أكد رئيس الجامعة الأهلية منصور العالي أهمية النشر العلمي للأبحاث والدراسات، وخصوصاً تلك التي تعنى بتقديم الرؤى والحلول المناسبة لمشكلات المجتمع الاقتصادية أو الصناعية أو الصحية أو غيرها، منوهاً إلى أن البحث العلمي ليس مجرد إثراء علمي وحسب، وإنما هو مرتكز يمكن المراهنة عليه من أجل الظفر بحلول وأفكار وسبل تعالج العديد من المشكلات والتحديات الاقتصادية والإدارية التي تواجهها أوطاننا.
جاء ذلك على هامش تكريم راعي الحفل والرئيس المؤسس للجامعة الأهلية عبدالله الحواج للباحثين المشاركين في مؤتمر طلبة الدكتوراه العلمي السنوي الثامن، مساء اليوم الإثنين (13 فبراير/ شباط 2017)، والذي نظمته الجامعة الأهلية بالتعاون مع جامعة برونيل لندن البريطانية في قاعة أوال بفندق الخليج ليومين متتاليين، بهدف إتاحة الفرصة للباحثين ومشرفيهم لتقديم أوراقهم العلمية ونتائج أبحاثهم ومناقشتها، بمشاركة أكاديميين وإداريين من كل من الجامعة الأهلية وجامعة برونيل لندن البريطانية.
وحث العالي الباحثين المنتسبين لبرنامج الدكتوراه إلى بذل مزيد من الجهد لاجتياز المتطلبات الدقيقة للبرنامج، والعمل على نشر أبحاثهم في الدوريات العالمية العريقة.
وأضاف أن النشر العلمي أحد المجالات الأساسية التي يجدر بنا الاعتناء بها من أجل جعل مملكة البحرين مركزاً تعليمياً وبحثياً متقدماً في المنطقة، من خلال النشر العلمي سيتعرف العالم على المستوى المتقدم لجامعاتنا وأساتذتنا وباحثينا، فضلاً عن أثره الإيجابي على الباحثين أنفسهم في صقل مهاراتهم وتوثيق صلاتهم بالعلماء والباحثين في مختلف جامعات العالم، وتعريفهم على نقاط القوة والضعف في دراساتهم، بما يحقق لهم التمكن العلمي الرصين من تخصصاتهم العلمية الدقيقة.
وأوضح أن الجامعة الأهلية بتوفيقِ اللهِ، ثم بدعم القيادة وتوجهات مجلس أمنائها تفوقت على كثيرٍ من الجامعات المحلية والإقليمية وتبوأَت موقعاً علمياً متقدماً، حيث تتحرك بوصلة الجامعة لتحويل المعارف والخبرات إلى منتجاتٍ نافعةٍ للوطن والمجتمع، وبراءات اختراعٍ دولية وسلوك وثقافة حياتية تدَعِّمُ الإنتاجَ البحريني وتميز الإنسان في مملكة البحرين.
وتناول الفائز بأفضل ورقة بحثية الباحث محمد محمود الطيب تأثير التحول الحكومي على ثقة المواطنين بالحكومة وخدماتها، حيث أثبتت الدراسات خلال الـ 40 عاماً الماضية انخفاض ثقة المواطنين في الخدمات الحكومة، موضحاً من خلال البحث أن الحل يكمن في تغير أدائها من خلال خمسة عوامل أساسية، وهي (الحكومة الإلكترونية التي تقدم الخدمات للمواطنين، واستخدام التكنولوجيا في كل خدماتها كبنية تحتية للوزارات، الحلول التي تقدمها الحكومة والوزارات ومدى توافقها مع توقعات المواطنين، الشفافية من قبل الحكومة لكل الخدمات المقدمة، ومحاسبة المقصرين من الجهات الحكومية)، منوهاً إلى أن المطلوب أن يحقق التحويل تحسناً في الأداء الحكومي مما يزيد ثقة ورضا المواطنين عنها.
فيما تناولت الباحثة نور السيد تأثير عامل الصداقة على ظاهرة السمنة لدى شريحة المراهقين، موضحة أن الأرقام المعلنة، أكّدت أن مشكلة السمنة وزيادة الوزن وصلت في البحرين إلى 70 في المئة عند النساء مقابل 40 في المئة عند الرجال، مشيرة إلى أن الأبحاث في الغرب أكّدت أن الصداقات في سن المراهقة لها تأثير كبير في تشكل العادات الغذائية التي قد تؤدي إلى السمنة حين تكون خاطئة وغير موجهة، لافتة إلى أن الأطباء دائماً ما يهتمون بعلاج مريض السمنة بوصفها مشكلة شخصية من دون الالتفات إلى مجتمع الأصدقاء المحيط بالمريض والذي قد يشجعه - بشكل أو بآخر - على سلوكيات غذائية معينة لا تتفق مع حالته الجسمانية أو احتياجاته الغذائية.
وتضمنت جلسات المؤتمر مناقشات ثرية، أثارت إعجاب مشرفي برنامج الدكتوراه من كلتا الجامعتين والباحثين أنفسهم، حيث أتاح لهم المؤتمر فرصة توليد الأفكار ومناقشة عدد من مواضيع الأبحاث بشكل احترافي دقيق. وشهدت القاعة الرئيسية بالجامعة الأهلية مناقشة 14 بحثاً علمياً اختلفت في عناوينها وموضوعاتها العلمية، قدمها عدد من الدراسين لبرنامج الدكتوراه.
يذكر أن برنامج الدكتوراه المشترك بين الجامعتين فريد من نوعه، إذ يتمكن الطالب في البحرين أو من دول المنطقة في تحقيق طموحاته والارتقاء بمؤهلاته. ويشمل البرنامج المتطلبات الضرورية للانضمام للبرنامج وبرنامج العمل، وكذلك الإرشادات اللازمة عن طريق الإشراف وإعداد أطروحة الدكتوراه. وتعتبر هذه الخطوة من الخطوات الرائدة التي تسعى إليها الجامعة الأهلية بهدف تأكيد دور مملكة البحرين الحضاري والثقافي، وجعلها مركزاً للعلوم والثقافة والتكنولوجيا في المنطقة. ويعد الطالب في حال التحاقه بهذا البرنامج مسجلاً في جامعة برونيل لندن البريطانية وله كل الامتيازات والحقوق التي يحظى بها الطلاب في برونيل نفسها. كما يشرف على كل طالب مشرفان، أحدهما في الجامعة الأهلية والآخر في جامعة برونيل.