هذا النوع من الموظفين يكون في الغالب محدود المعرفة والكفاءة الفنية لإنجاز عمله. وتعويضا عن النقص في المعرفة يقوم بتصرفات غريبة وبعيدة عن المهنية. يكون في الغالب طيبا ومطيعا لمسئوليه لدرجة الإذلال، ومتنمرًا على زملائه الموظفين لدرجة الدناءة مستغلا علاقته بمن هم فوقه.
يعمد هذا الموظف المتسلق إلى إظهار الأمور بشكل حسن إلى المسئولين؛ لكي يبهرهم وينال رضاهم، حتى لو كانت الأمور غير ذلك. فبالنسبة إليه كسب ودّ المسئولين لينال مآربه منهم ويكسب التقدير الدائم منهم، من أهم اهتماماته. يقضي معظم أوقاته أثناء العمل في خدمة المسئولين حتى لو كانت تلك الخدمات لا تمت للعمل بأية صلة. وقد لا يتردد في التبليغ عن كل صغيرة وكبيرة من تصرفات أو أسرار زملائه الموظفين، طالما ذاك التبليغ يصب في مصلحة علاقاته بالمسئولين.
هو يهرب من أداء العمل المناط به، لأنه بكل بساطة غير مهيأ لذلك، ولكنه في المقابل يوهم من حواليه ومسئوليه بأنه السوبرمان الذي أنجز ذاك العمل وقام بتلك المهمة... الخ. في الغالب يكون زملاؤه من الموظفين في حيرة من أمرهم في طريقة التعامل معه. فهو من جانب لا يقوم بتأدية أي عمل ولذلك يتحمل زملاؤه عبء تأدية العمل عنه، ومن جانب آخر، لا يستطيع الزملاء أن يبلغوا مسئوليه عن تقصيره في العمل، وذلك لقوة علاقاته مع المسئولين وإيمانهم بأنه موظف يعتد به ويعتمد عليه.
إذا جاء وقت تقييم الأداء السنوي فإنه قد يحصل على أعلى تقدير بحسب ما يراه رؤساؤه، ولذلك يحصل على أكبر مكافأة لا يستحقها، بينما بقية الموظفين المجديّن يحصلون على الفتات. والمصيبة الكبرى هي أنه كلما حصل على مكافأة كبيرة كلما كانت حظوظه في الترقيات أكبر وارتقاؤه الى مناصب أعلى أسرع. هذا النوع من الموظفين هو من قد يصبح مديرًا متسلطا إذا وصل إلى ذاك المنصب. وذلك لتغطية قصور المعرفة الفنية لديه بالتظاهر المزيف بقدراته الإدارية التي ليست أصلا موجودة لديه.
فرصة هذا النوع من الموظفين في حصوله على ترقيات ومكافآت لا يستحقها، هي نتيجة لتقصير بعض المديرين، الذين قد يكونون هم بدورهم غير مناسبين للوظيفة وليست لديهم الكفاءة الإدارية التي تساعدهم على تعرية الموظفين الذين هم على هذه الشاكلة.
المدير الجيّد عليه مسئولية مهنية وأخلاقية تجاه موظفيه، ومن أبسط متطلبات المسئولية هو معرفة موظفيه عن قرب، والانفتاح في التعامل معهم، والشفافية في معاملتهم. فكلما كان قريبا منهم كان أقرب إلى معرفة المجدّ من غير المجّد والحسن من غير الحسن. إنما إذا جلس المدير في برجه العالي، تاركا الحبل على الغارب، فإن هذه النوعية من الموظفين تجد التربة الخصبة التي تنمو فيها، على حساب بقية الموظفين الذين يهمهم أداء العمل بكل إخلاص وتفان.
يجب أن يكون لدى أي مدير الوسائل الإدارية المناسبة للوقوف عن قرب على طبائع موظفيه، منها إجراء عمليات تقييم الأداء بصفة دورية، اجتماعات مفتوحة تتاح فيها للموظفين التحدث بحرية عن الأمور التي تعيق العمل، وتجربة الموظفين كلا على حدة بإعطائهم مهمات عمل محددة، لمعرفة درجة الكفاءة عندهم وقدرتهم على تعلمّ مهمات جديدة. هذه الأمور تساعد المدير الناجح على معرفة موظفيهم، ولا تعطي الفرصة للموظف المتسلق أن يتبوأ مناصب غير جدير بها.
إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"العدد 5287 - الأحد 26 فبراير 2017م الموافق 29 جمادى الأولى 1438هـ
مقال يشرح واقعنا المأساوي. ..وهذا يرجع للفساد العام المنتشر في مؤسسات الدولة...ولا يلام الموظف بل يلام المدير والمسؤول الذي يشجع التسلق والمتسلقين
كلام واضح وضوح الشمس في رابعة النهار،و لكن نحتار أحيانا،و أحيانا أخرى نتسأل و نقول بداخلنا لمن يجب أن يوجه اللوم و العتب أهو للمدير ألذي سمح للموظف المتسلق أن يتنمّر عندما أصاخ له السمع و أعطاه الفرصة لكي ينقل كل ما يصول و ما يجول بين زملائه؟أم للموظف نفسه؟..ولد النبيه صالح
يوجد ايضا يا سيدي الموظف النمام الذي يعكف على نشر الاشاعات لغرض خلق الخلافات الوهمية لكي يلهي الادارة بأكملها عن قصوره المشين في الأداء. هذا الموظف ليس فقط متسلق ياسيدي بل ينسب اعمال خصومة الناجحة له. موظف يختلق الإشاعات والخصومات لتدمير اي إدارة هو فيها فقط ليثبت ان الإدارة فاشلة وهو ليس بفاشل.
عزيزى الكاتب...انت تتطرقت إلى موضوع جميل . لكن الحل لهذه المشكله اختلف معاك فيها. إذا كان النوع من الموظفين موجود بين زملائه المتميزين ما فائده فيه. أولا يستلم راتب لا يستحقه ، ثانيا يجعل من الموظف المتميز محبط لأن يعتبره عاله عليه وعلى الشركه. حل المشكله موجود لكن لكن يجب عليه اتخاذ خطوات جريئة. حل رقم واحد، فصل الموظف. رقم اثنين، فصل المدير لان المدير لا يرى أداء الموظف بمنظور واجباته الحقيقيه أو يعطيه ترقيه لا يستحقها.
مقال أجاد الوصف بحرفية وخبرة واقعية
مقال عميق المعالجة
شكرا للكاتب على ما تقدم به من معالجات مفيدة للقارئ
هذه هي مشكلة واقعنا العربي والمتسلقين هم اصحاب الحظ الوفير واود الاشارة الى ان المتسلق يلجأ إلى الكيدية لتحقيق مأربة ويلجأ احيانا الى الكيدية الدنيئة للايقاع بمنافسيه قد يصل الى الامر الى تلفيق التهم باستغلال بعض الحالات والظروف خاصة اذا وجد المسؤول المتنفذ الذي يرخه اذنه للقيل والقال تلك تجربة مرة مريت بها.
بالطبع احيانا من الصعب اكتشاف نوايا المتسلقين الذين يتلونون مثل الحرباء وحية الرمل خاصة من قبل البسطاء ونظيفي القلب.
السياسة العامّة للدولة هي من يخلق مثل هؤلاء الموظفين والمسؤولين الذين يمتهنون نفس السلوك الذي يتفشى في معظم مفاصل الدولة .
اذا انعدم التقدير والتقييم حسب المؤهلات والقدرات والخبرة واصبح التقييم وفق انظمة المحسوبية ووفق انظمة الوشاية والتجسس حتى ان بعض المسؤولين يطلب من بعض الموظفين نقل انفاس الآخرين له، فماذا بعد ذلك
كلام واقعي........
مقال جدا جدا واقعي. .بهذا المقال أعتقد بأن الكثير ممن فيه هذه الخصلة سوف يصاب بالحرج ويبدأ بتغيير سلوكه..شكرا لصاحب المقال صاحب الخبرة في هذا المجال..