أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن ترشح إمارة الشارقة لنيل لقب "مدينة صديقة للأطفال واليافعين"، وذلك من خلال مبادرة "المدن الصديقة للأطفال واليافعين" العالمية، التي أطلقتها اليونيسف في عام 1996، بهدف إحداث أكبر قدر من التأثير المباشر في حياة الأطفال بالمدن التي يعيشون فيها.
وجاء ترشح الإمارة – لأول مرة في المنطقة - استكمالاً لسلسلة الإنجازات التي حققتها في دعم الأطفال واليافعين على مدى الأعوام الماضية، والتي تجلت بإعلانها أول مدينة صديقة للطفل على مستوى العالم في ديسمبر/كانون الأول 2015.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم الإثنين (6 فبراير/ شباط 2016) في مركز مرايا للفنون بالقصباء، بحضور رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، و رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة الشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني، ورئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة خولة الملا، وقائد عام شرطة الشارقة العميد سيف محمد الزري الشامسي، ومدير هيئة الشارقة الصحية عبدالعزيز المهيري، الأمين العام لمجلس الشارقة للتخطيط العمراني وخالد آل علي، والمدير التنفيذي لـ"مكتب الشارقة صديقة للطفل" حصة الغزال، و مسئول السياسات الاجتماعية في اليونيسف عصام علي ، والخبيرة الدولية في حقوق الطفل في اليونيسف فينيسا سيديلزكي، ، وخبيرة السياسة في اليونيسف لويس ثيفانت.
وشهد المؤتمر إطلاق "مكتب الشارقة صديقة للطفل"، لشعار مشروع "الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين"، الذي يتضمن عدداً من أبرز معالم الشارقة، التي تحاكي في رسمها وألوانها رسومات الأطفال واليافعين.
وسيعمل "مكتب الشارقة صديقة للطفل"، على تنفيذ مشروع "الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين"، بالتعاون مع اليونيسف، ومن خلال إعداد الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها أن تسهم في توفير الدعم للأطفال واليافعين بالإمارة، مع السعي إلى تنفيذها بالتعاون مع المؤسسات والدوائر الحكومية ذات الصلة.
وأكدت الدكتورة حصة الغزال خلال كلمتها أن إمارة الشارقة تقدم لسكانها وزوارها، حياة صحية آمنة، وبيئة تنعم بالرفاه والازدهار، وهو ما جعلها مثالاً نموذجياً للمدينة العصريّة، الصديقة للإنسان بمختلف مراحله العمرية، مشيدة بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في الاهتمام بالأطفال واليافعين، ورعايتهم، وبناء طاقاتهم، وتعزيز قدراتهم، كي يسهموا في بناء مستقبل أكثر نهوضاً وأوسع حلماً.
وأضافت الغزال: "أسفرت الجهود المتواصلة التي بذلتها الشارقة في سبيل توفير البيئة المناسبة للأطفال واليافعين، عن توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، للتعاون في دراسة وضع الأطفال في الإمارة حسب المعايير الخاصة بمبادرة المدن الصديقة للأطفال واليافعين التابعة للمنظمة، حيث عملنا على تنظيم أكثر من70 زيارة ميدانية وورشة عمل، لأكثر من 23 هيئة ومؤسسة في الشارقة، منذ شهر يونيو 2016 وحتى يناير 2017".
واختتمت المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل: "ما زالت الجهود قائمة ومتواصلة لنحوّل الواقع إلى دربٍ معبّد للوصول إلى الحلم وتحقيق الطموح، فبالأمس بدأت أولى جلسات إعداد الخطة التنفيذية، وسيعمل فريق مشروع "الشارقة صديقة للأطفال واليافعين" خلال الفترة القادمة بالتعاون مع المؤسسات المعنية بالأطفال واليافعين على تحقيق متطلبات نيل اللقب، وتتويج مسيرة امتدت على مدى الـ30 عاماً الماضية، لنكون على قدر رؤية وطموح الشارقة وقيادتها الرشيدة".
من جهتها، قالت فينيسا سيديلزكي، خلال عرض تقديمي في المؤتمر تناول المزايا الفريدة للمبادرة، ومكوناتها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها: "يسعدنا رؤية هذا الحجم الكبير من المبادرات والجهود الجمّة والالتزامات في الشارقة، ونتطلع إلى التعاون مع الشارقة والعمل على نجاحها بالحصول على لقب مدينة صديقة للأطفال واليافعين، ولتحقيق ذلك، لا بد لنا من مواجهة مجموعة من التحديات والتغلب عليها".
وأضافت الخبيرة الدولية في حقوق الطفل في منظمة اليونيسف: "علينا أن نسهم في تطوير مشاركة الأطفال وتفعيل دورهم في المجتمع، إذ يجب أن يشارك جميع الأطفال، بغض النظر عن هوياتهم، وجنسياتهم، سواء ذكوراً أو إناثاً، أو ذوي إعاقات، في كل ما يحدث بالشارقة، ما من شأنه أن يجعلها مدينة صديقة للأطفال واليافعين."
من جانبها، قالت لويس ثيفانت: "يسعدنا التواجد في الشارقة لعقد هذه الشراكة الاستراتيجية، وفي الحقيقة، كان التزام الشارقة بالاستثمار في هذا المشروع خلال السنوات المقبلة من دواعي سرورنا، وبشكل خاص التزامها من ناحية تحسين حياة الأطفال، وتوفير الفرص المناسبة لهم للمشاركة في القرارات المتعلقة بحياتهم اليومية في هذه المدينة."
