نفى وزير الخارجية التونسية، خميس الجهيناوي، وجود قواعد عسكرية أجنبية في بلاده ، مؤكدا أن تونس لن تكون أبدا " مصدر خطر لجارتها الغربية" في اشارة الى الجزائر.
وفيما يتعلق بالمسألة السورية، قال الجهيناوي إن المكان الطبيعي لسورية هو الجامعة العربية.
وأضاف الجهيناوي في مقابلة نشرتها صحيفة " الشروق" الجزائرية اليوم الإثنين (6 مارس/آذار2017): " الحقيقة أن الكلام عن قواعد أجنبية ببلادنا تافه ولا يستند إلى الحقيقة في شيء وهو لغو، الإخوة في الجزائر من مسئولين على اختلاف مناصبهم يعرفون هذا الأمر، يستحيل أن تكون تونس قاعدة أو مركزا خلفيا لأي كان".
وأضاف :" رفضت تونس مسألة القواعد لمدة 60 عاما ، لما كان هناك خلاف بين الشرق والغرب، حينها لم تقبل هذه القواعد، فكيف اليوم والعلاقات متميزة مع الجزائر، وهي تحمي ظهر تونس ، وتونس تود أن تحمي ظهر الجزائر، لا يمكن أن نفكر أبدا أن تكون تونس مصدرا لأي نوع من الخطر على الجزائر".
وأكد الجهيناوي، وجود تعاون كبير ومكثف ومثمر بين مختلف الأجهزة الأمنية التونسية والجزائرية، مشيرا إلى أن الاتفاق الأمني الجديد الذي سيتم التوقيع عليه في الايام القليلة المقبلة سيكون لبنة إضافية لما تم توقيعه والتوافق عليه في العديد من المناسبات السابقة، لتدعيم وتعزيز التعاون بين البلدين، في المجال الأمني وخاصة في مكافحة الإرهاب.
ووصف العلاقات الجزائرية التونسية بالاستراتيجية وانها لم تعرف تميزا كما هي عليه الان.
وذكر أن زيارات زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي الى الجزائر واستقباله من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لا تخص الملف الليبي ولا تعتبر دبلوماسية موازية، وهي بذلك لا تحرج الحكومة التونسية في شيء، لافتا إلى أن الرئيس بوتفليقة صديق التونسيين، وله علاقات متميزة مع الرئيس الباجي قايد السبسي، والتونسيون يعرفون ما يريده الرئيس بوتفليقة، ويعرفون صدق نواياه.
من جهة اخرى، اعترف الوزير التونسي، بأن الملف الليبي موضوع مهم جدا بالنسبة لبلاده بالنظر للعلاقات القوية بين البلدين، مؤكدا أن تونس تدعم الحل السياسي في ليبيا وترفض الحل العسكري، داعيا الى العمل على كيفية مساعدة الليبيين على تجاوز خلافاتهم أولا باتخاذ التوافق فيما بينهم.
وقال الجهيناوي" الحل لن يأتي إلا بالحوار بين الليبيين مهما كانت اختلافاتهم، وتواجدهم سواء كانوا في الشرق أو الغرب أو الجنوب، لا بد لليبيين أن يجلسوا على طاولة الحوار في إطار ليبي ليبي، لن نفرض عليهم حلا، نحن نساعدهم، كون مصلحة دول الجوار أن يكون هذا الحزام السياسي الذي يدفع الليبيين إلى إيجاد حل لهم، وأن يكون حلا شاملا يجمع ولا يفرق، ويدفع عنهم شر وخطر الإرهاب".
من جهة اخرى، اكد الجهيناوي ان الجامعة العربية هي المكان الطبيعي لسورية، مشيرا إلى أن تونس تقيم علاقات مع سورية، ولها بعثة موجودة في هذا البلد.
وأضاف " سورية دولة عربية، ولا يمكن أن نرضى أن تكون خارج الإطار العربي، عندما يرى العرب أن سورية يجب أن تعود، تونس ستكون من بين الدول العربية الداعمة، لكن يبقى أن هذه المسألة هي قرار عربي مشترك".
ورفض الجهيناوي الاحصائيات التي تتحدث عن وجود الاف من التونسيين يقاتلون في بؤر التوتر، منوها إلى أن عددهم يقدر بالمئات، والتعامل معهم يستند إلى قانون مكافحة الإرهاب، الذي يحيلهم إلى التحقيق إذا ثبتت الأدلة في حقهم ثم إلى المحاكمة.