إفتتح رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات ورئيس الإتحاد العالمي للأسمدة عبدالرحمن جواهري ، مؤتمر القمة العالمي للسلامة الذي نظّمه الإتحاد الدولي بالعاصمّة الأردنيّة، عمّان، وذلك خلال الفترة من 27 لغايّة 30 مارس/آذار المنصرم.
وفي كلمته الإفتتاحيّة التي ألقاها في بداية المؤتمر، أكّد جواهري أن صناعة الأسمدة ستبقى على الدوام شغفه الأوّل، مضيفاً بأن أمام هذه الصناعة فرصة قويّة لتشكيل أكبر 3 أهداف أممية للاستدامة وهي القضاء على الفقر والجوع، وتعزيز الصحة والرفاهية.
وأوضح أن هذه الصناعة لا تزال تتلقى الاحترام المتزايد على الساحة العالمية لتركيزها على التقنيات الجديدة والممارسات العالمية الرفيعة للسلامة والصحة والسلامة، وقيم المسؤولية الاجتماعية للشركات، وأطلع جواهري الحضور على بعض أفكاره وتوقعاته المتعلقة بهذه الصناعة من حيث ممارسات السلامة والصحة والبيئة، ورؤيته حول النقاط الرئيسيّة التي ينبغي التركيز عليها لمستقبل إدارة الصحة والسلامة في هذا القطاع الإستراتيجي.
واستهل الدكتور جواهري كلمته بالتذكير بالقضايا الراهنّة المؤثرّة وهي استمرار الجوع الذي تسبب في موت مئات الملايين من الناس حول العالم، مشيراً إلى وجود حوالي 842 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ليس لديهم ما يكفي من الغذاء الذي يحتاجونه للعيش حياة صحية معقولة حيث يعيش حوالي 98 % من جياع العالم في البلدان النامية بينما تشكل النساء ما نسبته 60 % من الجياع في العالم في الوقت الذي لا تُستهلك فيه ثلث الأغذية المنتجة في جميع أنحاء العالم.
وأشار رئيس الإتحاد العالمي للأسمدّة في كلمته القيمّة إلى أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 قد تمّ اعتمادها لعالم يمثل فيه انعدام الأمن الغذائي والجوع تحدياً عالمياً هائلاً إذ أنه من المتوقع أن ينمو عدد سكان العالم ليصل إلى تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050، ويتزايد الطلب على النظم الغذائية العالمية في كل يوم تُشرق فيه الشمس.
وفي حديث له عن التحديات التي تواجه قطاع صناعة الأسمدة، قال أن الأرقام والنسب الموجزة التي أشار إليها تُبيّن حجم التحديات المعقدّة التي هي في الواقع تثير القلق، موضحاً بأن تغذية العالم من أهم التحديات وهو أمر حاسم للغايّة ويجب أن يتم بطريقة توفّر الحمايّة للناس والموارد الطبيعية على حدٍ سواء، كما أن تقلص توافر الأراضي الصالحة لزراعة المحاصيل لا يزال مستمراً في الوقت الذي يرتفع فيه حجم الطلب على الغذاء مع نمو السكان، إضافّة إلى أن المساعدة على تحقيق أقصى قدر من المحاصيل مع ضرورة حمايّة موارد الهواء والماء يشكل تحدياً مستمراً في صناعة الأسمدّة.
وأكّد بأن استخدام الكثير من العناصر المغذية قد يحمل آثار سلبيّة على البيئة وتحقيق الأرباح، كما أن استخدام القليل من المغذيات التي تحتاجها النباتات قد يقود إلى نفس الآثار السلبيّة، مشيراً كذلك إلى قضية انبعاثات الغازات الدفيئة حيث أنه وعلى الرغم من أن هذه الصناعة قد تكون السبب في جزء بسيط من مجموع انبعاثات الغازات الدفيئة، إلا أنه لا بد من مواصلة إشراك جميع أصحاب المصلحة في سلسلة القيمة الغذائية من أجل خفض هذه الغازات الضارّة.
