كشفت دراسة فرنسية حديثة تناولت نبتة لا تنمو سوى في الصحارى الافريقية، لغزا لطالما حير العلماء، وهو كيفية ظهور الورد على بعض انواع النبات، والذي يتمتع بنظام معقد وفعال جدا للتكاثر.
وقال عالم الاحياء فرنسوا بارسي مدير مركز الابحاث في جامعة غرونوبل لوكالة فرانس برس "لقد كشفنا جزءا مما كان تشارلز داروين يسميه اللغز البشع" حول اصل النبات الحامل للازهار.
وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة "نيو بيتولوجيست" العلمية.
وبحسب العلماء، انتشر النبات على اليابسة قبل 400 مليون سنة، لكن النبات الحامل للازهار ظهر قبل 150 مليون سنة فقط.
وقبل ظهور النبات الحامل للازهار، كان النبات المنتشر من النوع العاري البذور، مع نظام تكاثر بدائي، ومنها الصنوبريات التي ما زالت موجودة في عصرنا، بحسب العالم.
وكان هذا النبات يتلاقح بين الذكور والانثى اعتمادا على الهواء الذي يحمل اللقاح، "ولم تكن هذه الطريقة الافضل من حيث الفاعلية"، بحسب العالم الفرنسي.
ثم اختلف الامر مع النبات الحامل للورد، اذ ان الزهرة تجمع الاعضاء الذكور والاناث معا، تحيط بها البتلات، وهو "نظام للتكاثر فعال بشكل مذهل"، بحسب الباحثين.
ولفهم كيف ظهرت الورود، درس العلماء الخاصيات الوراثية لاحدى البتات العارية اللقاح "فلفتشيا ميرابيليس" التي يمكن ان تعيش الف عام.
وتعيش هذه النبتة حصرا في الصحارى الساحلية في ناميبيا وانغولا.
ولاحظ العلماء وجود ما يشبه البدايات المتعثرة لتشكل زهور فيها.
وقال الباحثون "حتى تنشأ الورود، لا يكفي جود الجينات فقط، بل ينبغي ان تكون موجودة ضمن شبكة، يطلق بعضها عمل الاخرى وهكذا".
واشار الباحثون الى ان وجود تسلسل في الجينات لدى النباتات العارية البذور وتلك ذات الورود يدل على ان لديها سلفا مشتركا"، وان النباتات ذات الورود "لم تخترع هذه الورود، بل ان اجزاء الخريطة كانت موجودة، وما كان على النبتات سوى استخدامها لتتشكل لديها الازهار".