العدد 5288 - الإثنين 27 فبراير 2017م الموافق 30 جمادى الأولى 1438هـ

مباراة من عالم الجنون

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

مباراة مانشستر سيتي وموناكو في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم مثلت أفضل ما وصلت له كرة القدم العالمية من أداء هجومي رائع وتحركات سريعة من الفريقين وقدرات كبيرة في التسجيل وصناعة الفرص.

مباراة من لم يشاهدها فكأنه لم يشاهد شيئا من هذا الموسم الكروي، لأنها مباراة من عالم آخر عالم الجنون في كرة القدم.

نتيجة المباراة التي انتهت 5-3 لمصلحة مانشستر سيتي مع إضاعة ركلة جزاء من موناكو لا تعكس فقط قيمة المباراة الفنية، وإنما هي تنقل فقط جزءا بسيطا من الصورة.

المباراة كانت ليست فقط مثيرة وممتعة وحماسية وهجومية وإنما كانت مباراة لا تستطيع أن تضيع لحظة واحدة فيها، ففي كل كرة طوال 90 دقيقة هناك هجمة وفرصة تسجيل وخطورة على المرمى وأداء قتالي وهجوم مرتد سريع.

هي مباراة اللحظات المتواصلة من المتعة الكروية لم نشهد مثيلا لها في دوري أبطال أوروبا منذ سنوات طويلة.

الفريقان كانا حاضرين من الناحية الهجومية والأهداف الكثيرة لا تعكس خللا دفاعيا، وإنما جاءت نتاجا لعمل هجومي حثيث ومتواصل ودون توقف طوال المباراة.

فموناكو صاحب أقوى هجوم في جميع الدوريات الأوروبية، ومانشستر سيتي مع غوارديولا من الطبيعي أن يلعب مهاجما لأن فلسفة غوارديولا تقوم على الاستحواذ والهجوم.

لذلك المباراة كانت مختلفة من جميع المقاييس عن جميع مباريات كرة القدم الأخرى.

السيتي يتقدم بهدف فيرد موناكو بهدفين ويضيع ركلة جزاء فيعادل سيتي النتيجة، ويرد فالكاو بهدف أكثر من رائع، إلا أن رد السيتي كان أقوى بثلاثة أهداف متتالية أشبه بالإعصار.

عندما تشاهد مثل هذه المباراة تدرك إلى أين وصلت كرة القدم العالمية، وإلى أين وصلت الجرأة فيها والرغبة في التسجيل والهجوم وتقديم كرة قدم حقيقية، بعيدا عن الكرة البطيئة المملة التي تقوم على قاعدة «الي تغلب به العب به»، وهي قاعدة مفلسة مضرة للرياضة وقاتلة للمتعة الكروية.

في هذه المباراة أيضا أكثر ما لفت النظر الموهبة القادمة بقوة كيليان مبابي صاحب الـ 18 عاما، والذي أرجع بي الذاكرة إلى بدايات الظاهرة البرازيلية رونالدو في الدوري الهولندي وبعدها مع برشلونة الاسباني، إذ يمتاز بطريقة لعب مشابهة تعتمد على السرعة والقوة والمهارة العالية والانطلاق المباشر للمرمى، ما يؤكد أنه أحد أهم المواهب على صعيد الهجوم المنتظر بروزها عالميا بقوة في السنوات المقبلة.

مبابي بات محط أنظار الكثير من الأندية الكبيرة ومن بينها السيتي نفسه الذي سيسعى للتعاقد معه الصيف المقبل.

مبابي أحد العباقرة القادمين في عالم المستديرة وشكل مع فالكاو ثنائيا رهيبا هز فرنسا وأوروبا.

مباراة الذهاب بين الفريقين أذهلت العالم، فماذا يمكن أن نشاهد في الإياب بحديقة الأمراء في موناكو؟.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 5288 - الإثنين 27 فبراير 2017م الموافق 30 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً