قال مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف لمجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية يوم أمس الجمعة (24 مارس / آذار 2017) إن إسرائيل تجاهلت طلبا للمجلس لوقف بناء المستوطنات وإن بعض الجماعات الفلسطينية تواصل التحريض على العنف ضد اليهود.
وهذا أول تقرير لملادينوف عن تنفيذ القرار الذي صدر في 23 ديسمبر كانون الأول وأقره المجلس بموافقة 14 صوتا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت. وضغط الرئيس الأمريكي المنتخب حينها دونالد ترامب وإسرائيل على واشنطن لاستخدام حق النقض (الفيتو).
وقال ملادينوف للمجلس "القرار يدعو إسرائيل لاتخاذ خطوات ’لوقف كل الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما يشمل القدس الشرقية’. لم تُتخذ مثل تلك الخطوات خلال فترة إعداد التقرير."
ومنذ عقود تمارس إسرائيل سياسة بناء المستوطنات اليهودية على الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967. وترى معظم دول العالم أن النشاط الاستيطاني غير قانوني ويمثل عقبة أمام السلام. ولا ترى إسرائيل الأمر كذلك.
ويريد الفلسطينيون إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وقال ملادينوف عن المستوطنات "حدثت تطورات كثيرة في الأشهر الثلاثة الماضية من شأنها زيادة قطع الارتباط بين أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية وتسريع تفتيت الضفة الغربية" مضيفا أن هذه التطورات "أحد العقبات الرئيسية أمام السلام".
وقال ملادينوف أيضا إن زيادة إطلاق الصواريخ من غزة صوب إسرائيل "تطور مثير للقلق" مشيرا إلى أنه من المؤسف أن مسؤولي السلطة الفلسطينية لم يدينوا هجمات ضد إسرائيليين.
وأضاف "تحريض متطرفي حماس وبعض الجماعات الفلسطينية المستمر على العنف ضد اليهود أمر غير مقبول ويقوض الثقة وآفاق السلام."
وتابع قائلا "ردود فعل حماس على الهجمات الإرهابية ضد الإسرائيليين كانت مستهجنة بشكل خاص وتستحق الإدانة."
وتحمي الولايات المتحدة إسرائيل بشكل تقليدي من إجراءات مجلس الأمن. وتتلقى إسرائيل مساعدات من واشنطن تزيد على ثلاثة مليارات دولار سنويا. والقوى التي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين.
والقرار، الذي قدمته نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال بعد يوم من سحب مصر لمشروع قرار سابق تحت ضغط من إسرائيل وترامب، هو الأول الذي يقره المجلس بشأن إسرائيل والفلسطينيين منذ نحو ثماني سنوات.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الجنرال المتقاعد مايكل فلين، الذي اختاره ترامب في ذلك الوقت ليكون مستشاره للأمن القومي، اتصل بالبعثتين الدبلوماسيتين لماليزيا وأوروجواي في الأمم المتحدة قبل التصويت في محاولة لمنع تحرك المجلس.
وقال داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في بيان "لا يمكن أن تكون هناك مساواة أخلاقية بين بناء منازل والإرهاب القاتل... العائق الوحيد أمام السلام هو العنف والتحريض الفلسطيني."
وقال رياض منصور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة للصحفيين "يجب وقف المستوطنات ليس فقط لأنها غير قانونية لكن لأنها العقبة الرئيسية في طريق حل الدولتين."