله بن ثور الخارجي (684 - 695 م). وبعدها عادت الدولة الاموية (فرع ال مروان) في 705م واستمرت حتى 750م.

وبعد ذلك حكمت الدولة العباسية (750 - 863م). ثم صاحب الزنج (863 -883م)، ثم عادت الدولة العباسية (884 - 899م). ثم دولة القرامطة (899 - 1068م). وبعد القرامطة حكم ابو البهلول العوام بن محمد بن يوسف بن الزجاج (من العوامية في القطيف) ثم زكريا بن يحي العياش حتى 1070م.

ثم دولة العيونيين (1071 - 1235م). ثم اتابك الفارسي (1235- 1238) وهذا هو ابي بكر بن سعد الزنجي (او الزنكي). ثم دولة ال عصفور التي تغلبت على الزنجي (او الزنكي). وال عصفور استمروا طويلا كما ذكر رئيس التحرير في مقاله، ربما حتى 1453م. وجاء حكم ال جبر حتى 1521م. والاحتلال البرتغالي حتى 1602م. وفي هذا المجال يقول الشيخ ابراهيم في كتابه (حاضر البحرين): «حدثت لهم (لاهل البحرين) مضايقات من البرتغال فرفع امراؤهم - الشيخ احمد ال ماجد زعيم البلاد القديم، والحاج مدن زعيم جدحفص - شكواهم للشاه عباس الصفوي، فانتهز الفرصة وأمر عليها سونداك سلطان».

بينما يذهب الباحث السوري وليد قصاب في بحث قدمه في ندوة متخصصة بجامعة الامارات أواخر الثمانينات إلى ان صاحب الزنج اتخذ من المنطقة المذكورة مكانا لمستقره وانطلق من خلالها في نشر وامتداد أمره ودعوته