في سعيها للتعريف بآخر جهود حفظ وصون التراث البحريني، نظّمت هيئة البحرين للثقافة والآثار محاضرة في متحف البحرين الوطني مساء اليوم الأحد (29 يناير/ كانون الثاني 2017) قدّمها ماساشي آبي بعنوان "البعثة الأثرية اليابانية في وادي السيل: النتائج الأولية من البعثتين الأولى والثانية"، بحضور مدير إدارة المتاحف بالهيئة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين.
وتوجّه الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة بالشكر إلى آبي، مشيراً إلى أن هذه المحاضرة تأتي في سياق برنامج هيئة البحرين للثقافة والآثار لعام 2017 والذي يحمل شعار "آثارنا إن حكت". من بعدها استعرض ماساشي آبي آخر المكتشفات الأثرية في موقع وادي السيل الأثري الممتد لمسافة 4 كيلومترات من شمال غربي إلى جنوب شرقي البحرين، والتي تتعود تلاله إلى الفترة ما بين 2200 و2050 عام قبل الميلاد, إلى فترة دلمون المبكرة. وأشار إلى أن البعثة اليابانية بدأت تنقيباتها في مملكة البحرين منذ عام 1964 مبدية اهتماماً بحضارة دلمون. وقال إنه عام 2015 انطلقت أعمال التنقيب في وادي السيل بدعم من حكومة اليابان وهيئة البحرين للثقافة والآثار من أجل التعمق في تاريخ حضارة دلمون، موضحاً إلى أنه من المحتمل تواجد أقدم القبور الدلمونية في هذه المنطقة. وقال ماساشي آبي إن مهمة التقيم اليابانية ستدوم خمسة سنوات، مشيراً إلى أن الفريق سينشر نتائج أبحاثه ودراساته قريباً.
وعلى الرغم من تقلص تلال المدافن الأثرية في الوادي بسبب التنمية العمرانية، وتشير التقديرات الأولية إلى وجود أكثر من ألف تل في الموقع قبل تغير المشهد الطبيعي الثقافي للوادي. وكانت بعثة التنقيب الأثرية اليابانية قد باشرت منذ العام 2015 أعمال التنقيب في الموقع، بهدف الكشف عن تلك الحقبة من الفترة الدلمونية .يذكر أن عالم الآثار ماساشي آبي (معهد طوكيو الوطني للبحوث في الممتلكات والآثار الثقافية) مهتم بالبحوث الأثرية في التاريخ الزراعي لحضارات الشرق القديمة وأصول الرعاة الرحّل في شبه الجزيرة العربية وحضارة دلمون.