تشدد رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاتشنكو اليوم السبت (25 مارس/ آذار 2017) في قمع حركة احتجاجية تتحداه منذ اسابيع مع اعتقال مئات المتظاهرين في مينسك خلال يوم تعبئة للمعارضة.
واعتقلت قوات الامن عشرات الاشخاص وضربت بعضهم فيما كانوا يحاولون التجمع في احدى ساحات عاصمة الجمهورية السوفياتية السابقة، التي انتشرت فيها القوى الامنية بكثافة بحسب مراسلة فرانس برس.
وبعد منعهم من الوصول الى الساحة، سار نحو ألف شخص في اتجاه وسط المدينة هاتفين "عار" قبل ان تعمد الشرطة الى تفريقهم واعتقال بعضهم.
وقال مدير منظمة "فياسنا" للدفاع عن حقوق الانسان اليس بيلياتسكي لفرانس برس ان "نحو ألف شخص" اعتقلوا السبت.
ولكن تعذر تحديد عدد دقيق للمعتقلين مع عدم نشر الشرطة اي معلومات وجراء اعتقال افراد ينتمون الى المنظمة المذكورة خلال التظاهرة.
ومنذ اسابيع، يواجه الرئيس لوكاتشنكو الذي يحكم قبضته على بيلاروسيا منذ 23 عاما حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ اعوام بعد فرض ضريبة جديدة تطاول العاطلين من العمل.
وبعدما ابدى انفتاحا للتوصل الى تسوية، صعد خطابه هذا الاسبوع منددا بالتحضير لـ"استفزازات مسلحة" من الخارج. واعتقل العشرات في الايام التي سبقت تظاهرة السبت التي صدر قرار بمنعها، وذلك بعد هدوء مستمر منذ عام ونصف عام على خلفية تقارب مع الغرب.
وحض الاتحاد الاوروبي السبت مينسك على "الافراج فورا" عن المعتقلين، وقالت المفوضية في بيان ان "قمعا كهذا لحرية التعبير والتجمع يتنافى مع سياسة ارساء الديموقراطية في بيلاروسيا والتزاماتها الدولية".
وقبل بدء التظاهرة، اقتحمت شرطة مكافحة الشغب مكاتب منظمة فياسنا. وتحدثت المنظمة عن "اعتقال 57 شخصا بينهم مراقبون اجانب" تم الافراج عنهم بعد تفريق المتظاهرين.
وروت ماشا شيشتشنكوفا وهي فرنسية بيلاروسية عضو في منظمة "فرونت لاين ديفندرز" غير الحكومية، لوكالة فرانس برس بعد الافراج عنها "دفعونا ارضا واخذوا بعض الهواتف" ثم "وضعونا في حافلة صغيرة وفي قاعة رياضية".
واكدت الناشطة اعتقال "المئات"، ما يشكل قمعا غير مسبوق منذ التصدي للتظاهرات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في 2010.
صمت اعلامي رسمي
من جهته، اعتقل المعارض والشاعر فلاديمير نيكلياييف على الحدود مع بولندا حيث كان آتيا في القطار لإلقاء كلمة في تجمع مينسك، وفق ما افادت زوجته اولغا فرانس برس.
واعتقل العديد من الصحافيين في مينسك وغوميل (جنوب شرق) بحسب جمعية الصحافيين في بيلاروسيا.
وسجل انتشار كثيف لعناصر الشرطة في مينسك مزودين اسلحة رشاشة، وهو مشهد غير مألوف منذ اعوام. اما وسائل الاعلام الرسمية فتجاهلت مساء السبت الحوادث التي وقعت.
وكان الاف الاشخاص شاركوا في تظاهرات في الاسابيع الاخيرة نظم بعضها في مناطق ريفية. ويحتج هؤلاء على فرض ضريبة تستهدف من يعملون اقل من ستة أشهر سنويا.
واثار هذا القرار صدمة في البلاد التي تشهد منذ عامين ازمة اقتصادية حادة بسبب الصعوبات التي يواجهها الشريك الروسي وتراجع القدرة الشرائية.
وحوكم عشرات المشاركين في هذه التظاهرات بينهم صحافيون وقادة في المعارضة وصدرت بحقهم احكام راوحت بين الغرامة والسجن خمسة عشر يوما.
وتأتي هذه الاحداث وسط انفتاح على الغرب في موازاة توتر مع موسكو، الحليف التقليدي، بسبب الازمة الاوكرانية.
وكان لوكاتشنكو أفرج عن العديد من المعارضين الذين سجنوا خلال قمع التظاهرات التي اعقبت اعادة انتخابه في 2010. وتجاوبا مع هذه الخطوة، علق الاتحاد الاوروبي العقوبات التي كانت تستهدفه.