هذا النوع من الموظفين كثير والحمد لله. يكون الموظف المتسرع في الغالب ذا كفاءة عالية ودرجة أدائه ربما أكبر من بقية الموظفين. باختصار هو النجم الساطع بين الموظفين، وحظوظه في التقدم والترقي في العمل أكبر. لا تنقصه الصراحة والإقدام وحتى الابتكار في مجال عمله، ولكنه أيضا غير صبور، وربما قد لا تكون لديه القابلية لسماع آراء الآخرين، بل يصر على رأيه ويدافع عنه بكل شراسة، حتى لو كان برأيه شوائب.
إذا حضر أي اجتماع مع زملائه الموظفين أو حتى مع العملاء، ففي الغالب يكون هو المتحدث الوحيد. ليس لديه أي مشكلة في شرح وجهة نظره في أي موضوع يطرح للنقاش. وهذا ليس بالضرورة عيبا أو نقصا، بل مثل ما قدمنا فهو ذو كفاءة عالية وخبرة فنية مشفوعة بشهادات قد تكون جامعية أو متخصصة، ولكن يعيبه التسرع وعدم إعطاء غيره فرصة للحديث.
المشكلة الأساسية التي يواجهها مسئولو هذا النوع من الموظفين، هو إيجاد الحلول لإرضاء طموحهم وتحقيق مطالبهم. فهذا النوع من الموظفين المتسرع يتوقع الحصول على مكافأة على كل مهمة يؤديها، وترقية على أي جهد يبذله. ويتوقع ذلك بأن يحصل الآن وليس غدًا. ولو تم تحقيق مطالبه كما يتوقعها وفي خلال الوقت الذي يحدده لأصبح رئيسا تنفيذيا للشركة خلال مدة قصيرة.
من الصعب على المتسرع العجول أن يقبل بأنه ليس من المألوف أو الطبيعي أن يحصل الموظف على ترقية على كل مهمة، ولو حدث ذلك فلربما أصبح معظم الموظفين مديرين، ولن يبقى لدى الشركة موظفون لتنفيذ أعمالها.
من الصعوبة أن يجد مدير هذا النوع من الموظفين الطريقة المثلى للتعامل معه، ويحصل في معظم الأحيان أن يستقيل هذا النوع من الموظفين على رغم الفراغ الذي قد يتركه نتيجة لرحيله. ولكن خسارته قد تكون أفضل له شخصيا حيث يمكن أن يحصل على وظيفة أفضل لدى شركة أخرى ترضي طموحه، وتعطيه الحافز للتقدم. وهذا يعني أيضا أن ذهابه يعطي الشركة التي يتركها فرصة أفضل في التعامل مع الموظفين ضمن إجراءات وسياسات للموارد البشرية يعامل فيها الموظفون بصورة مهنية منظمة، يحصل الموظفون من خلالها على حقوقهم طبقا لدرجة أدائهم ضمن مدة زمنية مرسومة.
الموظف المتسرع «العجول»، عديم الصبر، ولا يمكن إرضاؤه بسهولة، فهو إن أدى أية مهمة –وهو في العادة يؤدي المهام الموكلة اليه بكفاءة عالية– يريد أن يسمع رأي مسئوليه فيما قام به، وإذا أعرب المسئولون عن رضاهم بما قام به، فهو يصر أن تترجم الأقوال إلى أفعال، وأن يعطى مكافأة على ما قام به. وإذا لم يعط ما يتوقعه، يكون مصدر إزعاج لرؤسائه حيث يذكرهم بالأمر في كل شاردة وواردة.
من الصعب على أي شركة لا تفكر خارج الصندوق، أو لا يكون لديها البرامج المناسبة لمكافأة المجدين بطريقة استثنائية، أن تتعامل مع هذا النوع من الموظفين لأن بقاءه يسبب لها إشكالات مع بقية الموظفين.
