قال مسئولون في شركات نفط كبرى في المنطقة إن الاستثمارات الاستراتيجية ستلعب دوراً محورياً في تمكين الاستفادة من النفط الثقيل الذي يُعتبر أحد مصادر الطاقة المهمة والمتاحة بوفرة على نطاق واسع، بالرغم من اتسام التعامل معه بالتعقيد، وهو مصدر يقول الخبراء إنه قد يساهم في زيادة العمر المتوقع للإمدادات الهيدروكربونية.
وفي هذا السياق، قالت نائب الرئيس التنفيذي لشمال الكويت في شركة نفط الكويت بدرية علي عبدالرحمن، إن إيجاد سبل لاستخراج النفط الثقيل وتكريره بكفاءة "مسألة أساسية" للاستفادة من الإمكانيات التي تنطوي عليها الاحتياطيات الغنية في منطقة الخليج، معتبرة في تصريحات سبقت انعقاد الدورة المقبلة من مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل في البحرين، أن استخراج احتياطيات هذا المصدر النفطي يشكّل هدفاً "يتسم بالتحدّي".
وأضافت: "يحتّم علينا هذا الأمر مواصلة القيام باستثمارات استراتيجية في تقنياتٍ وحلولٍ تمكّن من استخراج النفط الثقيل بكفاءة، ومن شأن المناقشات التي سيشهدها مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل تمهيد الطريق لاستخراج النفط الثقيل وإنتاجه بطريقة مستدامة، ما يُفسح المجال لإطالة العمر التقديري للإمدادات الهيدروكربونية إلى حد بعيد، ويصبح بالتالي مصدراً من مصادر الطاقة المستقبلية في العالم".
ومن المنتظر أن تكون شركة نفط الكويت أحد كبار اللاعبين المشاركين في مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل، وهو أكبر تجمع للخبراء والمعنيين في مجال النفط الثقيل في المنطقة.
وينصبّ تركيز الكويت على الاستفادة من احتياطاتها الغنية من النفط الثقيل، إذ تخطط شركة نفط الكويت لبدء إنتاج النفط في نهاية العام 2018 بما يتراوح بين 10 و15 ألف برميل نفط ثقيل يومياً من حقل جنوب الرتقة. ومن المتوقع أن يزداد الإنتاج تدريجيا ليصل إلى 60 ألف برميل يومياً بعد ستة أشهر من بدايته.
وأكدت دراسات وعمليات استكشاف حديثة وجود موارد ضخمة من النفط الثقيل في الحقول الواقعة في شمال البلاد مثل حقول الروضتين والصبرية والعبدلي وأم نقا وجنوب الرتقة وفي المنطقة المحايدة، ومن شأن تطوير الإنتاج في حقول النفط الثقيل أن يساعد الحكومة على تحقيق الهدف الرئيسي لمشروع الكويت المتمثل بزيادة طاقة إنتاج النفط إلى 4 ملايين برميل يومياً بحلول العام 2020.
ومع ذلك، فإن الطبيعة المعقدة للنفط الثقيل تجعل معالجته أمراً صعباً، وبالتالي فإن تطوير مصافٍ متقدمة يُعدّ أمراً أساسياً يتيح جني المنافع المتأتية من هذا المصدر شديد التعقيد. وتعد مصفاة الزور واحداً من أكبر المشاريع الكويتية المرتقبة التي يجري تصميمها حالياً للتصدي للتحديات المرتبطة بإنتاج النفط الثقيل.
ومن المتوقع أن تستثمر الحكومة الكويتية أكثر من 15 مليار دولار في هذه المنشأة، وفقاً لتقرير أكسفورد للأعمال، ما سيجعلها في نهاية المطاف واحدة من أكبر مصافي تكرير النفط في العالم.
ويشكل هذا المشروع جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية لتطوير قدراتها في مجال التكرير.
ويقام مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل 2017 تحت رعاية وزير النفط البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وبدعم من الهيئة الوطنية للنفط والغاز، فيما يُنظمه قطاع الطاقة العالمي لدى شركة "دي إم جي للفعاليات". وسوف يتيح المؤتمر، الذي يقام يومي 11 و12 أبريل في فندق الخليج بالعاصمة البحرينية المنامة، فرصاً لا نظير لها للتواصل وتبادل المعرفة والخبرات أمام المختصين والمعنيين بهذا القطاع من جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال برنامج متخصص ومعرض دولي.
كذلك تتيح الدورة الثانية من مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل المجال لإلقاء نظرة متبصرة على القطاع من خلال جلسات عمل استراتيجية وفنية من المقرّر أن تركّز على مراحل الاستخراج والنقل والتخزين والتكرير على امتداد سلسلة القيمة الخاصة بهذا المصدر، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى من المؤتمر في العام 2015.
وحصل المؤتمر إثر دعوة من المنظمين للتقدّم بأوراق عمل بحثية على 150 من ملخصات الأوراق البحثية جرى توزيعها على خمس فئات تقنية، تشمل كامل سلسلة القيمة الخاصة بالنفط الثقيل.
وقد وقع الاختيار على 25 ملخصاً لعرضها في المؤتمر، بعد تقييم دقيق أخضعت له اللجنة الفنية جميع الأوراق المقدمة.
ويُنتظر أن يشارك في المؤتمر ما يزيد على 40 متحدثاً و200 من المهنيين والمختصين من أكثر من 15 بلداً، علاوة على أكثر من 20 شركة عارضة، من أبرزها شركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة البترول الوطنية الكويتية، وشركة "لوك أويل" الهندسية، وشركة "تنمية نفط عمان"، وشركة "شلمبرجير"، وشركة تطوير للبترول، وغيرها.