نشر عضو هيئة التدريس في برنامج تربية الموهوبين بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الباحث أحمد محمد درويش العباسي مقالاً علمياً استعرض فيه تاريخ دراسات الإبداع بعنوان "بعد ستة عقود من الدراسة المنهجية للإبداع: ما الذي يحتاج المعلمون أن يعرفوه حول تعريف وطرق قياس الإبداع؟". وقد تم نشر المقال في العدد الأخير من مجلة Roeper Review، وهي إحدى المجلات العلمية المحكمة المشهورة في تخصص تربية الموهوبين على المستوى العالمي.
هدفت الورقة إلى توعية الباحثين والمعلمين في مجال تربية الموهوبين بالتعريف العلمي للإبداع بعد محاولات استغرقت أكثر من ستين عاماً للوصول لماهية الإبداع، وإلى تعريف المتخصصين بالطرق المختلفة والمقاييس المتنوعة المتوفرة لقياس الإبداع والتي يمكن تقسيمها إلى مقاييس العملية الإبداعية، ومقاييس الشخصية المبدعة، ومقاييس المنتج الإبداعي، بالإضافة إلى مقاييس المناخ الإبداعي. وأوضح العباسي أنه "يُقصد بالعملية الإبداعية الاستراتيجيات والعمليات العقلية التي يتم توظيفها للوصول إلى الفكرة الإبداعية وتتضمن على سبيل المثال لا الحصر الدافعية، الإدراك، التفكير، والتواصل"، مشيراً إلى أن مقاييس الشخصية المبدعة تهتم بقياس السمات الشخصية والخصائص السلوكية التي يتمتع بها المبدعون كحب المخاطرة، الاستقلالية، المرونة في التفكير، الانفتاح العقلي، وغيرها من السمات التي تميز الأفراد المبدعين عن غيرهم.
هذا، وتهتم المقاييس التي تهدف إلى قياس المنتج الإبداعي بتقييم مدى أصالة الفكرة أو المنتج المقدم وقيمته للمجتمع. وقد حدّد مكتب براءات الاختراع الأميركي ثلاثة شروط للحكم على مدى إبداع المنتج وهي أصالة الفكرة أو المنتج الإبداعي، فعاليته، وتوفر عنصر المفاجأة. أخيراً، يعرف المناخ الإبداعي بأنه المناخ الذي يوفر الفرص والتحديات الكافية للفرد أو المؤسسة للتطور والابتكار.
إلى ذلك، استعرض العباسي أكثر من 45 مقياساً مقسمة حسب العملية الإبداعية، الشخصية المبدعة، المنتج الإبداعي، والمناخ الإبداعي من خلال هذه المقالة، كما تم استعراض أكثر من 100 من التعريفات المختلفة للإبداع من أجل للوصول إلى تعريف موحد وشامل، وقد خلصت الورقة إلى العديد من التعريفات المتوفرة في الأدب العلمي لمفهوم الإبداع، لكن أي تعريف للإبداع يجب أن يضع بعين الاعتبار معيارين أساسيين هما أصالة الفكرة أو المنتج الإبداعي وفاعليته للمجتمع.
يجدر بالذكر أن هذه الورقة العلمية حازت على جائزة أفضل بحث مكتمل على مستوى الدكتوراه في المؤتمر الـ 63 للجمعية الوطنية للأطفال الموهوبين الذي أقيم في مدينة أورلاندو بالولايات المتحدة الأميركية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.