أعلن البيت الأبيض، الأحد (5 مارس/ آذار 2017)، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالب بتحقيق في ادعاءات "مقلقة للغاية" حول ما إذا كانت إدارة سلفه باراك أوباما قد أساءت استخدام سلطاتها قبيل انتخابات 2016.
ويأتي هذا البيان بعد ادعاءات من جانب ترامب عبر صفحته بموقع تويتر قال فيها إن أوباما تنصت على مكتبه في نيويورك خلال الحملة الانتخابية. ولم يقدم ترامب أي أدلة داعمة لهذا الزعم.
ورفض أوباما تلك الادعاءات قائلا إنها "ببساطة كاذبة".
وحث ترامب الكونجرس على فتح تحقيق في تلك المسألة، بحسب ما ورد في بيان من جانب المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر.
وقال سبايسر إن البيت الابيض لن يقدم المزيد من التعليقات إلى حين انتهاء التحقيق، ولكن متحدثة أخرى باسم البيت الأبيض تدعى سارة هاكابي ساندرز قالت في مقابلة تلفزيونية، صباح اليوم الأحد، إن الرئيس يدعو ببساطة إلى إلقاء "نظرة فاحصة" على التقارير الإعلامية حول عملية التنصت.
ونقلت شبكة "إيه بي سي" نيوز عن ساندرز القول: "إذا حدث هذا، إن كان هذا دقيقا، سيكون أكبر تجاوز وأكبر فضيحة".
وأعلن ترامب أمس السبت في إحدى التغريدات بشكل حاسم عن عمليات التنصت قائلا: "اكتشفت للتو أن أوباما تنصت على هواتفي في ترامب تاور، قبل الفوز مباشرة".
ووصف مسؤولون استخباراتيون سابقون ونواب اتهامات ترامب بأنها خطيرة وزائفة.
وقال جيمس كلابر، المدير السابق لجهاز الاستخبارات الوطنية الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إنه لم يتم التنصت على الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وأضاف كلابر خلال مقابلة تلفزيونية: "لم يكن هناك أي نشاط تنصت ضد الرئيس أو الرئيس المنتخب في ذلك الوقت أو عندما كان مرشحا أو ضد حملته".
وقال كلابر إنه ليس على دراية بأي أمر قضائي يدعو إلى مراقبة مكاتب ترامب.
وذكر كلابر أن تقريرا استخباراتيا بشأن تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية لم يجد دليلا على ما أشيع عن التواطؤ بين حملة ترامب وموسكو.
ومن جانبه، قال مايكل موكاسي، الذي شغل منصب النائب العام إبان إدارة الجمهوري جورج دبليو بوش، إنه يعتقد أن هناك تقارير أشارت إلى وجود مراقبة في إطار عملية استخبارية لجمع المعلومات، ولكن ليس بناء على طلب من أوباما.
وأضاف أنه إذا كانت المحكمة قد أمرت بالمراقبة، فإن ذلك كان سيرجع إلى أنه "كانت هناك بعض الأسس للاعتقاد بأن شخصا ما في ترامب تاور قد يكون عميلا للروس، لأي غرض كان، وليس بالضرورة فيما يتعلق بالانتخابات، ولكن لغرض ما".
ومن جانبه، قال ليون بانيتا، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، إن تصريحات ترامب "تشير بشكل واضح إلى أن هناك شيئا ما تجاه هذه القضية الروسية والإدارة لا تتعاون".
وأضاف: "عندما يحدث ذلك، عندما يتهم رئيسا سابقا بالتنصت دون أي دليل على حجته، فإن ذلك يعرضنا للخطر. هذا يضعف الولايات المتحدة ويجعلنا غير محصنين أمام أعدائنا. هذا هو مكمن الخطر".
وقال أعضاء جمهوريون إنهم لم يروا أي دليل على أن إدارة أوباما أمرت بمراقبة ترامب.
وذكر السيناتور ماركو روبيو أنه ليس على دراية بما يشير إليه ترامب وقال إنه يأمل في أن يوضح البيت الأبيض ماذا وراء تلك الاتهامات.
وأضاف: "لم أسمع عن ذلك مطلقا من قبل".
وأشار السيناتور توم كوتون إلى تحقيق تجريه حاليا لجنة استخباراتية عن التدخل الروسي في الانتخابات.
وقال: "سيكون ذلك التحقيق دقيقا وسنتتبع الحقائق أينما تقودنا "، مشيرا إلى أن الاتهام الصادر عن ترامب سيكون جزءا من التحقيق.