«أتعلّم من الفنانين الجدد، والعاقل من يتعلم من الآخرين»!
عندما تأتي هذه العبارة من فنان كبير بحجم الرمز المسرحي سعد الفرج، يجب أن نتوقف كثيراً ونتأمل أكثر، ليس لأنه فقط يضرب مثالاً ذهبياً للتواضع، بل أيضاً لأنه يكشف بهذه الحروف القليلة كيف يصير الكبار كباراً!
الفنان سعد الفرج الذي فرغ قبل أيام من فيلم سينمائي يحمل عنوان «الوقت الضائع» يتحدث عن الآمال المحبطة لأربعة من نزلاء بيت للمسنين، لم يضيِّع الوقت في الإحباط، بل ظل محتفظاً بتفاؤله بأن المسرح - بل الفن عموماً - سوف يكون مستقبله خيراً، برغم ما يراه في المشهد من كبوات، و«أعمال كثيرة تُعرَض على الخشبة لا تمت إلى فنون المسرح بأي صلة» (وفقاً لرؤيته)!
صحيفة "الراي" الكويتية نشرت حوارها مع الفرج أمس الخميس (30 مارس/ آذار 2017)، بوصفه أحد الفنانين الغيورين على الفن عامةً والمسرح على الخصوص، فاستدعى الفن في الزمن الجميل، مستحضراً مسلسل «درب الزلق»، واصفاً إياه «بالعمل الذي لن يُنسَى بسهولة من قبل جمهور مشاهديه الذين تتزايد أعدادهم على مدار أربعين عاماً هي عمر المسلسل التاريخي الذي تقاسم بطولته وأدواره قافلة من كبار الفنانين»، مشيداً «بأن جميع من شاركوا في المسلسل كانوا يتنافسون - في محبة - لإنجاح العمل وإمتاع الجمهور، وهو ما تحقق بالفعل»!
الفرج باح للصحيفة بعشقه للإبداع، ورؤيته الفلسفية للفن الذي يُعده رفيق درب، معتبراً «أن الفنان الحقيقي هو من يزاول الفن بعيداً عن التطلع إلى ما يجلبه من شهرة ومال، بل من أجل الفن ذاته»، متطرقاً إلى العلاقات الشخصية التي لخص رؤيته لها بالتعبير الشائع المفعم بالفلسفة «العيش والملح»، مؤكداً أنه يقيم لهما وزناً كبيراً، و«حتى لو أن بيني وبين أحد الفنانين خصومة، ووصل الأمر إلى القضاء»، يقول الفرج: «سأنتظر رأي القضاء في حين سأُبقي من جانبي على عشرتي مع الخصم»، مشيراً إلى أنه لو تقابل معه في عملٍ ما فسوف ينحي الخصومة جانباً وينهمك في التصوير!
الفرج تحدث قليلاً ربما... لكنه القليل الثري بالكثير من الفن والحكمة والتجربة، والآراء التي يتعين التوقُّف عندها طويلاً... أما التفاصيل فتأتي في هذه السطور:
هناك من يسأل: أين الفنان سعد الفرج من الفنانتين الكبيرتين سعاد عبدالله وحياة الفهد؟
- نعم... هناك سنوات طويلة اشتغلنا فيها معاً، وجمعتني مع كل منهما أعمال ومواقف وظروف كثيرة، ولا شك أن الأعمال المناسبة سوف تجمعني معهما مجدداً.
بما أنك قدمتَ للمسرح الكويتي والخليجي أعمالاً كثيرة على مدى سنوات من عمرك، ماذا تقول عن مسرحنا حالياً؟
- متفائل به... وأنا متمسك بمقولة «تفاءلوا بالخير تجدوه»، والمسرح الكويتي غُيِّب من بعد تحرير دولة الكويت، ولا أعرف ما الجهات التي غيَّبته... هناك أمور وجوانب كثيرة منها الحكومة، والفرط المسرحي، وكان مسرحنا مؤثراً في الستينات.
وماذا تقول لمن هشم المسرح الكويتي؟
- سواء كان ذلك بقصد أو من دون قصد فهي مصيبة في كل الأحوال، فالمسرح الكويتي له تاريخ طويل ومؤثر بعمق في الثقافة والفن المنتشرين على الساحة الخليجية كلها منذ عقود.
