تعتبر بطولة المكسيك المفتوحة للتنس (أكابولكو) هي التجربة، التي ستظهر كيف سيكون حال اللاعب الإسباني رافايل نادال بدء من العام 2018، بعد أن قرر عمه ومدربه توني نادال عدم الذهاب معه إلى البطولات بدء من ذلك العام، وهو الرجل، الذي صاحبه في رحلاته كلها.
وذهب نادال إلى البطولة المكسيكية، التي يلتقي في دورها المقبل (الثمانية) مع اللاعب الياباني يوشيهيتو نيشيوكا، بصحبة مدربيه كارلوس مويا وفرانسيس رويج.
وأكابولكو هي البطولة الأولى، التي يخوضها نادال منذ أن قرر عمه في 11 فبراير/ شباط الماضي عدم السفر مع إبن شقيقه بدء من الموسم المقبل.
وكان توني نادال قد قرر أيضا عدم السفر إلى بطولة المكسيك المفتوحة.
وقال نادال، المصنف الأول عالميا سابقا، في مؤتمر صحفي أول أمس الثلثاء: "عمي لم يذهب إلى هذه البطولة قبل ذلك، لم يكن موجودا في 2015 و2013، إنها رحلة طويلة تبدأ من هنا ثم انديان ويلز ثم ميامي".
وأضاف اللاعب الإسباني، الذي وصل إلى نهائي بطولة أستراليا المفتوحة الأخيرة: "توني لديه ثلاثة أبناء، ولديه عمل في الأكاديمية، هذا لا يعد موضوعا مهما على الإطلاق، سيكون حاضرا في ميامي ومونت كارلو وبرشلونة ومدريد وروما ورولان جاروس وويمبلدون، إنها أسابيع طويلة، بالإضافة إلى أنه سافر معي طوال شهر يناير، لم ير عائلته لمدة شهر".
وتتوافق تصريحات نادال، المصنف السادس حاليا، مع ما قاله عمه في فبراير الماضي في مقابلة مع أحد المواقع الإيطالية المهتمة بأخبار اللعبة البيضاء.
وقال توني (55 عاما): "علاقتي مع إبن شقيقي مثالية دائما، طوال هذه الأعوام لم نمر بأزمات على الإطلاق، ولكن حتى بلغ السابعة عشرة كنت أقرر أنا كل شيء، في الحقيقة بدأت أتخذ قرارات أقل في كل عام وسيصل الأمر إلى أن أتخلي عن اتخاذ أي قرارات".
وبعد مشوار طويل شهد الكثير من الرحلات والنجاحات، التي بدأها مع نادال منذ نعومة أظفاره، بما فيها تحقيقه 14 لقبا في البطولات الأربع الكبرى "جراند سلام"، أكد توني أنه اتخذ هذا القرار ليتفرغ لتدريب اللاعبين الشباب في الأكاديمية الحديثة لعائلة نادال في مايوركا، والتي تم افتتاحها في أكتوبر/ تشرين الأول 2016.
وكان قرار توني بعدم السفر مجددا مع إبن شقيه بمثابة صدمة كبيرة للجهاز الفني لنادال.
وقال توني في مقابلة مع صحيفة "البايس" الإسبانية: "في 2018 سيسافر مويا بشكل أكبر، سأتخلى عن السفر، وهذا لا يعني أنه في حال طلب نادال مساعدة في وقت ما أنني لن أكون بجانبه".
وعن هذه النقطة تحديدا تحدث نادال في أكابولكو وأشار إلى أنه عندما يبتعد عن المنافسات لفترة طويلة فإن الأخبار تتواتر أو تأخذ حجما أكبر مما ينبغي.
وبعد أن قرر في ديسمبر إنهاء موسمه مبكرا، بسبب معاناته من إصابة في رسغ اليد، قرر نادال ضم صديقه، اللاعب الأسباني السابق كارلوس مويا، إلى جهازه الفني، الذي يضم توني نادال وفرانسيس رويج.
وكان مويا يتولى مهمة تدريب اللاعب الكندي ميلوس روانيتش في 2016، إذ نجح في الوصول معه إلى المركز الثالث في التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين.
وتابع نادال قائلا: "كارلوس انضم للعمل بشغف كبير وبالطبع فهو يمنحني أشياء جديدة، لقد جاء بأفكار واضحة، يعرف ما يجب أن أقوم به، علاقتنا جيدة مع الجهاز الفني بشكل عام".
وأكد توني نادال مطلع العام الجاري خلال بطولة أستراليا المفتوحة أنه مع قدوم مويا أصبح ابن شقيقه "أكثر تقبلا للآراء الجديدة".
وآثر مويا ورويج خلال بطولة المكسيك المفتوحة التواري عن الأنظار، إذ يظهران كلما اقتضت الحاجة فقط لظهورهما، حتى إنهما خلال المباريات لا يتواصلان كثيرا مع اللاعب الإسباني.
ولم يظهر كلا المدربين كثيرا خلال تدريبات نادال في المكسيك، فقد خاض اللاعب تدريبين فقط على الملعب الرئيسي للبطولة، قبل أن ينقل تدريباته إلى الفندق، الذي يقيم به بعيدا عن أعين الصحافة والجماهير.
وكان الظهور الأول لمدربي اللاعب الإسباني هو في الصورة، التي جمعتهما بنادال، ونشرها الأخير على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هذا الأسبوع، والتي يظهر خلالها وهو يؤدي تدريباته في قاعة اللياقة البدنية للفندق، الذي يقيم به.