ولذلك، فإن الموظف المتسرع يكون من المناسب له أن يستمر في أداء عمله بكفاءة ويترك أمر المكافأة والتقدير لمسئوليه، الذين لهم أنظمة ولوائح وسياسات معينة يطبقونها على جميع الموظفين، وقد لا يستطيعون عمل استثناءات على الدوام.
على مستوى شخصي، كنت أحرص على تأدية عملي بكل ما أستطيع، ولم أكن أزعج المسئولين بطلب مكافأة على كل عمل، بل كنت أترك عملي وما أقوم به من مهام تتحدث عني. وعلى مر الزمن حصلت على التقدير من رؤسائي، لدرجة بأن بعض الترقيات خلال مسيرتي المهنية جاءت بأسرع مما توقعت. كنت دائما أحاول أن أضع نفسي محل المسئول، وأسأل نفسي ماذا أفعل لو كنت مكانه؟ هل أعطي ترقية لكل من أدى عملا مميزا، أم أنتظر مدة من الزمن؛ لكي أرى أن الموظف المعني دائم العمل بمهارة. واقتنعت بعد عدد من السنين بأن من الأفضل إعطاء وقت كاف قبل التسرع في منح الترقيات. بل كنت أحرص على منح أي موظف الفرصة للتعلم أولا، حتى يكون قادرا بدرجة أكبر لأداء العمل بطريقة أفضل.
هناك طرق كثيرة لمكافأة المجدين من الموظفين على حسن أدائهم. إعطاء حوافز مالية، وتكريم أمام بقية الموظفين ومزيد من التدريب كلها أمور تساعد على تحفيز الموظفين، ولكن من المستحيل إعطاء ترقية لكل موظف مقابل أي عمل يقوم به حتى ولو كان بإتقان. إنما تتم عمليات الترقية ضمن برامج وسياسات تتبعها الشركة وتطبقها على الجميع.
فإذا كنت من الموظفين المتسرعين والعجولين فتعلم الصبر، وضع نفسك مكان الآخرين، واترك عملك يتكلم عنك، وسيأتي اليوم الذي تقدر جهودك من قبل مسئوليك، وثق بأن التقدير سيأتي في الوقت المناسب.
إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"العدد 5294 - الأحد 05 مارس 2017م الموافق 06 جمادى الآخرة 1438هـ
كلام سليم لكن بعض المدراء يتعمدون تأخير الترقيات
من الحسد والحقد الذي في قلوبهم
والله الإداري الأجنبي بعض الأوقات إصير أشرف من البحريني
إذا كان الإداريين فاسدين فعلى الموظفين السلام
.. تقريبا كل الإداريين في وزارة الصحة وخصوصا في إدارة المراكز الصحية شهاداتهم إدفع واستلم شهادة وأغلبهم
من مصر وبونا الهندية وبعضهم الآخر من الموصل في العراق أيام التسعينات
حيث الفقر والحصار آنذاك وكل شئ تقريبا كان للبيع حتى الشهادات الجامعية ، الأمر مخزي جدا في وزارة الصحة لكن الأغرب أن
الموظفين العاديين أغلبهم بدأ يفعل الشئ ذاته إلا القلة منهم حيث شهاداتهم
من جامعة البحرين وهم بدرجة عالية جدا من الكفاءة لكن مهمشين عمدا كما يبدو لنا .
المكافأة
احنا الترقيات اللي حصلنا عليها نتيجة الاخلاص في العمل وبعد ثلاثين سنة خدمة هو الفصل وهضم حقوقنا ... الله كريم المشتكى لله
شكرا لصاحب العمود علي الجهد الكبير الذي يبدله في سبيل معرفة انواع وأشكال الموظفين العاملين ..
السلام عليكم استاذي موضوع ممتاز ونحن حراس التربيه اخر ترقيه سنه 2009 وعمالنا ما يقارب 15 سنه واعطاء المقربين للمدير ونحن الله يكون في عونا ونرجوا من المسؤلين في الوزارة النظر في الموضوع بجديه وشكر اكم