وما رأيك فيما نشاهده حالياً من الأعمال المسرحية الحالية؟
- بعض العروض المسرحية لا تمت بأي صلة إلى فن المسرح والقواعد التي بُني عليها هذا الفن العريق... ولكي أحتفظ بتفاؤلي لن أستخدم إلا كلمة «بعض»، وليس أكثر من ذلك، لكنني برغم كل هذا أظل متفائلاً بأن الآتي سيكون خيراً.
ماذا عن مسرحية «فانتازيا» التي سوف تعود من خلالها وستُعرض على مسرح مركز الشيخ جابر الثقافي؟
- منذ الستينيات نستخدم الكوميديا برغم المأساة، وذلك لأن الجمهور يحتاج من المسرح إلى ما يرفِّه عنه لأن لديه الكثير من الهموم والمشاكل، وهذا ما تتضمنه مسرحية «فانتازيا»، وكذلك مسرحية «حامي الديار» مثلاً، إذ قدمنا من خلالها موضوعاً مهماً ويحمل مضموناً وهدفاً، ويسعى إلى توصيل رسالة جادة تسهم في إضاءة جوانب مهمة وضرورية للإنسان والمجتمع، وكنا «نقط قطات» معينة لاستقطاب أنظار الجمهور، لكن كل هذا يجري في قالب كوميدي.
نتذكر مسرحية «هذا سيفوه» التي قُدمت في العام 1987 ثم توقفت؟
- سحبونا إلى النيابة، والتحقيقات، وقدمنا من خلالها قضايا التجار، وزعلوا منا الجماعة، كانت مواقف نتذكرها الآن ونعتبرها نوعاً من تاريخ الحركة الفنية في الكويت.
برغم أن طريق الفن مفعم بالمتاعب، ومملوء بالحجارة والعثرات، وليس بالورد كما يردد الكثيرون... لكن يبقى «بو بدر» مصراً على الاستمرار، وكأنه محارب في الميدان لا يريد أن يلقي سلاحه مهما كانت صعوبة المعركة... ما الدافع؟!
- فقط أحبه... الفن بالنسبة إليّ رفيق يلازمني في درب الحياة، لا أظن أن من السهل عليّ، ولا على أي فنان حقيقي أن يتخلى عن صحبته، قد يظن الكثيرون أن الفن جميل لأنه يحقق الشهرة والمال أحياناً، ولكن يبقى الفنان الحقيقي هو من يزاول الفن من أجل أن يصنع شيئاً مبدعاً ومفيداً ومنوِّراً لمجتمعه، ولذلك يشعر بطاقة الفن تدفعه بقوة إلى أن يصبها في القالب الإبداعي المناسب، وإلا أصيب بالكمد والإحباط!
وماذا تقول عن الصف الثاني من الفنانين؟
- لقد خرَّج المعهد العالي للفنون المسرحية فنانين كثيرين، وقد ضخوا دماء جديدة في المشهد الفني في الكويت والخليج، وهناك وجوه عملوا معي أتعلم منهم، كي أتعرف على الجمهور أكثر، وأتلمس من خلالهم وضع الساحة الفنية وحالتها المزاجية وما يدور فيها، والمسرح ليس شيئاً هيناً، بل هو فن عظيم يتطلب التزاماً واحتراماً للفن والجمهور والمواعيد... والحقيقة أنني وجدت ذلك من هؤلاء الفنانين الشباب من خريجي المعهد، إلى جانب أنهم يحملون الثقافة الفنية المناسبة والضرورية لصقل مواهبهم.
أليس مبالغةً في التواضع منك - وأنت الفنان الكبير وأحد رموز المسرح - أن تقول إنك تتعلم من الجيل الحالي وهم لا يزالون شباباً؟
- مو غلط، وليست مبالغةً أبداً، بل هي حقيقة الأشياء... لأن الحياة تتطور، وهذه حقيقة لا يجوز إنكارها، ولا بد أن أرى المتغيرات التي تطرأ من خلال أناسٍ جدد يدخلون الساحة الفنية بأداء جديد وفكر جديد... والعاقل من يؤمن بأننا جميعاً يجب أن نتبادل التعلُّم بعضنا من البعض الآخر.
