اقيمت في عمّان يوم أمس (الأحد 19 فبراير/شباط 2017) ورشة عمل حول "الإدارة المستدامة للأهوار العراقية" بعد ادراجها على لائحة التراث العالمي 2016 بمشاركة مختلف الجهات العراقية المعنية وعدد من المنظمات الدولية.
الورشة التي نظمها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ومكتب الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع اليونسكو بغداد، والمركز الاقليمي العربي للتراث العالمي، شهدت حضوراً من مختلف المحافظات المعنية باهوار العراق وعلى مستويات عالية ما يظهر التزاماً عراقياً من قبل هذه الأطراف بتحقيق ما هو مأمول على صعيد إدارة الأهوار والحفاظ عليها وتطوير تشريعات خاصة بها.
ومن جانبه، قال المدير الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، اياد ابو مغلي: أن "أهمية هذه الورشة جاءت بعد وضع الاهوار على لائحة التراث العالمي وهو ما يوجب على الجميع التعاون من أجل تجاوز كل التحديات والمعوقات للوصول الى ادارة متكاملة للأهوار".
وبين أبو مغلي: أن "هذا الاجتماع في عمان يهدف لتفعيل خطة ادارة الاهوار وترتيب التفاصيل وكيفية ادامة العمل والهيكلة الادارية وتمويل المشاريع الاستثمارية التي تستهدف بالدرجة الاولى السكان المحليين بالاضافة الى التنسيق بين مختلف الجهات".
وأضاف أبو مغلي أن "اهمية هذه الورشة تكمن في اجراء حوار مهم بين مختلف الاطراف المعنية من الحكومات المحلية والوزارات والجهات المختلفة وهو خطوة ايجابية يجب البناء عليها".
وأشار إلى أن "إدارة ملف الاهوار يبقى شأنا عراقيا داخليا في حين أن مختلف الجهات الدولية المعنية تسعى الى مساعدة الاشقاء في العراق الى تجاوز هذه التحديات والوصول الى ادارة مثلى للأهوار".
أما مدير البرامج في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة - مكتب غرب آسيا، هاني الشاعر قال: أن "إدراج محمية الأهوار على لائحة التراث العالمي عام 2016 جاء نتيجة مجهودات مشتركة بين الحكومة العراقية ممثلة بوزارتها المختلفة وبالشراكة مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ومركز التراث العالمي بالبحرين".
وبين الشاعر أن "التعاون المشترك مع الاتحاد تمثل في بناء القدرات والمساهمة الفنية في إعداد خطة إدارة فعالة تساهم في إدارة الموقع ومتوافقة مع متطلبات منظمة اليونيسكو لإدارة موقع التراث العالمي".
وأشار إلى أن "الاتحاد يعمل مع مختلف الشركاء من أجل تفعيل خطة ادارة الاهوار وتقريب وجهات النظر بين مختلف الجهات بهدف تحسين واقع المجتمعات المحلية والعمل على ادارة المنطقة بشكل مستدام".
من جانبه، قال محافظ ميسان على دواي: أن "هناك جملة من التحديات التي تواجه ملف الاهوار أهمها الادارة والحماية وتأمين الاموال اللازمة لادارة الملف وجلب الاستثمارات التي تتماشى مع طبيعة الموقع".
وبين دواي أن "التحدي الاهم هو كيفية ادارة الاهوار بعد اعتبارها تراثاً عالمياً مبيناً ان هناك اكثر من سيناريو لادارتها سواء كان من قبل الحكومة المركزية بالتعاون مع الحكومات المحلية أو عن طريق هيئة خاصة تشكل لذلك".
بدوره قال النائب الأول لمحافظة البصرة محمد طاهر التميمي: أن "هذا اللقاء يؤكد على رغبة العراق في الوصول الى الحلول التي تسهم في المضي قدما بملف الاهوار".
وبين التميمي أن "الجميع في هذا اللقاء يتحاورون بشكل شفاف من اجل الاتفاق على شكل ادارة الاهوار وتشكيل هيئة خاصة بذلك واعطائها صلاحيات واسعة وتكون هذه الهيئة ممثلة من مختلف القطاعات بالاضافة الى تشكيل الشرطة البيئية لحماية الاهوار بالاضافة الى الاتفاق على خطة استثمارية شاملة بالتعاون مع المجتمع المدني".
وتهدف الورشة إلى مناقشة مخرجات مؤتمر لجنة التراث العالمي الأربعون لليونسكو والذي عقد في اسطنبول في يوليو/تموز 2016، والخطوات اللازمة للرد على قرار ادراج الأهوار في قائمة المواقع التراثية العالمية ومناقشة الخطوات اللازمة لتنفيذ الخطة الادارية المستدامة للاهوار بالاضافة الى مناقشة ادوار الادارات القائمة المختلفة المعنية بالاهوار والثغرات والحاجات.
وكانت الاهوار ادرجت في يوليو 2016 أهوار رسمياً على قائمة التراث العالمي لليونسكو في الدورة ال40 للجنة التراث العالمي في اسطنبول.