ما هو مستقبل النفط؟ هل سينفد في القريب؟ هل سيزداد الطلب عليه أم سينخفض؟ هذه الأسئلة وغيرها تدور في أذهان الكثير من الناس.

أتذكر في العام 1996 عندما بدأت العمل في قطاع النفط كمهندس بترول في شركة نفط البحرين الوطنية (بنوكو في ذلك الوقت)، قال لي الكثير من الأهل وأصدقاء الفريق، لماذا تعمل في مجال صناعة النفط؟ ألا تعلم بأنه سينفد بعد سنوات قليلة؟ ما الذي ستفعله عندما ينفد النفط؟ لا أدري حقيقةً ما هو مصدر معلوماتهم ولماذا كان هذا التصور عندهم في ذلك الحين، كما أنه كان مصدر قلق لهم.

كنت أحاول جاهداً حينها أن أشرح لهم بأن هذا التصور خاطئ، وأن هذه المعلومات غير صحيحة البتة. قلت لهم بأن النفط سيظل لسنوات طويلة جداً وحتى وقت أحفادنا وأبناء أحفادنا، فلا تخافوا كثيراً من هذا الأمر. الغريب أنهم لم يكونوا يصدّقون ما أقول! ولا أعرف السبب. الآن بعد مرور عشرين عاماً سألتهم: هل نفد النفط؟

الحقيقة هو أن الانتاج العالمي للنفط في ازدياد عاماً بعد عام، كما أن الطلب عليه في ازدياد عاماً بعد عام. هذا يرجع لأسباب كثيرة جداً وسأتناول هذه الأسباب في مواضيع قادمة. حالياً يبلغ إنتاج النفط العالمي حوالي 95.8 مليون برميل في اليوم. في حين أنه في العام 1996 (سنة دخولي لعالم صناعة النفط) كان الإنتاج العالمي يبلغ 70 مليون برميل في اليوم. هذا يمثّل زيادة تبلغ 25 مليون برميل في اليوم في 20 عاماً، أي معدل زيادة في الإنتاج اليومي مقداره 1.25 مليون برميل في كل عام.

أما عن المستقبل، فإنه في تقرير صدر حديثاً من المجلس العالمي للطاقة (World Energy Council) والذي يتوقع فيه وصول الطلب على النفط لأعلى مستوى له في العام 2030، بمعدل 103 ملايين برميل في اليوم؛ أي بزيادةٍ قدرها حوالي 8 ملايين برميل في اليوم عن معدل الإنتاج الحالي في هذا العام. أيضاً هناك أسباب كثيرة لزيادة الطلب على النفط في المستقبل وسأتطرّق لها في مواضيع قادمة.

والآن أقول لأصدقائي القلقين، لا تقلقوا كثيراً فالنفط لن ينفد سريعاً، كما أن الطلب عليه سيستمر لسنوات طويلة قادمة.