ختام رائع، إشادة بالغة، مدرجات كاملة العدد ومشاهدة تلفزيونية خيالية... هكذا فرضت النسخة الخامسة والعشرين من بطولة العالم لكرة اليد رجال نفسها بقوة ضمن أنجح النسخ في تاريخ البطولة.
وأسدل المنتخب الفرنسي الستار على فعاليات هذه النسخة مساء أمس الأحد بفوزه على المنتخب النرويجي 33/ 26 في المباراة النهائية للبطولة التي تابعها من المدرجات أكثر من نصف مليون مشجع على مدار مباريات البطولة فيما جرى بث المباريات تلفزيونيا في نحو 200 دولة.
وفرضت البطولة نفسها على أجواء الحياة في فرنسا كلها إذ شهدت البطولة عروضا رائعة وانطلاقة متميزة للمنتخب الفرنسي وحتى منصة التتويج باللقب كما شهدت البطولة حضورا جماهيريا رائعا في المدرجات لتضع هذه النسخة معايير جديدة لبطولات العالم لليد وتضع النموذج أمام الاتحاد الألماني للعبة قبل استضافة النسخة التالية من البطولة في 2019.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للعبة حسن مصطفى: "فرنسا شهدت ثورة في الأسبوعين الأخيرين إذ أزاحت كرة اليد أخبار كرة القدم من الصفحات الأولى للجرائد والمجلات".
وعلى مدار أيام البطولة، أقيمت 84 مباراة في ثماني مدن فرنسية وشهدت المدرجات حضور 540 ألف مشجع منهم أكثر من 15 ألف مشجع في المباراة النهائية للبطولة أمس.
وقال حسن مصطفى: "الفرنسيون قدموا عملا رائعا خاصة فيما يتعلق بالحماس تجاه البطولة والاحتشاد الجماهيري في المدرجات".
وشهدت كل من مباراتي المنتخب الفرنسي أمام أيسلندا في دور الستة عشر والسويد في دور الثمانية حضور أكثر من 28 ألف مشجع في المدرجات بقاعة استاد "بيير ماوروي" في مدينة ليل ليكون رقما قياسيا جديدا في مباريات اللعبة ولكن الرقم القياسي في إجمالي الحضور الجماهيري بأي نسخة للبطولة ما زال مسجلا لنسخة 2007 في ألمانيا والتي شهدت حضور 724 ألف مشجع.
وعلى رغم هذا، أكد الأمين العام للاتحاد الألماني للعبة مارك تشوبر: "اكتسبنا العديد من الأفكار. يمكن لفرنسا أن تفتخر ببطولة للعالم خاصة فيما يتعلق بالاستخدام الرائع للسعة الكاملة للمدرجات في استادات البطولة".
وتستضيف ألمانيا فعاليات مونديال اليد للسيدات ديسمبر/ كانون الأول 2017 ثم تستضيف مع الدنمارك فعاليات النسخة التالية من مونديال الرجال في يناير 2019 علما بأنها ستكون النسخة الأولى التي تقام بالتنظيم المشترك بين بلدين.
واجتذبت مباريات البطولة مشاهدة تلفزيونية هائلة بلغت مئات الملايين من عشاق اللعبة في كل أنحاء العالم إذ جرى بث المباريات إلى 183 دولة ولكن الملايين من المشجعين الألمان لم تسنح لهم فرصة متابعتها تلفزيونيا نظرا لعدم توصل شبكات التلفزيون الألمانية إلى اتفاق مع الشركة صاحبة حقوق البث التلفزيوني.
وتدخل بنك "دويتشه بنك" الألماني أحد رعاة البطولة لحل هذه المشكلة بإتاحة بث المباريات على موقعه بالانترنت وقناته الخاصة على "يوتيوب".
وكان الانتقاد الوحيد الموجه للبطولة هو ضغط المباريات في الأدوار الفاصلة للبطولة. وبعد 24 ساعة فقط من الهزيمة 25/ 28 أمام المنتخب النرويجي في المربع الذهبي، وهي المباراة التي امتدت لوقت إضافي، خاض المنتخب الكرواتي مباراة تحديد المركز الثالث أمس الأول السبت.
وفي مباراة المركز الثالث، كان المنتخب الكرواتي متقدما بفارق سبعة أهداف قبل أن يقلب المنتخب السلوفيني النتيجة لصالحه 31/ 30 في نهاية المباراة لينتزع الميدالية الأولى له في تاريخ مشاركاته ببطولات العالم.