مع الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الاوسط بشكل خاص بسبب عدم ثبات اسعار النفط، اضافة الى التحديات الاخرى مثل التغير المناخي والتنمية المستدامة؛ كل ذلك يفرض على الاعمال والصناعات، الحكومات، الافراد والمجتمعات ان تستثمر الفرص والتي يمكن ان تستغل للخروج من هذه الازمات. ولا يخفى على الجميع بأن ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ادت الى ظهور العديد من الادوات والتطبيقات التي تمثل فرصا تساعد في حل المشاكل الاقتصادية والمالية وازدهار المجتمعات ومن اهم هذه الادوات والتطبيقات منصات الاعلام الاجتماعي. سيتطرق هذا المقال الى مجموعة من الحقائق والارقام التي تتعلق بالاعلام الاجتماعي والتي توضح مدى تأثيرها على الاقتصاد والاعمال اذا تم استثماره بالشكل الامثل.
توضح الارقام التالية تأثير الاعلام الاجتماعي على الاقتصاد والاعمال بشكل عام، حيث يستخدم مليارات من البشر الاعلام الاجتماعي بشكل يومي، ويقدر أن يصل عدد المستخدمين الى 2.44 مليار مستخدم عام 2018 مقارنة مع 970.000 مستخدم عام 2010. وبحسب تقرير (eMarketer) لشهر أبريل 2016 توقع ان تكون عائدات الاعلانات في الاعلام الاجتماعي الى 32.91 مليار دولار في نهاية عام 2016 وبنسبة نمو 30.9 في المئة عن عام 2015، وقد ازداد استخدام مصطلحات الاعلام الاجتماعي في المنظمات من 49 في المئة عام 2015 الى 63.2 في المئة في عام 2016.
كذلك تشير الاحصاءات التي قدمها موقع (Simply Measured) بأن الشركات والعلامات التجارية المصنفة ضمن المئة الاولى على العالم جميعها تمتلك حسابات على تويتر، وان 94 في المئة منها تمتلك حسابات على انستغرام. كذلك يبين موقع (indeed.com) بأن هنالك اكثر من 78.000 وظيفة تم ذكر مصطلح الاعلام الاجتماعي في وصفها مقابل 54.000 وظيفة عام 2015. وقد نشر معهد مكنزي العالمي دراسة مستفيضة توضح ان الفوائد الناتجة من استخدام الاعلام الاجتماعي في مجالات الاعمال الرئيسية قد يؤدي الى اضافة مابين 900 مليون الى 1.3 ترليون دولار للاقتصاد الاميريي.
توضح الارقام السابقة بأن الاعلام الاجتماعي متطلب اساسي للاعمال والصناعات، وله تأثير مباشر على الاقتصاد والمعاملات المصرفية حتى اصبح يوصف بأنه سيكون مصارف وبنوك المستقبل، اضافة الى تأثيره على الصحة والتعليم والمجالات الاخرى، ولا يمكن انكار دوره الواضح في الاستجابة والتعامل مع الكوارث ومواجهة التحديات التي تواجه العالم مثل «الارهاب، حقوق الانسان، التغير المناخي، التنمية المستدامة،... الخ».
يساهم الاعلام الاجتماعي بشكل مباشر في انقاذ الاقتصاد بواسطة الوظائف التي توفرها الشركات المالكة لمنصات الاعلام الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، فسح المجال وتطوير الاعمال الحرة والتي تعتمد على الاعلام الاجتماعي في تنفيذها، واستخدام الشركات الاعلام الاجتماعي كوسيلة رئيسية في تنفيذ الاعمال؛ حيث ان الاعمال التجارية تحقق الآن ارباحا كبيرة باستخدام الاعلام الاجتماعي، على سبيل المثال لا الحصر بلغت عائدات فيسبوك من الاعلانات لعام 2016 حوالي 4 مليارات دولار.
ان الاعلام الاجتماعي له فوائد مباشرة على الاقتصاد والاعمال حيث انه مكن نمو وتوسع الاعمال بشكل اسرع بكثير من السابق، تحقيق عائدات مباشرة، تحسين صورة المؤسسات، استخدام الاعلام الاجتماعي كوسيلة فعالة للتسويق والاعلان، الحصول على الموظفين الموهوبين، وتشجيع الشفافية مع المستهلك. كذلك طور الاعلام الاجتماعي طرق تنفيذ الحكومات لاعمالها مثل زيادة الانفتاح الديمقراطي، تقديم الخدمات العامة، زيادة الفهم، ادارة وتحليل المخاطر، اضافة الى استخدامه في السياسة الخارجية والدبلوماسية، وكل ذلك يساهم بطريقة او بأخرى في تطوير الاقتصاد للبلدان العائدة لتلك الحكومات.
أما فيما يخص الخدمات المالية، فأن الاعلام الاجتماعي اصبح لايقتصر استخدامه فقط لغرض تحسين خدمة الزبائن والتسويق وتقليل الكلف وزيادة الكفاءة، وانما توسع الاستخدام ليشمل تقديم الخدمات المصرفية والبنكية عبر التعامل مع المنصات المخصصة لذلك. أيضا اصبحت الشركات المالية الحديثة الآن تستخدم البيانات الموجودة في منصات الاعلام الاجتماعي عند فتح حساب او محاولة الحصول على ائتمان، لذلك من الممكن ان يكون لمنصات الاعلام الاجتماعي دورا رئيسيا في حصول الموافقة على القروض المالية من عدمها.
ومن فوائد الاعلام الاجتماعي وتأثيره على المجتمع ونمو اقتصاده ربط الناس مع بعضهم بعضا بغض النظر عن البعد الجغرافي فيما بينهم، تقديم المعلومات والاخبار بالوقت الحقيقي، استخدامها كوسيلة للتعليم والتعلم، وتقديمها فرص للحصول على الوظائف والتطوير المهني وزيادة الدخل.
مما تم ذكره سابقا يوضح بأن الاعلام الاجتماعي له دور مؤثر ويقدم فرصا كبيرة في انقاذ ونمو الاقتصاد والخروج من الازمات المالية اذا تم استثماره واستخدامه بالشكل الصحيح من قبل الصناعة، الاعمال، الحكومات، المجتمعات والافراد.
إقرأ أيضا لـ "محمد الحمامي"العدد 5292 - الجمعة 03 مارس 2017م الموافق 04 جمادى الآخرة 1438هـ
مقال رائع ألف مبروك