واصلت القوات العراقية الاثنين (20 مارس/ آذار 2017) التقدم بهدف استعادة السيطرة على المدينة القديمة في قلب الجانب الغربي للموصل، حيث يحاصر تنظيم داعش الاف المدنيين في هذا الجانب من المدينة التي تعد اخر أكبر معاقله في البلاد.
وتمثل استعادة السيطرة على المدينة القديمة ضربة قوية للجهاديين لوجود جامع النوري الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم المتطرف ابو بكر البغدادي في تموز/يوليو 2014 بعد ايام من اعلانه خلافته في مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا.
وتضم المدينة القديمة التي تقع في قلب الجانب الغربي من نهر دجلة الذي يقسم الموصل الى شطرين، مباني متلاصقة وشوارع ضيقة لا تسمح بمرور غالبية الاليات العسكرية التي تستخدمها قوات الامن، ما يجعل المعارك فيها أكثر خطورة وصعوبة.
وتأتي عملية السيطرة على هذه البقعة من المدينة، في إطار عملية انطلقت في 19 شباط/فبراير لاستعادة الجانب الغربي لمدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق.
وقال العميد مهدي عباس عبد الله من قوات الرد السريع، لوكالة فرانس برس ان "العمليات مستمرة (...) تدور معارك شرسة في المنطقة (القديمة) فيها بنايات واسواق وطريق ضيقة يتحصن فيها العدو".
واكد العميد عبد الله ان "العدو انكسر ونحن في تقدم الى الامام ان شاء الله"، موضحا "سنباشر من الجسر الحديدي باتجاه الغرب" في اشارة لتقدم القوات نحو عمق المدينة القديمة.
واشار الى وجود مقاومة تتمثل بقناصة متحصنين في بنايات عالية.
وقال "جرت أمس معارك ضارية استنزفنا فيها العدو وقتلنا ما يقارب عشرين الى ثلاثين من الدواعش الارهابيين".
واستعادت القوات العراقية السيطرة على العديد من الاحياء والمواقع المهمة بينها مبنى مجلس محافظة نينوى (كبرى مدنها الموصل) ومتحف الموصل، خلال الايام الماضية.
الى ذلك، حذرت منسقة الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراند من تعرض المدنيين الى مخاطر كبيرة جراء المعارك التي تدور في مناطق سكنية.
وقالت غراند ان "المدنيين الذين فروا اخبرونا انه من الصعب جدا الدخول الى المدينة القديمة او الخروج منها، والعائلات تخشى خطر التعرض للرصاص في حال هربها وخطر الموت في حال بقائها".
واضافت "هذا رهيب، مئات الالاف من المدنيين يعانون من الحصار في ظروف خطرة للغاية".
ــ أكثر من 180 ألف نازح ــ رغم المعارك التي تدور في الجانب الغربي من الموصل، ما زال الفرار ممكنا بالنسبة لبعض السكان.
وقال وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم الجاف في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان "اعداد النازحين منذ انطلاق عمليات تحرير الساحل الايمن (الغربي) لمدينة الموصل بلغت 181 ألف" شخص.
واضاف "تم اسكان 11 ألفا منهم في مخيمات الايواء التي خصصتها الوزارة لهم" كما "تم اسكان نحو سبعين الفا مع المجتمع المضيف في أيسر الموصل (الشرقي) والمناطق الاخرى من جنوبه".
وقام عدد كبير من أهالي الجانب الشرقي للموصل باستقبال اقرباء واصدقاء لهم من أهالي غرب المدينة.
ووفقا للأمم المتحدة، فان عدد النازحين قد يرتفع خلال تقدم القوات العراقية في الجانب الغربي الذي استعادت نحو نصف احيائه، وتحاول كسر دفاعات الجهاديين في المدينة القديمة الذي يعد هدفا استراتيجيا في المعركة.
وقالت غراندي في هذا الصدد ان "منظمات الاغاثة تتحضر لاستقبال ما بين 300 الى 320 ألف مدني اضافي يحتمل ان يفروا من الموصل خلال الاسابيع القادمة".
وأكد وزير الهجرة في بيان ان "الوزارة بالتنسيق مع شركائها، لديها امكانية (حاليا) لاستقبال 100 ألف نازح " جدد.
واشارت غراندي الى ان "العمليات الانسانية في الجانب الغربي من الموصل أكثر تعقيدا وصعوبة منها في الجانب الشرقي".
وأوضحت ان "الفارق الاساسي هو ان آلاف العائلات قررت البقاء في منازلها في الجانب الشرقي في حين أن عشرات الالاف في الجانب الغربي يفرون".
وأشارت غراندي "كنا نستعد لعملية الموصل منذ أشهر لكن الحقيقة ان حجم الازمة يتجاوز حدود طاقتنا، لكننا سنعمل على تحقيق أفضل ما بوسعنا لضمان تقديم المساعدة للناس".
ويبقى هذا العدد صغيرا مقارنة بحوالي 750 ألف شخص يقدر انهم لا يزالون داخل الأحياء الغربية للموصل لدى انطلاق العملية.
وتشير التقديرات الى ان عدد سكان مدينة الموصل كان مليوني نسمة قبل سيطرة الجهاديين عليها في حزيران/يونيو 2014.
وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من استعادة غالبية المناطق التي سيطر عليها الجهاديون في العراق بعد هجومهم الواسع النطاق عام 2014.
وشهدت بغداد مساء الاثنين اعتداء بسيارة مفخخة اوقع 15 قتيلا على الاقل و33 جريحا وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية بحسب موقع سايت الاميركي.