وإمتدح الدور المهّم الذي يقوم به الإتحاد العالمّي للأسمدّة من حيث اتخاذ زمام المبادرة في هذا الشأن، موضحاً بأن الإتحاد قد أسهم بكل فاعليّة في معالجة عدد من أكثر القضايا تعقيداً وتحدياً في العالم، مؤكداً بأن صناعة الأسمدة قد أظهرت على الدوام، إهتماماً كبيراً بمعايير الصحة والسلامة التي بدورها، أسفرت عن سجل ناصع للسلامة يتفوّق على الكثير من الصناعات الكيميائية الأخرى.
وكشف عن وقوع حوادث قليلة للغاية في تاريخ صناعة الأسمدة، مرجعاً الفضل في ذلك إلى المحافظّة على سجلات السلامة في معظم شركات الأسمدة والتي يتم مراقبتها ورصدها وتعزيزها من خلال إضافة أشياء مثل كتيبات السلامة وورقة سلامة المنتجات وتوصيات التفتيش إلى جانب تطبيق معايير الجودّة 14000 والمراقبة والتدقيق لعمليات الصحة والسلامة والبيئة.
وتحدّث الدكتور جواهري عن دور الإتحاد الدولي في دعم الصحة والسلامة والبيئة قائلاً "لقد كان الاتحاد جزء لا يتجزء من هذه المعايير الرفيعة، ومنذ إنعقاد مؤتمر قمة الأرض في "ريودي جانيرو" في عام 1992، بدأ الاتحاد شراكته الناجحة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وساهم في إعداد سلسلة من المنشورات التي تلفت الانتباه إلى القضايا البيئية، ومنذ أكثر من 17 عاماً مضت، قامت نحو 13 شركة من الشركات المنضويّة للإتحاد بتطبيق الآيسو 14000 لإدارة وتحسين مسؤولياتها في مجال الصحة والسلامة والبيئة".
وأعرب جواهري عن فخره الكبير بما تمّ تحقيقه حتى الآن، مؤكداً بأن الاتحاد الدولي للأسمدة سيواصل السعي في قيادة الطريق من خلال المبادرات الهامّة للسلامة والصحة والبيئة، مشيراً إلى أنها رحلة لا يجب أن تتوقف أبداً، إذ علينا أن نسأل أنفسنا باستمرار، كيف يمكننا أن نكون مستدامين على المدى الطويل، وكيف يُمكن لمنتجاتنا أن تُسهم في دعم أهداف التنمية المستدامة للمجتمع الأوسع؟
وأشار إلى أنه بالإمكان تحقيق كل ذلك من خلال ثلاث ركائز رئيسية، أولها الإسهام في الأمن الغذائي على الصعيد المحلي والوطني والدولي، ثم المساعدة في منع تدهور التربة لتحقيق الأهداف البيئية العالمية مثل مكافحّة التصحر وكذلك التأكد من القضاء على أيّ تأثير بيئي سلبي لإنتاج الأسمدة واستخدامها حيثما كان ذلك ممكناً.
كما شدّد رئيس الإتحاد العالمي للأسمدّة على أهميّة مواصلة التركيز على العمليات الإنتاجية واعتماد تقنيّات جديدة تشمل تطوير المنتجات المحسنة مع زيادة كفاءة المغذيات بما في ذلك المزيد من البحوث وتطوير المنتجات والعمل على ضمان مشاركة سلسلة القيمة الكاملة للأسمدة وتجار التجزئة في بناء القدرات لتمكين الاستخدام الصحيح للأسمدة بالإضافة بالطبع إلى الحرص على التدريب المستمر وبناء القدرات والحفاظ على علاقات قوية مع أصحاب المصلحة.
وأعرب جواهري في ختام كلمته عن تفاؤله حيال المستقبل، داعياً إلى إتخاذ الخطوات الهامة التي ذكرها لتحقيق الرؤية المتمثلة في محاربة الجوع والفقر وتحقيق الأمن الغذائي العالمي المستدام.
الجدير بالذكر أن مؤتمر القمّة العالمي للسلامة قد شهد المؤتمر حضور أكثر من 120 شخصية عالمية متخصصة في مجال الأسمدة وصناعاتها إلى جانب عدد من المدعوين المهتمين بشؤون هذا القطاع الحيوي من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى قادة التعليم العالي. وشمل المؤتمر العديد من البرامج الجانية منها الإعلان عن جائزة (Green Leaf) وزيارة عدد من الشركات الاعضاء بالاتحاد بجنوب الأردن.