تبحث فرنسا والمانيا بدعم من ايطاليا واسبانيا ضمن قمة مصغرة يوم الاثنين المقبل (6 مارس/ أذار 2017) سبل اعادة اطلاق المشروع الاوروبي بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد وتنامي التيار الشعبوي.
ويلتقي الرئيس فرنسوا هولاند والمستشارة انغيلا ميركل ورئيسا الوزراء الايطالي باولو جنتيلوني والاسباني ماريانو راخوي في قصر فرساي قرب باريس لمناقشة سبل جعل اوروبا أكثر فاعلية في نظر مواطنيها.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ان "الفكرة تقوم على اعطاء دفع سياسي رباعي" قبل القمة التي تعقد في 25 مارس في العاصمة الايطالية في الذكرى الستين لتوقيع معاهدة روما والتي تشكل مرحلة جديدة في المشروع الاوروبي.
وبين السيناريوات الخمسة لإصلاح أوروبا التي طرحها رئيس المفوضية جان كلود يونكر من مجرد سوق موحدة الى تعزيز الاندماج، اختارت باريس وبرلين ما اصطلح على تسميته "اوروبا متعددة السرعة".
ولتجاوز عائق التردد وخصوصا لدى دول شرق اوروبا وتداعيات خروج بريطانيا، فان الدول التي ترغب في المضي قدما يمكنها ان تحقق ذلك عبر لجان مصغرة تبحث بعض الاولويات مثل النمو والقضايا الاجتماعية وحماية الحدود والدفاع.
وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في الثالث من فبراير/ شباط في مالطا "سيكون هناك اتحاد اوروبي متعدد السرعة، لن يشارك الجميع في كل مراحل الاندماج كل مرة".
وتعليقا على اقتراحات يونكر الاربعاء، دعت باريس وبرلين ايضا الى "الاهتمام في شكل اكبر بمستويات الطموح المختلفة لدى الدول الاعضاء".
ويرى البلدان ان من الملح التحرك لإحياء اوروبا مضطربة بعد سلسلة هزات، من ازمتي اليورو واللاجئين الى قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد وصولا الى تصريحات دونالد ترامب النارية التي توقعت مزيدا من التفكك الاوروبي.
بدورها، ايدت ايطاليا التي تعمل على خارطة طريق لقمة روما المقبلة ودول مجموعة بنلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) فكرة اندماج متعدد السرعة، وخصوصا ان كل هذه الدول قلقة ايضا من الاحزاب المناهضة لاوروبا التي يزداد حضورها السياسي مع كل انتخابات.
من جهته، اعرب ماريانو راخوي في مقابلة اخيرا مع فرانس برس عن "تأييده اتحادا ضريبيا وسوقا موحدة للطاقة وسوقا رقمية موحدة".
"عدم استثناء الاخرين"
الواقع ان اوروبا متعددة السرعة تضم "نواة صلبة" وعناصر مكملة تدور في فلكها ليست فكرة جديدة. اذ سبق ان ترجمت واقعا عبر فضاء شنغن ومنطقة اليورو.
ولعدم استباق الامور و"احراج" بعض الاعضاء وخصوصا في شرق القارة، لن يصدر قادة الدول الاربع اي اعلان ملموس الاثنين اثر اجتماعهم الذي سيعقبه عشاء عمل.
وعلق مصدر فرنسي "سيتم رسم خطوط كبرى (...) الانتقال الى مرحلة ملموسة قد ينفر الاخرين. يجب عدم اعتبار هذا الشكل (الرباعي) استثناء للباقين".
والجمعة، قالت المتحدثة باسم الحكومة الالمانية اولريكه ديمر ان "تجانس (الدول ال27 التي بقيت داخل الاتحاد) يرتدي اهمية كبرى بالنسبة الى الحكومة الالمانية في النقاش الراهن حول مستقبل الاتحاد الاوروبي".
من جهتها، تفضل دول مجموعة فيسغراد (المجر وبولندا وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا) الحريصة على حرية تنقل عمالها، التركيز على حماية السوق الموحدة وتعزيز دور البرلمانات الوطنية".
وقالت رئيسة الوزراء البولندية بياتا سيدلو "نريد اوروبا افضل، لا +اوروبا زائدة+ ولا +اوروبا ناقصة+".
يتوقع ان تشهد قمة بروكسل الخميس مناقشات كثيفة، ولكن من دون الخروج بأي اصلاحات عميقة قبل بضعة اشهر من الانتخابات العامة في فرنسا والمانيا.