تبادل مفاوضو الحكومة والمعارضة السورية الإهانات اليوم الجمعة (31 مارس/ آذار 2017) ووصفوا بعضهم بعضا بالإرهابيين والمراهقين بعد جولة من محادثات السلام استغرقت ثمانية أيام في جنيف.
ولا يلتقي الجانبان وجها لوجه لكنهما يتفاوضان عبر مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا ويوجهان انتقاداتهما الحادة أمام كاميرات التلفزيون بعد كل اجتماع معه.
وقال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري إن "النظام الإرهابي" للرئيس بشار الأسد رفض مناقشة الانتقال السياسي خلال جولة محادثات بقيادة الأمم المتحدة وأضاف أن الأسد مجرم حرب ينبغي أن يتنحى باسم السلام.
وأضاف للصحافيين "النظام حتى هذه اللحظة يرفض مناقشة أي شيء ما عدا التمسك بخطابه الفارغ حول محاربة الإرهاب وهو أول من نسق وجذب الإرهاب إلى المنطقة في حين يستمر في استخدام الأسلحة واستهداف المدنيين والحصار والتجويع والأسلحة الكيماوية".
وتابع قائلا "لا يمكن حدوث سلام بدون عدالة".
وأضاف "لا ينبغي أن تكون المحاسبة على الجرائم بندا تفاوضيا... لن نهدأ حتى نضع مرتكبي الجرائم في سوريا أمام العدالة".
وقال الحريري إنه يبحث عن شريك في المفاوضات يضع مصالح الشعب السوري أولا بينما قال رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري "ليس لدينا شريك وطني ولا توجد إرادة سياسية لدى رعاة الإرهاب".
وسخر الجعفري من وفد المعارضة ووصفهم بالمراهقين الذين يظنون أنهم يظهرون في برنامج للمواهب في التلفزيون مثل (آراب آيدول) و (ذا فويس).
وقال الجعفري "هؤلاء لا يريدون مكافحة الإرهاب ولا حلا سياسيا إلا إذا كان على مقاس أوهامهم التي أثبتت السنوات والحقائق أنها لم ولن تتحقق ولم يكن على ألسنتهم إلا كلمة واحدة أو وهم واحد ألا وهو أن نسلمهم مفاتيح سوريا والسلطة".
ووصفهم أيضا بأنهم "مرتزقة" لم يتلقوا فيما يبدو تعليمات ممن يحركونهم سوى مواصلة دعم الإرهاب وإشاعة الفوضى في جولات التفاوض.
وقال الجعفري إن وفده سلم لدي ميستورا وثائق بشأن كل جوانب المحادثات، وهي الانتخابات والدستور وإصلاح نظام الحكم ومكافحة الإرهاب، إلا أن المعارضة لم ترد.
وعلى الرغم من وابل الإهانات قال دي ميستورا إن الجانبين حريصان على العودة لإجراء المزيد من المحادثات حتى وإن كان "لا يرى هذا يتطور على الفور إلى اتفاق سلام".
وقال "هناك تحديات حقيقية على الأرض ونراها أمام أعيننا. لكن دعونا نكون صرحاء لم ينسحب أحد من المفاوضات على الرغم من وجود هذه التحديات."
كانت الولايات المتحدة وروسيا تدعمان في الأصل محادثات جنيف التي بدأت بشكل متقطع العام الماضي قبل أن تنهار بسبب تصاعد المعارك. وينظر إلى روسيا على نطاق واسع بوصفها من يملك ميزان القوى في الصراع بينما تراجعت الولايات المتحدة عن تأييدها العلني لمقاتلي المعارضة.
وقالت نيكي هيلي سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة أمس الخميس إن الأولوية لم تعد "لإزاحة الأسد".
وقال الحريري إن الولايات المتحدة لا تزال صديقة لهم ولم يطرأ تغيير جذري.
وقال الجعفري إن هيلي جديدة وتحتاج للوقت "كي تهضم وقائع الحوار السوري".
وتابع قائلا "مستقبل سوريا يقرره السوريون أنفسهم وليس السفيرة الأمريكية ولا غيرها".