أتاحت لي زيارتي للمدينة المنورة للمشاركة في حفل «جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية»، فرصة اللقاء والتعرف على أبرز الباحثين والأكاديميين السعوديين في تاريخ الجزيرة العربية وعمالقة الآثار وباحثي التراث، فالشكر الجزيل للقائمين على الجائزة، وعلى رأسهم معالي الأستاذ إياد بن أمين مدني -أمين عام الجائزة- على جهودهم التي بذلوها في إخراج حفل الجائزة بأجمل وأرقى صورة كحدث ثقافي بارز على المستوى الوطني.
ضمن برنامج الزيارة نظم القائمون على الجائزة جولة ميدانية على أبرز المعالم الأثرية في المدينة المنورة، كان من بينها متحف الآثار والتراث، ومحطة سكة الحجاز ومعالم وآثار وادي العقيق، كقصور عروة وسد رانوناء، ومركز المدينة المنورة مأرز الإيمان، وكذلك مبادرة تطوير الحي النموذجي بالمدينة المنورة.
حي «حمراء الأسد» كان من الأحياء العشوائية التي تقع في جنوب غرب المدينة المنورة، ويوجد به 37 عقارا تحتضن 41 أسرة، على مساحة 22 ألف متر مربع تقريبا، وبتوجيه من أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أطلقت مبادرة تطوير هذا الحي العشوائي لتطويره، ليكون حيا نموذجيا بمشاركة الإمارة والأمانة وشركة الكهرباء وهيئة تطوير المدينة، ومساهمة بعض رجال الأعمال. ومن أبرز نواحي التطوير التي تمت في الحي إعادة تصميم الواجهات العامة للمباني ضمن نسيج متناغم، والدمج بين المعاصرة والتراث والألوان المتناسقة والشبابيك والرواشن كي تشكل كتلة عمرانية منسجمة، وكذلك استصلاح وتركيب الأرصفة الحجرية. ولإضفاء صبغة جمالية على مباني الحي تم استخدام الخطوط والزخرفات العربية والفن الجرافيتي. الأهم من كل ذلك هو تشكيل لجنة من شباب أهل الحي لنشر الثقافة والقيم والحفاظ على جمال ورونق الحي، وكذلك التشاور بشأن احتياجات الحي وطلبات الأهالي القاطنين فيه. ما لا شك فيه أن هناك المئات من مثل هذه الأحياء العشوائية المنتشرة حول مختلف المدن والقرى في المملكة العربية السعودية، وهي بحاجة ماسة إلى تطوير وتحسين، بحيث يساهم ذلك في رفع مستوى القاطنين معيشيا واجتماعيا وتقليل نسبة الجرائم، وهذا لا يتم إلا من خلال إشراك المجتمع المحلي في عملية التخطيط والتطوير، والاستفادة من عطاءات المؤسسات الأهلية بحيث تكون الجهات الرسمية ميسرة وراعية لمثل هذه المشاريع.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"العدد 5338 - الثلثاء 18 أبريل 2017م الموافق 21 رجب 1438هـ