شهد مسرح البحرين الوطني مساء اليوم السبت (25 فبراير/ شباط 2017) إحياء أول حفلات مهرجان ربيع الثقافة الثاني عشر، إذ استمتع جمهور الرّبيع بمشاهدة العرض الأوبرالي التاريخي، والأول من نوعه باللغة العربية، "عنتر وعبلة" بحضور رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة و الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي.
وبهذه المناسبة قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "من على خشبة مسرح البحرين الوطني نطلق مهرجان ربيع الثقافة الثاني عشر في ذكرى ميلاد الرّحالة العربي ابن بطّوطة الذي ما زال خير مثال لقيم الانفتاح وحبّ المعرفة والاكتشاف وقبول الآخر التي نحتاج إلى أن نعيشها أكثر في زمننا الحاضر عاكسين بذلك قيم بلداننا العربية"، مشيرة إلى أن حفل "أوبرا عنتر وعبلة" يأتي بالتزامن مع يوم السياحة العربي الذي أطلقته مملكة البحرين من مسرح البحرين الوطني عام 2013 حين كانت المنامة عاصمة للسياحة العربية. كما رحّبت بالأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي والحاضر دائماً مع البحرين في هذه المناسبة العربية، وتمنّت لجمهور المهرجان شهرين من الفعاليات الغنيّة والمميّزة.
وتتألّف مسريحة عنتر وعبلة من قسمين: يروي الفصل الأول منهما قصة «عنتر وعبلة»، من قبيلة عبس العربية، اللذين يعيشان قصة حب على الرغم من الصراعات القبلية المحيطة بهما، لا سيما بين قبيلتي عبس وطي. فعنتر صاحب البشرة السوداء ابن الجارية الحبشية، رفض والده شداد من سادة عبس الاعتراف به. أما عبلة المرأة الحرّة البيضاء ابنة مالك شقيق شدّاد، فقد أغرمت بعنتر الذي شكّل لون بشرته حاجزا أمام زواجها منه.
أما الفصل الثاني، فيروي مرحلة نفي عنتر إلى الجنوب، الذي لا يلبث أن يعود إلى أرضه للدفاع عن قبيلته من غدر مارد طي. فيخوضان منازلة شرسة ينتصر فيها عنتر خاتماً حرباً طويلة بين القبيلتين، بعد تعرّضه وحبيبته لحيلة دبّرها لهما شيبوب شقيق عنتر وسلمى صديقة عبلة. ولتختتم المسرحية بنهاية سعيدة تضع حدّا للعنصرية، بعد أن ينتصر فيها السلام ماحيا كلّ تمييز تسبّب به اللون أو العرق.
يذكر أن "أوبرا لبنان" كانت قد أطلقت عرض "عنتر وعبلة" في يوليو 2016 في بيروت، وقد لاقى حينها إقبالًا لافتًا من قبل الجمهور، عبر إبرازه لمخزون الأدب والشعر الجاهلي، وترويجه للتراث العربي وقصصه الخالدة من خلال تجسيد شخصياتٍ تميزت بسماتٍ ومواهب فريدة، ومرت بظروفٍ استثنائية، ومنها القصة الشهيرة لشاعر بني عبس وحبيبته عبلة. واعتُبر العمل نقطة تحوّل في مشهد الغناء الأوبرالي على المستوى الإقليمي، وذلك لجمعه بين الموسيقى السمفونيّة الأصليّة، جماليات الشعر العربي الفصيح، والتقنيات الخاصة بغناء الأوبرا باللغة العربيّة، ليحظى الجمهور في المحصّلة على فرصة الاستمتاع بتجربةٍ فنيةٍ متكاملة، تشكّل محطةً مهمة في المشهد الثقافي للعالم العربي. يذكر أن الأوبرا كتبها الأديب والكاتب المسرحي الدكتور أنطوان معلوف ويعود تأليفها الموسيقي للمايسترو مارون الراعي، يلعب بطولتها الفنان غسان صليبا (عنتر) وتشاركه الفنانة لارا جوخدار. (عبلة) الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو ناير ناجي (قائد أوركسترا أوبرا القاهرة).
ويأتي مهرجان ربيع الثقافة الثاني عشر ضمن موسم احتفاء هيئة البحرين للثقافة والآثار بتراث مملكة البحرين الأثري تحت شعار "آثارنا إن حكت" لعام2017 . ويقام المهرجان بتنظيم من هيئة البحرين للثّقافة والآثار ومجلس التّنمية الاقتصاديّة، وبالتعاون مع مركز الشّيخ إبراهيم بن محمّد آل خليفة للثّقافة والبحوث، ومعرض البارح للفنون التّشكيليّة، ومساحة الرّواق للفنون ومركز لافونتين. كما ويحظى المهرجان هذا العام برعاية ذهبية من كل من بنك البحرين الوطني، وشركة هواوي، ومجموعة "جي إف إتش" المالية، إلى جانب الرعاية الفضية المقدمة من شركة مطار البحرين، شركة ألمنيوم البحرين "ألبا"،و بنك البحرين والكويت، وشركة "دي إتش إل"، والسوق الحرة البحرين، والدعم المقدم من قبل معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية، وشركة أنفستيت، والهيئة الوطنية للنفط والغاز وشركة البحرين للتجارة والملاحة الدولية بالإضافة إلى الدور المهم للجهات الدبلوماسية كالسفارة الإيطالية، والسفارة اليابانية، والسفارة الأمريكية، والسفارة المكسيكية في إنجاح مختلف فعاليات المهرجان.
لمزيد من المعلومات حول فعاليّات المهرجان الكثيرة يمكن متابعة الحساب الرسمي للمهرجانspringofculture على الإنستغرام وتويتر والفيسبوك. كما يمكنكم الاطّلاع على كامل تفاصيل المهرجان وأنشطته وفعاليّاته على الموقع الإلكتروني لهيئة البحرين للثقافة والآثار.
