بعد 18 شهرا بدون أي انتصار في سباقات الجائزة الكبرى، لابد وأن فيراري اكتسب ثقة هائلة بعدما حقق الفوز في سباق أستراليا الذي أقيم أمس الأحد (26 مارس/ آذار 2017) في ملبورن في افتتاح منافسات بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1 للموسم الجديد 2017، بينما بات فريق مرسيدس، الذي فرض هيمنته خلال المواسم الأخيرة، مجبرا على إعادة النظر في أسلوبه التكتيكي قبل السباق المقبل المقرر في شنغهاي.

وبعد التتويج بسباق أمس، لم تفارق الابتسامة وجه الألماني سيبستيان فيتيل سائق فيراري، ولدى سؤاله عن مدى سعادته بالسيارة الجديدة للفريق والتي أطلق عليها اسم "جينا"، قال بطل العالم السابق "أتمنى أن تكون هذه بداية قصة حب كبيرة".

ووصف فيتيل (29 عاما) انتصاره الثاني في ملبورن بأنه "استثنائي للغاية"، خاصة بعدما أخفق في تحقيق أي انتصار طوال الموسم الماضي.

وعلى رغم أن ثقة فيتيل في السيارة الجديدة للفريق "إس.إف 70 اتش" وقدرتها على منافسة مرسيدس، كانت قد ظهرت منذ التجارب الاستعدادية للموسم بمدينة برشلونة الإسبانية، اعترف السائق الألماني خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب السباق أمس بأن الحظ حالفه فيما يتعلق بتكتيك التوقف في نقطة الصيانة.

وتوقف البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس في نقطة الصيانة في اللفة الثامنة عشر لتغيير الإطارات، لكن هذا القرار جاء بنتائج عكسية إذ تراجع هاميلتون إلى المركز الرابع خلف ماكس فيرستابن سائق ريد بول.

وأدى ذلك لحصول فيتيل على أفضلية واضحة وتقدم على فيرستابن وهاميلتون، الذي تذمر في اللفة الـ44 من تذبذب مستوى الطاقة في سيارته.

وقال فيتيل "استطعت مواصلة الضغط على لويس، وحمل توقفه أولا في نقطة الصيانة مجازفة الخروج وسط زحام، وهذا ما حدث. بالطبع هذا صب في مصلحتنا".

ومن جانبه، قال هاميلتون إنه اضطر للتوقف المبكر في نقطة الصيانة بعد أن لاحظ مشكلة في إطارات سيارته عانى منها منذ الانطلاق وكذلك تعرضه لضغوط من جانب فيتيل.

وقال هاميلتون "الفجوة كانت تضيق، وكنت انزلق (بالسيارة) شيئا ما".

واستغرق هاميلتون أقل من 22 ثانية لاستبدال إطارات سيارته والتحول إلى الإطارات اللينة، ثم خرج متأخرا خلف فيرستابن، وقال بعدها "توجهت إلى نقطة الصيانة ثم واجهت بعض الازدحام، وكان ذلك سيئا ولكن هذه هي السباقات".

واعترف توتو فولف رئيس فريق مرسيدس بأن القرار المتعلق بتوقيت التوقف في نقطة الصيانة كان شائكا.

وقال فولف "على رغم كل المخاطر الواضحة للخروج من نقطة السيانة وسط ازدحام، اتخذنا القرار. فقد كنا في وضع حرج (بسبب الإطارات)، واضطررنا لذلك. ولكن سائق فيراري أدى بشكل جيد أيضا".

وأضاف "الآن علينا استخلاص الدروس من هذا السباق، ومعرفة أسباب عدم ظهورنا بأفضل مستوياتنا".

واعترف سائقا مرسيدس بصعوبة اللحاق بسيارات أخرى مع التغييرات الجذرية في القوانين التقنية، ما يعني صعوبة إجراء تجاوزات وهو ما يسفر عن افتقاد المنافسات الشرسة.

ومن جانبه، قال فالتيري بوتاس الوافد الجديد لفريق مرسيدس والذي أحرز المركز الثالث في سباق أمس، إن القياس العرضي للسيارات أكبر هذا الموسم، ملقيا باللوم على الأجنحة الأمامية الجديدة.

وأضاف "القياس العرضي للسيارات أكبر، وبالتالي تزايد ضغط الهواء. وفي المنعطفات، يصعب اللحاق بالمنافسين".

وتستأنف منافسات بطولة العالم في التاسع من أبريل/ نيسان المقبل بإقامة سباق الجائزة الكبرى في شنغهاي.