وإن عدنا إلى المسلسل الشهير «درب الزلق»... ماذا يعني لك؟
- هذا المسلسل ليس من السهل نسيانه، فهو من الأعمال القليلة التي تحظى بمشاهدين جدد على مدار السنوات منذ عرضه الأول قبل أربعين عاماً، حتى وقتنا هذا، وأظن أن جمهوره سيظل يتسع عدده في المستقبل أيضاً. فالمسلسل، إلى جانب اكتمال عناصره الفنية وموضوعه الجيد وتعمقه في قضايا تتعلق بالزمن الماضي، هو أيضاً كان يحتضن على شاشته قافلةً من الممثلين الكبار الذين استطاعوا أن يخوضوا منافسةً كبيرة (وبمحبة أكبر)، من أجل إنجاح العمل وإمتاع الناس، وهو ما تحقق بالفعل.
تحدثنا عن المسرح والتلفزيون... والآن حان الحديث عن الشاشة الكبيرة وفنها السابع، فهل لديك جديد في هذا المضمار؟
- فرغتُ من تجسيد دوري في فيلم سينمائي يتميز بصبغة اجتماعية وإنسانية، ويحمل عنوان «الوقت الضائع»، وهو يتمحور حول أربعة رجال كبار في العمر يعيشون في دار للمسنين، وعلى الرغم من بلوغهم هذا العمر فإنهم لا يزالون يحتضنون أحلاماً كثيرة تكسرت وأُحبطت أثناء سنواتهم الماضية، كما يحملون أمنيات وآمالاً يتطلعون إلى تحقيقها ربما في الأوقات المقبلة... وفي هذا الإطار تدور الأحداث، التي استغرق تصويرها نحو شهر ونصف الشهر، ومن المقرر أن يُعرض الفيلم للجمهور في عيد الفطر المقبل.
قد يكون لكل إنسان خصم... ومواقف تجبره على المواجهة والابتعاد، لكن العمل أيضاً له ضغوطه وظروفه... فماذا عن الفنان سعد الفرج حين يواجه موقفاً من هذا النوع؟
- (بعد نظرة متعمقة إلى بعيد من الفنان الكبير): «العيش والملح» والصداقة وامتداد الصحبة على مدار العمر، كل هذه أمور لا تهزها الخصومة، فالإنسان الأصيل يجب أن يقيم وزناً لهذه الأمور... وحتى إن حدثت بيننا مواجهات أو خصومات ومحاكم، فالمفترَض ألا يكون لها دخل بالعلاقات الشخصية التي استغرق بناؤها سنوات طوالاً، فمثلاً لو اختلفتُ مع زميل على أمر ما يحتاج إلى حكم بشأنه، فإذا أحلناه إلى القضاء ليفصل فيه، فيجب أن نظل نحن على علاقتنا، ونترك للمحكمة أن تفصل بيننا، لتوضح لنا من الصح ومن الخطأ، وبهذا لن تُمَس الصداقة بأي أذى.
وماذا إن جمعك عمل مع أحد بينه وبينك خلاف؟
- العمل لا صلة له بما يجري في الحياة الشخصية... سأُنحِّي الخلاف جانباً وننهمك في العمل، أو على الأقل أنا سأفعل هذا.
هاذي رايي الشخصي: ان الفنان القدير عبدالحسين عبد الرضا كان يكمل سعد الفرج، و بعد انفصالهما عن بعضهما لسنوات طويلة شاهدت الأعمال التي قدمها الفنان سعد الفرج و اعتقد انه لم يستطع ان يؤدي ادواره بنجاح كالتي كان يؤديها مع بو عدنان، بينما شق بو عدنان طريقه لوحده و قدم الأعمال الناجحة تلو الأعمال بنفس القدرة بل ربما اكثر من قبل
يمكن سواه دلييت من الذاكرة ؟
ما ادري يمكن فاتني .. لم يذكر اسم الفنان عبدالحسين عبدالرضا ابدا
اكيد لان حسينوه ماليه حل.
مسلسل درب الزلق مسلسل خالد و افيهاته على بوز الناس على طول.
بسنا يا حسين بسنا.
هههههه
اسطورة الفن ابو بدر
العملاق الأسطورة عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج وحياة الفهد وسعاد عبد والنفيسي والصالح هولاء عمالقة اووووه نسينا عرفات وهيفاء وشيماء ههههه
فنان من الزمن الجميل