لكل صناعة مؤشرات أداء. فما هي مؤشرات الصناعة النفطية؟ وأيها الأكثر أهمية؟
لكل صناعة في عالمنا اليوم مهما صغرت أو كبرت مؤشرات أداء (Performance Indices) تستخدم لمعرفة هل هذه الصناعة في مرحلة نمو او إنكماش او في مرحلة مستقرة ومتوازنة. فمثلا إذا اردت ان تعرف كيف هو حال شركة أبل (Apple) فعليك بالنظر الى مستوى مبيعات أجهزة الايفون (i-Phone). فإذا كانت المبيعات عالية، فهذا مؤشر على أن الشركة في وضع جيد ونمو وتحقق أرباحا عالية، كما أنه مؤشر ايضا على تطور و نمو صناعة الاجهزة الذكية في العالم.
كذلك الصناعة النفطية لا تختلف عن باقي الصناعات فلها مؤشراتها لقياس الاداء، حيث تدل هذه المؤشرات على نمو الصناعة أو انكماشها. وكما أشرت في مقال سابق أن نمو أو انكماش صناعة النفط يؤثر بشكل مباشر وطردي على نمو او انكماش الاقتصاد العالمي بالعموم. فمثلا إذا كانت الصناعة النفطية في نمو فإنه يعني أن سيكون هناك نمو في المشاريع والاستثمارات، أيضا هذا يدل انه ستكون فرص وخلق فرص للوظائف في مجالات مختلفة. والعكس صحيح حيث أنه لو انكمشت الصناعة النفطية فإن كل ما ذكر سوف ينكمش ايضا.
مؤشرات الأداء للصناعة النفطية متعددة ومن أهمها الانتاج العالمي للنفط والطلب عليه (العرض و الطلب). هذا المؤشر هو اكثر ما يتداول في وسائل الاعلام وبين المهتمين في الصناعة النفطية. مؤشر آخر وهو ارتفاع او انخفاض أسعار النفط وهو مرتبط ارتباطا مباشرا مع العرض والطلب على النفط. فكلما زاد الطلب زاد السعر للنفط عموما. من خلال هذه المؤشرات يتم الاستنتاج بأي اتجاه هي صناعة النفط، هل الى النمو او التوازن او الانكماش.
إلا انه هناك مؤشر أداء جدا مهم ويكاد لا يتداول في وسائل الاعلام، هذا المؤشر في نظري، وربما يوافقني الكثيرون من خبراء صناعة النفط، أنه أهم مؤشر يبين في اي اتجاه تسير صناعة النفط. هذا المؤشر هو عدد الحفارات العاملة (في البر والبحر) حول العالم (Rig Count) وبالأخص في الولايات المتحدة الأميركية. وسأبسط المسألة أكثر، فكلما ارتفع عدد الحفارات العاملة فهذا يدل على نمو الصناعة النفطية وأنها في انتعاش، ويتم ضخ الاستمارات فيها، ويدل ايضا على تطور التكنولوجيا في الحفر والانتاج، والعكس صحيح، فكلما قل عدد الحفارات العاملة فهذا مؤشر يعد خطيرا على صناعة النفط وأنها تواجه مشاكل. مؤشر عدد الحفارات العاملة في نظري هو مثل الثيرمومتر فهو يدل على صحة أو مرض صناعة النفط العالمية. وعادة ما يكون عدد الحفارات العاملة في الولايات المتحدة الاميركية هو الاكثر أهمية من بين مناطق العالم المختلفة.
إقرأ أيضا لـ "محمد آل عصفور"العدد 5319 - الخميس 30 مارس 2017م الموافق 02 رجب 1438هـ
الاتفاق بين اعضاء اوبك والمنتجين من الخارج يهدف الى تقليص حجم المعروض العالمي للنفط وانعاش اسعاره في الأسواق العالمية.وهذا يعني بشكل او بآخر تقليص حجم التصدير والإنتاج وبالتالي تقليص عدد الحفارات العاملة وهو العامل الرئيسي للتحكم في الانتعاش للصناعةالنفطيةبعكس زيادتها
التوقف الحاصل في الحقول النفطية الليبية بسبب الصيانة قبل ايام وهذا يعني شمول الحفارات أيضا والاعتماد المؤقتة على تصدير المخزون المنتج مسبقا ادى الى ارتفاع قوي نسبيا للأسعار وهذا مؤقت غالبا.وهنا اصبح تقلص عدد الحفارات عاملاً للانتعاش في مجال الصناعة النفطية بعكس زيادتها.
زيادة اعدادالحفارات العاملة والسوق النفطية متخمة بالمعروض وشح الطلبات لاتعني انتعاش الصناعة بقدر ماتعني بأن المنتجين يدفعون بأكبر قدر ممكن من كمية النفط الخام المصدر لجني الأرباح بقدر المستطاع في ظل انخفاض الأسعار وهذا يؤدي الى تدهور شديد في الأسعار كما هو حاصل الآن.
احسنت يالخال (ابوعبدالله)
بارك الله في وبالتوفيق ونتطلع الى المزيد من المواضيع الجميلة .
شكرا لك أستاذ محمد العصفور على تسليطك الضوء على أكثر المواضيع أهمية لارتباطه الوثيق بالاقتصاد العالمي الممثل الأول لعصب الحياة. في سياق حديثك عن النمو أو التوازن أو الانكماش تعرضت لمؤشرات لست بصدد تكرارها مضيفا لمؤشر آخر تفضلت بلفت الانتباه له وهو عدد الحفارات في البر والبحر. كقارئ للموضوع تطلعت لمعرفة عما إذا كانت الصناعة النفطية في نمو أو توازن أو انكماش من خلال تدعيم موضوعك بأرقام حول عدد الحفارات. الموضوع رائع جدا. لك كل التوفيق. منصور
مخلص جميل. يعطيك العافية و ننتظر المزيد لتكتمل الصورة.
انت تقول جدي:
احسنت ابو عبدالله على هذه المواضيع الجميلة والمفيدة والمبسطة لعامة القراء. ننتظر المزيد.