قال الرئيس التنفيذي لشركة جهينة للصناعات الغذائية أكبر منتج للألبان والعصائر المعبأة بمصر إن شركته ستخفض استثماراتها هذا العام في ظل حالة الركود التجاري وتراجع القوة الشرائية.
وأضاف سيف صفوان ثابت الرئيس التنفيذي لجهينة في مقابلة مع رويترز "استثمرنا نحو 450 مليون جنيه في 2016 من إجمالي استثمارات متوقعة بقيمة 500 مليون جنيه. هذا العام سنخفض الاستثمارات وستكون أقل كثيرا عن العام الماضي بسبب حالة الركود وانخفاض القوة الشرائية للمستهلك."
ولم يخض ثابت في أي تفاصيل بشأن قيمة الاستثمارات المتوقعة هذا العام.
وقال "لدينا طاقات إنتاجية تكفي احتياجاتنا حتى 2018 وبالتالي لا توجد ضرورة ملحة للتوسع. نريد التركيز بشكل أكبر هذا العام على تحسين التدفقات النقدية لدينا."
تأسست جهينة عام 1983 وتنتج الحليب والزبادي والعصائر وتصدر إنتاجها إلى أسواق في الشرق الأوسط وأمريكا والدول الأوروبية.
ونفذت جهينة استثمارات كبيرة خلال الأعوام القليلة الماضية بمصانعها سواء في خطوط إنتاج الحليب أو الزبادي أو العصائر أو منافذ البيع وأسطول السيارات.
وقال ثابت إن شركته رفعت أسعار المنتجات خلال العام الماضي بنحو 35 بالمئة بشكل تدريجي وتتوقع "زيادة طفيفة بين 5 و10 بالمئة في الأسعار خلال الفترة المقبلة."
لكنه أضاف "لم نمرر زيادة تكلفة الإنتاج بالكامل للمستهلك.. نعمل في سلعة أساسية وحساسة جدا."
وتشهد مصر قفزات هائلة في أسعار السلع الأساسية وغير الأساسية منذ تعويم الجنيه في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وقفز معدل التضخم الأساسي إلى نحو 31 بالمئة في يناير كانون الثاني مسجلا أعلى مستوى منذ مطلع 2005 عندما بدأ تسجيل بيانات التضخم على موقع البنك المركزي على الانترنت.
وقال ثابت "التعويم أضر بالقوة الشرائية ومشكلته أنه جاء متأخرا للغاية. التعويم وخسائر فروق العملة خفضت هامش ربح الشركة في 2016 بين 5 و7 بالمئة."
وأضاف ثابت الذي عمل من قبل في ميولار الألمانية للألبان "مازلنا نحافظ على حصصنا السوقية باستثناء العصائر حصتنا فيها نزلت لأقل من 23 بالمئة.
"أكثر المنتجات تأثرا في البيع بعد تحرير سعر الصرف هو الزبادي (اللبن). وسط حالة الغلاء الحالية المستهلك لم يضع الزبادي في أولوياته. ندرس تصغير العبوات في جميع المنتجات لأن المستهلك في حالات الغلاء يتجه للعبوات الأقل حجما."
وتبلغ الحصة السوقية لجهينة في الألبان نحو 60 بالمئة وفي الزبادي والرايب نحو 35 بالمئة.
وتتنافس جهينة مع شركات مثل المراعي السعودية ونستله السويسرية ودانون الفرنسية في السوق المحلية.
وتضرر المصريون -الذين يكافح الكثيرون منهم لتدبير معيشتهم يوما بيوم- بشدة جراء تحرير سعر الصرف وما تبعه من ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية وخفض الدعم الحكومي.
وردا على سؤال عن نتائج أعمال الشركة في الربع الأخير من 2016 قال ثابت "صافي الربح في الربع الأخير من 2016 أفضل من الربع الثالث ولكنه أقل من الربع المقابل من 2015. نتائج الربع الرابع تشمل أرباحا من بيع بعض الأصول غير المستغلة ولكن هذا ليس السبب الرئيسي في ارتفاع الأرباح فهناك أيضا زيادة أسعار المنتجات."
وبلغ صافي ربح جهينة في الربع الثالث من 2016 نحو 58.189 مليون جنيه انخفاضا من 88.234 مليون جنيه في الربع الثالث من 2015. وكان صافي ربح الشركة قفز في الربع الأخير من 2015 نحو 85 بالمئة عن الفترة المقابلة من 2014.
وأضاف ثابت "بعد تحرير سعر الصرف خفضنا الإنتاج برقم في خانة الآحاد وهذا أمر محبط لأننا سنويا كان لدينا زيادة في الإنتاج برقم في خانة العشرات وفي السنوات السيئة كانت الزيادة تكون بنسبة عشرة بالمئة.
"لدينا مخزون كبير من المواد الخام يكفينا حتى سبتمبر المقبل... نتوقع تراجع أرباح الشركة في الربع الأول من هذا العام على أن تتحسن بداية من الربع الثاني خلال موسم رمضان."
وتقوم جهينة بتصنيع منتجاتها في سبعة مصانع حديثة ويبلغ عدد منتجات الشركة أكثر من 200 منتج ومن بين عملائها مصر للطيران وفنادق فور سيزونز وماريوت وهيلتون ومطاعم مكدونالدز كورب وهارديز.
وقال ثابت لرويترز في المقابلة التي جرت بمكتبه على مشارف القاهرة "بدأنا التشغيل التجريبي لإنتاج الجبن الأبيض على أن نبدأ الإنتاج الفعلي في أبريل. مازال لدينا نفس التوقعات بمساهمة منتجات آرلا فودز التي نوزعها في مصر والجبن الأبيض بخمسة بالمئة من مبيعات هذا العام."
ووقعت جهينة في يوليو تموز 2015 اتفاقية شراكة مع آرلا فودز الأوروبية لتأسيس شركة "أرجو للصناعات الغذائية" التي ستعمل على تصنيع وتوزيع منتجات آرلا فودز من الجبن والزبد وحليب الأطفال الرضع بمبيعات متوقعة بقيمة 100 مليون يورو بحلول عام 2020.
وأضاف ثابت أن شركته تستهدف التوسع في التصدير الذي يمثل نحو 3.5 بالمئة من مبيعات الشركة وتركز في خطط التوسع على أسواق الدول الافريقية الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى.
(الدولار= 16.55 جنيه مصري)