الجلسة النقاشية لمناقشة الخطة التنفيذية
وكان "مكتب الشارقة صديقة للطفل" نظَم بالتعاون مع اليونيسف يوم أمس (الأحد) جلسة نقاشية، في مبنى المجلس الاستشاري في الشارقة، شارك فيها ممثلون عن عدد من الدوائر الحكومية المحلية المعنية بحقوق الطفل استعرضت فيها فينيسا سيديلزكي، الخبيرة الدولية في حقوق الطفل في اليونيسف نقاط القوة التي تتمتع بها الشارقة، والتي ترفع فرصة نجاح ملفها للترشح.
وقالت سيديلزكي، خلال عرض تقديمي: "من خلال تبنى الشارقة سياسات بناءة، تمكنت الإمارة من تعزيز الجهود الهادفة إلى تلبية احتياجات الأطفال واليافعين، وتحظى هذه السياسة بالدعم الكامل من القيادة الحكيمة في الإمارة، في وقت تم تخصيص دعم مالي لبناء مرافق ونُظم متطورة".
وتابعت: "تملك الإمارة قدرات كبيرة أخرى أيضاً، تتمثل في وجود ممارسات إدارية فعالة، وأقصد بذلك أن التطويرات المنشودة لتسهيل حياة الأطفال، تتم بالفعل ولا تبقى حبراً على ورق، كما أن الإمارة أصبحت معنية أكثر من أي وقت مضى بتوفير بيئة العيش الملائمة لقاطنيها، لاسيما الأطفال".
وحددت سيديلزكي، عدداً من الخطوات التي يتعين على الشارقة تحقيقها لنيل لقب "مدينة صديقة للأطفال واليافعين"، تتمثل في: الموافقة على الخطة العمل لتنفيذ المبادرة، وتحديد زمن لتحقيق الخطة، وتوزيع المسؤوليات بين الأطراف المعنية بتطبيقها ومواجهة التحديات الرئيسة وذلك من خلال تعزيز نقاط القوة مع الالتزام بتوفير الدعم والحماية الكاملين لحقوق الأطفال في الشارقة بما يتوافق مع معايير مبادرة يونيسف للمدن الصديقة للأطفال واليافعين".
وأوضحت أن "خطة العمل لتنفيذ المبادرة يجب أن تقوم على أساس مراعاة حقوق الطفل، كما يجب أن تتسم بالشمولية وتغطيتها لجميع المجالات المتعلقة بالأطفال واليافعين، في إطار معرفي وعلمي دقيق، قابل للتطبيق والقياس لمعرفة النتائج المترتبة عليه".
المكونات العشرة
وتناولت سيديلزكي 10 مكونات أساسية لخطة عمل المبادرة، تشمل كل من: سياسة حقوق الطفل وإطار العمل القانوني المتعلق بها، التوعية بحقوق الطفل، وضع خطة عمل لدعم حقوق الطفل، تعزيز مشاركة الطفل في القرارات المتعلقة به، الشمولية وعدم التمييز، القيادة والتعاون والشراكات بين المؤسسات المعنية بحقوق الطفل، وضع خطة متكاملة للتواصل والعلاقات العامة، التوجيه والتقييم، آليات مستقلة لدعم المسائلة، توفير الراحة واللعب والترفيه".
وأكدت الخبيرة الدولية في حقوق الطفل في اليونيسف أن الشارقة قادرة وبكل جدارة على تحقيق هذا الإنجاز لتكون سباقة كعادتها في نيل هذا اللقب على صعيد المنطقة بأسرها.
من جانبها، أكدت لويس ثيفانت، خبيرة السياسة في اليونيسف أن اليونيسف تعتزم تطبيق برنامج تدريبي مخصص لمبادرة المدن الصديقة للأطفال واليافعين على النطاق العالمي، يشمل شركاء المبادرة في الشارقة.
وتعتبر مبادرة "المدن الصديقة للأطفال واليافعين" مبادرة عالمية أطلقتها اليونيسف لتشمل المدن التي تضمن حق كل مواطن يافع بالمساهمة في القرارات التي تتعلق بمدينته، والتعبير عن رأيه حيالها، والمشاركة في الحياة الأسرية وحياة المجتمع المحلي والحياة الاجتماعية، وتلقي الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحيّة، والتعليم، والسكن، والحصول على مياه صالحة للشرب ومرافق صحية مناسبة، بالإضافة إلى الحماية من الاستغلال والعنف والإساءة، والأمان عند سيره وحيداً في الشوارع، فضلاً عن الالتقاء بالأصدقاء واللعب معهم، ووجود مساحات خضراء للعب والترفيه، والمشاركة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية، والاستفادة من جميع الخدمات والمرافق، بغض النظر عن الأصل والدين والدخل والجنس والإعاقة.
ويهدف مشروع الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين إلى ترشيح المدينة للمشاركة في "مبادرة المدن الصديقة للأطفال" العالمية التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، والتي تستهدف الأطفال ضمن الفئة العمرية 0-18 عاماً، ويعتبر تبني الشارقة لهذه المبادرة التزاماً بتعزيز وتوسيع نطاق عمل حملتها السابقة "الشارقة إمارة صديقة للطفل"، التي تشمل المرحلة العمرية من 0-2 أعوام، لتشمل جميع الأطفال واليافعين الذين يعيشون في إمارة الشارقة.
وتأسس مكتب "الشارقة صديقة للطفل" في يونيو 2016، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبرعاية كريمة من قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وذلك بهدف إعداد الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها أن تسهم في توفير الدعم للأطفال واليافعين بالشارقة، والعمل على تنفيذها بالتعاون مع المؤسسات والدوائر الحكومية ذات الصلة، ويعمل المكتب حالياً على تنفيذ مشروع "الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين"، بالإضافة إلى استكمال مهام ومسؤوليات الحملة السابقة التي ركزت على الأطفال الرضع من الفئة العمرية 0-2 أعوام.