وجهت وزارة العدل الأميركية أمس الأربعاء (15 مارس / آذار 2017) الاتهام إلى 4 مواطنين روس، يمتلك اثنان منهم علاقات مباشرة مع جهاز الأمن الفيدرالي FSB، فيما يخص جرائم قرصنة حاسوبية وتجسس اقتصادي وغيرها من الجرائم الجنائية المتصلة بما حصل لشركة خدمات الإنترنت ياهو منذ شهر يناير/كانون الثاني 2014، وصرحت ياهو من جانبها بأن لائحة الاتهام تثبت أن عمليات الاختراق التي تعرضت لها تراعاها حكومات.
وشملت لائحة وزارة العدل الأميركية على ديمتري دوكوتشايف البالغ من العمر 33 عاماً وهو مواطن روسى ومقيم، وإيجور سوشتشين 43 عاماً وهو مواطن روسي ومقيم، وأليكسي بيلان ويعرف أيضاً باسم "Magg" وهو مواطن روسي ومقيم، وكريم باراتوف ويعرف أيضاً باسم "Kay" يبلغ من العمر 22 عاماً وهو مواطن كندي وكازاخستاني ومقيم في كندا.
وكانت شركة ياهو قد كشفت في العام الماضي عن أنها كانت ضحية لحادثتي اختراق على الأقل من طرف ثالث غير مصرح له، حيث أدى الاختراق الأول إلى تعريض حوالي 500 مليون حساب مستخدم للخطر.
بينما تعرض ما يقرب من مليار حساب مستخدم للخطر من خلال عملية الاختراق الثانية، وقد وقعت تلك الاختراقات بين عامي 2013 و2014، وقد حصلت نتيجة لملفات تعريف الارتباط المزورة مما مكن المتسللين من الحصول على رموز الملكية.
وتزعم وزارة العدل أن بعض تلك الحسابات المستهدفة كانت ذات فائدة يمكن التنبؤ بها لجهاز الأمن الفدرالي الروسي FSB، بما في ذلك تلك الحسابات التي تخص الصحفيين الروس والمسؤولين الحكوميين الروس والأميركيين وموظفي الشركة الروسية البارزة للأمن السيبراني وغيرها من موظفي الشركات المقدمة للخدمات.
وتشمل الأهداف الأخرى على حسابات الموظفين ضمن شركة مصرفية استثمارية روسية وشركة نقل فرنسية وشركات خدمات مالية أمريكية وشركات أسهم خاصة ومحفظة بيتكوين سويسرية وشركة مصرفية وشركة طيران أميركية.
ويواجه المدعى عليهم تهم متعددة تنص كل منها على فترات سجن طويلة، حيث يواجه كل شخص منهم ما لا يقل عن 10 سنوات سجن بتهم التآمر لارتكاب عمليات احتيال أو إساءة استخدام حاسوبية، ويمكن أن يحصل بيلان ودوكوتشيف وسوشتشين على أحكام بالسجن أكثر صرامة في حال الإدانة.
ولا تتوفر معلومات واضحة بعد حول إمكانية محاكمة المتهمين بالفعل، وذلك لأنهم من الرعايا الروسي، إلا أن إعلان اليوم يعتبر بمثابة طوق النجاة لشركة ياهو، حيث أنه يقدم دليلاً عن أن الهجمات التي تعرضت لها الشركة ترعاها حكومات أجنبية.
ويعتبر الإعلان الذي تم اليوم من قبل وزارة العدل مهماً جداً لعدة أسباب، ورغم أن تحديد هوية القراصنة الروس بشكل فردي هو أمر رمزي إلى حد كبير، وأن احتمال خضوع القراصنة الذين تم التعرف عليهم اليوم للعدالة في الولايات المتحدة ضئيل تبعاً لعدم وجود معادة لتسليم المجرمين بين روسيا وأمريكا.
وأشارت شركة ياهو في بيان لها "نحن نقدر عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI الدؤوب في التحقيقات والإجراءات الحكيمة لوزارة العدل للإعلان عن المسؤولين عن الجرائم ضد شركتنا ومستخدمينا، ونحن ملتزمون بالحفاظ على أمن مستخدمينا ومنصتنا، وسنواصل العمل مع أجهزة إنفاذ القانون لمكافحة الجرائم الإلكترونية".