اختتمت اليوم الأربعاء (12 أبريل/ نيسان 2017) فعاليات مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط الثاني للنفط الثقيل الذي افتتحه الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط صباح أمس (الثلثاء) في قاعة أوال بفندق الخليج. وينظم هذا الحدث العالمي شركة دي.ام.جي للفعاليات بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز وبدعم من شركة نفط البحرين (بابكو) وشركة تطوير للبترول.
وقد أشار وزير النفط في كلمته الافتتاحية إلى الواقع الحالي لقطاع النفط والغاز في مملكة البحرين والخطط المستقبلية المتعلقة بالاستثمارات، ومشروع تحديث مصفاة البحرين والمشاريع ذات العلاقة بالغاز الطبيعي وكذلك النفط الثقيل، حيث بدأت شركة تطوير للبترول بتطبيق أول مشروع للنفط الثقيل في عام 2012. وقال إن النفط الثقيل هو مصدر من مصادر الطاقة الإحفورية، ويمكن الاستفادة من هذا النوع من النفط الغير تقليدي باعتباره مورداً قيماً من موارد الطاقة بالرغم من التعقيدات المرتبطة به وخاصة عمليات تكرير هذا النوع من النفط، والتي تتطلب أساليب مختلفة أكثر تطوراً من الناحية التقنية تختلف عن الطرق المتبعة في تكرير النفط التقليدي، وأن التقنية والابتكارات الحديثة تلعب دوراً حيوياً مهماً في إعطاء النفط الثقيل مكانة جيدة في مشروع الطاقة العالمي. وأشار إلى أن مثل هذه التجمعات تساهم في فهم الأساليب المختلفة الخاصة باستخراج النفط الثقيل وتطور إنتاجه في أنحاء العالم والتعرف على الاحتياطي العالمي، فضلاً عن معرفة الآفاق المستقبلية لهذه الصناعة والتحديات التي تواجهها.
وخلال فترة انعقاد المؤتمر وعبر 6 جلسات فنية تم مناقشة التحديات والتقنية المستخدمة، والفرص المتاحة للاستثمار في هذا النوع من الطاقة. وتحدّث في المؤتمر 25 متحدثاً عالمياً من أصحاب الكفاءات والخبرات الذين ساهموا بعصارة فكرهم وخبراتهم في طرح ما هو جديد ضمن عدة محاور تتعلق بإنتاج النفط الثقيل والاحتياطيات، والتقنية وتحسين استكشاف وإنتاج النفط الثقيل في الحقول القائمة، وكذلك رفع مستوى مصافي التكرير الموجودة في الشرق الأوسط من أجل تحسين النفط الخام الثقيل بشكل فعال.
وتطرق المتحدثون إلى ما يميز هذا النوع من النفوط، من حيث كثافتها المرتفعة ودرجة لزوجتها العالية ومحتواها العالي نسبياً من الأسفلت مقارنة بنظيراتها في النفوط التقليدية، ويتم تصنيف النفط الثقيل وفقاً لدرجة اللزوجة ودرجة الجودة إلى نفط ثقيل ونفط ثقيل جداً. أما فيما يخص الاحتياطيات، فإن التقارير تشير إلى أن الاحتياطي العالمي من النفط الثقيل يقدر بنحو 3396 مليار برميل موزعة على 127 حوضاً في العالم. فأميركا الجنوبية (يتركز أكثر من 84% منه في فنزويلا) تستحوذ على ما يعادل 33% من الاحتياطي العالمي من النفط الثقيل، تليها دول الشرق الأوسط بنسبة تعادل 29%، ودول أميركا الشمالية بنحو 19%، في حين يتوزع باقي الاحتياطي على عدة مناطق على مستوى العالم.
أما على صعيد الإنتاج العالمي من النفط الثقيل فقد شهد ارتفاعاً خلال الفترة من 2000-2014، إذ ارتفع من نحو 8 ملايين برميل في اليوم في عام 2000 ليصل إلى نحو 10.3 ملايين برميل في اليوم في عام 2014. أما فيما يخص إنتاج النفط الثقيل في منطقة الشرق الأوسط من ضمنها الدول العربية، فيعد متواضعاً مقارنة بكميات الإنتاج من الخامات الأخرى، حيث بلغ الإنتاج في حدود 356 ألف برميل في اليوم فقط في عام 2014.
كما تطرق المجتمعون إلى التحديات التي تواجه النفط الثقيل، وأهمها التحدي التقني المرتبط بالتكرير نظراً لخصائص ومكونات النفط الثقيل حيث يحتوي على نسب مرتفعة من الشوائب، وكون العديد من المصافي القائمة مصممة لتكرير نوع محدد من الخام، لذلك تتطلب إجراء عمليات تطوير لتكون قادرة على تكرير تلك الأنواع من النفوط.
وبعد افتتاح المؤتمر قام وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة بافتتاح المعرض المصاحب الذي شاركت فيه شركة نفط البحرين (بابكو) وشركة تطوير للبترول، ومن دول مجلس التعاون الخليجي شركة نفط الكويت وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، فضلاً عن مشاركة شركات عالمية أخرى. وقد قام معاليه بجولة في المعرض اطلع على أحدث ما توصلت إليه التقنية في هذا المجال.