ليس غريبا أن ننجر وراء ما انجر إليه الكثيرون من العالم العربي الذي أخذ من الغرب كل شيء من دون أن يعي مخاطر ما يقوم به من انعكاسات وتأثيرات سلبية تنعكس على مجتمعنا المحافظ والذي يمتلك من الذخيرة الشبابية المستهدفة الكثير.
إذ إن البرامج الإعلامية الجديدة برامج مستهدفة تسعى إلى تحييد الفكر الشبابي عن مضامين كثيرة وجره وراء التسلية، مستغلا تدني الوعي ورغبة الناس في الهروب من الواقع المر الذي يعيشونه.
فقد نجحت الفضائيات (الخاصة) كما يرى ذلك رئيس الجمعية العربية الإعلامية خالد الفرم في أحد بياناته في تسليع المشاهد (الداعم والفعال) في البرامج التلفزيونية! مستفيدة من تدني مستوى الوعي، وتعطش المشاهد للتفاعل، وضعف الوعي الادخاري، وغياب المنظمات المعنية بأخلاقيات العمل الإعلامي، فبرنامج «سوبر ستار» كان ثمنا لـ 11 مليون مكالمة (تصويت) من السعودية وحدها، عدا الإعلانات!.
إلا إن الفرم قد تفهم اعتماد الترفيه كفلسفة في العمل الإعلامي، بسبب تدني الكلفة، والبعد عن الجدل السياسي، ولكن لم يبرر قيام بعض الوسائل الإعلامية المحسوبة على رأس مال المحلي بالترويج لبرنامج (BIG BROTHER) الأخ الأكبر، والبحث عن مشاركين ومشاركات، من خلال رسائل إعلانية موجهة للجمهور، الذي أعتبره «أمر محزن فعلا!».
وهذا ما يحزننا نحن أيضا في البحرين أن تقوم وزارة الإعلام بتبني هذا المشروع الذي سيبثه تلفزيون «الشرق الأوسط» العام المقبل من البحرين، ولا يجلب أية فائدة على المشاهد والمجتمع البحريني سوى الترفيه والتفرج على أسرار حياة الناس والشباب ولا ندري بأي المقاييس سيتم عرض هذه الحياة؟
والسؤال ما الفائدة التي ستعود على الشباب أنفسهم وعلى المجتمع من هذا البرنامج وبعيدا عن الأهداف الاقتصادية وغيرها وهذا ما لم يستطع وزير الإعلام توضيحه لمجلس النواب وبذلك أثار النائب عادل المعاودة الذي أبدى تخوفه وشكوكه من عدم تنفيذ الوعود وخصوصا فيما يتعلق بالفصل بين الجنسين في منزل واحد. وقال المعاودة: إن الرد غامض بعض الشيء. مطالبا بعرض البرنامج على لجان للفتوى الشرعية من البحرين.
الدعوة للمشاركة في هذا البرنامج أو بثه بطبعة (عربية)، يسجل سابقة في تاريخ الإعلام العربي... وصدمة إعلامية!. فهذا البرنامج الذي أنتجته شركة هولندية في العام 99 مازال يواجه انتقادات في أوروبا!، فقد أشار الفرم إلى أن «البابا يوحنا بولس الثاني أدان هذا البرنامج الذي يعتمد على التلصص، والبصبصة، وتعرية الذات، وانتهاك الحياة الخاصة، من خلال مراقبة عدد من الشباب والشابات، يتم سجنهم، في منزل معزول، ومتابعة تفاصيل حياتهم اليومية، عبر كاميرات تلفزيونية، وبثها للمشاهدين».
وقال «من هنا... نكتشف إشكالية الفكر الإعلامي السائد»، ليؤكد بذلك الحاجة إلى مؤسسات إعلامية لها مجالس مشتركة (رجال أعمال - تربويون - إعلاميون) تخدم الصالح العام... وإلا سنجد أنفسنا غدا، وبسبب التنافس الإعلامي، وفي ظل ثقافة آكلة اللحوم الجماهيرية، أمام نسخ من برامج «جيري سبرنغر شو» إذ يقوم المدعوون، بإذاعة أسرارهم المحرجة، وكشف جوانب شاذة في حياتهم الخاصة، عبر حلقات مثل «زوجي... إني أمارس البغاء»، «عزيزتي أنا حبلى من زوجك» «أبي إنني شاذ» كل ذلك أمام عائلاتهم وملايين المشاهدين، وغالبا ما تنتهي الحلقة بالمخاصمات العائلية.
فإذا كان بابا الكنيسة الكاثوليكية الذي يعيش في أوروبا رفض ما أنتجه الإعلام الغربي فما بالك بنا نحن نستقبل هذه البرامج ونمهد لها الطريق لغزو مجتمعنا وتشويش فكر شبابنا، ببرامج تسعى إلى تحييد وتهميش فكر الشباب أكثر من كونها برامج تسعى لبناء جيل واع قادر على مواجهة التحديات
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 533 - الجمعة 20 فبراير 2004م الموافق 28 ذي الحجة 1424هـ
اجديت وكفيت ووفيت
ان مانعيش فيه من واقع مؤلم .. يجعلنا نفكر كثيراً بالمستوى المتدني للوضع الحالي .. وخوفنا الكبير على اجيال المستقبل من شبابنا العربي .. اذ نرى حالياً ان الامور قد تبدو غير منطقية ولكن هذه الحرب حرب في قعر دارنا .. لذلك سنرى نتيجة مايخططون له بالمستقبل .. بتفكير ابنائنا وبناتنا في المستقبل .. بالفعل هو صراع الفكر .. صراع الباطل نحو الحق .. وهو صراع الاعلام .. فلسنا بحاجة الى اعلام غربي وللأسف باموال عربية !!
اخي هاني شكرا,
الله المستعان
جواهر البدر
الجامعة الخليجة
اعلام