يغادر قارب "رايس فور ووتر" المعروف سابقا باسم "بلانيت سولار"، الأحد سواحل منطقة بريتانيه في غرب فرنسا في مهمة استكشافية تستمر خمس سنوات سيجوب خلالها العالم بهدف التوعية على مخاطر التلوث في المحيطات الناجم عن النفايات البلاستيكية.
وأكد رئيس مؤسسة "رايس فور ووتر" (سباق من أجل المياه) القائمة على المشروع أن "الناس لا يعون الطابع الطارئ للوضع" الذي وصفه بأنه "دقيق حقا".
هذه المؤسسة السويسرية التي أنشئت في العام 2010، أطلقت مهمة استكشافية بحرية لمدة في العام 2015 لوضع حصيلة لتلوث المحيطات الناجم عن النفايات البلاستيكية. وعادت مع ملاحظات مقلقة.
ويقول سيميوني "رأيت أمورا فظيعة ومقززة بينها جزر غير مأهولة أشبه بمكبات نفايات"، عارضاً صوراً لشواطئ خلابة محاطة بمياه زرقاء تناثرت فيها بقايا من البلاستيك من القطع الملونة الصغيرة وصولا إلى كراسي حدائق بيضاء.
وتشير إحصائيات "غرينبيس" إلى أن ما بين 5 و12 مليون طن من البلاستيك تسكب سنويا في المحيطات.
ويذكّر سيميوني بأن "التقديرات الحالية تؤشر إلى وجود نحو كيلوغرام من البلاستيك لكل خمسة كيلوغرامات من الأسماك في محيطاتنا، وهو ما يوازي سكب حمولة شاحنة نفايات كل دقيقة"، مستنداً إلى تقرير صادر في العام 2016 عن مؤسسة البحارة البريطانية ايلين ماكارثور وشركة "ماكينزي".
وبحسب هذه الدراسة، إذا لم يتم بذل أي جهود لتطويق هذه المشكلة ستكون المحيطات تحوي كميات من البلاستيك أكثر وزنا من الأسماك بحلول سنة 2050.
ويؤكد رئيس "رايس فور ووتر" ضرورة "القيام بما يلزم كي لا يبلغ البلاستيك المياه إذ حالما يرمى إلى عرض البحر تصبح استعادته مهمة شبه مستحيلة".
هذه المهمة التي تستمر خمس سنوات تحمل مهمة تقوم على توعية السكان المحليين على المشكلة وإجراء دراسات علمية بدءا بتقييم أثر الجزيئات البلاستيكية على الأنظمة البيئية البحرية وأيضاً بالترويج لحلول تكنولوجية جديدة لمكافحة هذا التلوث.
ومن بين الحلول، ثمة اقتراح وضعت تصورا له شركة "ايتيا" الفرنسية للهندسة يقوم على إعطاء قيمة للنفايات البلاستيكية المستهلكة عبر تحويلها إلى طاقة مستدامة.
الشركة التي أصبحت شريكا تكنولوجيا للمؤسسة السويسرية، طورت نظاماً للتحلل الحراري على حرارة مرتفعة للغاية يسمح بتحويل النفايات البلاستيكية إلى غاز اصطناعي يمكن تحويله بدوره إلى كهرباء بفضل مولدات.
ويقول ماركو سيميوني "بقيمة تفوق 20 سنتا لكل كيلواط في الساعة من الطاقة الكهربائية، نصل إلى مردود يسمح لنا بتغطية أتعاب جامعي القمامة البلاستيكية في الشوارع".
وذاع صيت قارب "رايس فور ووتر" البالغ طوله 35 مترا في العام 2012 تحت اسم "بلانيت سولار" لإنجازه أول جولة حول العالم بالطاقة الشمسية بفضل سطحه المغطى بألواح شمسية ممتدة على 540 مترا مربعا.
هذه السفينة التي أعطيت في العام 2015 للمؤسسة المعنية بالحفاظ على المياه والتي ستبحر من مرفأ لوريان في غرب فرنسا الأحد، شهدت تعديلات كبيرة مذاك بلغت قيمتها خمسة ملايين يورو لجعلها أكثر اقتصادا.
وتم تزويدها خصوصا بوحدة إنتاج على الهيدروجين تعمل بالمياه المحلاة إضافة إلى طائرة ورقية تعمل كقوة جذب بمساحة 40 مترا مربعا ما يوازي 500 متر مربع من الأشرعة في البحر.
هذا القارب الذي يقوده البحار الفرنسي جيرار دابوفيل سيفيد من الأحداث العالمية الكبرى للتوقف في مناطق الاهتمام للبحث العلمي ولبلوغ جمهور أكبر.
وسيتوقف قارب "رايس فور ووتر" خصوصا بين مايو/ أيار ويونيو/ حزيران في جزر برمودا لمناسبة كأس أميركا لينتقل بعدها إلى طوكيو في محطة خلال الألعاب الأولمبية لعام 2020 وفي دبي بين أكتوبر/ تشرين الأول 2020 وأبريل/ نيسان 2021 لمناسبة المعرض الدولي "اكسبو 2020".