في كل عام جديد تكثر التنبؤات والأمنيات في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، نجد بعض المحطات الفضائية الخاصة تهتم بإجراء لقاءات مع المتنبئين، ليتم عرض تنبؤاتهم على مشاهديها، ونرى في المجالس والمنتديات ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي يتناقل الناس تنبؤات المتنبئين في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية، على رغم علمهم الأكيد أن الكثير من التنبؤات التي يسمعونها ويتناقلونها لا تبشر بالخير في مجملها، وأن الكثير منها تتنبأ بحدوث الكوارث الطبيعية والأخرى حوادث إنسانية في مختلف مناطق العالم، وفي الغالب لم يتحقق منها إلا القليل القليل، وعندما يقال لأصحاب التنبؤات «كذب المنجمون ولو صدقوا»، تراهم ينفون عن أنفسهم التنجيم، ويقولون إنهم ليسوا منجمين، وإنما هم درسوا الواقع دراسة دقيقة، وعرفوا منه حال المستقبل والحوادث والقضايا التي ستحدث فيه.
في وسط هذه التنبؤات المخيفة التي يصدرها الكثير من المتنبئين في كل عام ميلادي جديد، نجد في قبالها تطلق الكثير من الأمنيات والآمال الجميلة، لتطمين الناس من خلالها وإراحة نفوسهم وعقولهم من التفكير في المآسي والهموم، التي من شأنها أن ترفع لديهم مستوى الضغط والسكري والكولسترول في الدم، وتسبب لهم الأرق والقلق النفسي، وتزيد من نرفزتهم وضيق خلقهم وتقلل من نومهم، بسبب سوء ظنهم بالله تعالى، وتراهم يقولون للمتشائمين بصوت عالٍ، أيها الناس تفاءلوا بالخير تجدوه، ويرددوا على أسماعهم الآية الكريمة «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وعلى الله فليتوكل المؤمنون» (التوبة: 51)، على كل حال، إن التفاؤل والتشاؤم لهما انعكاسات مباشرة على واقع الإنسان العملية، فالإنسان المتفاءل في الغالب الأعم يكون مطمئناً نفسياً ومعنوياً، ومتريثاً في قراراته وغير مستعجل في أحكامه على الآخرين، ويجعله ينظر إلى الجانب الأفضل لما يدور من حوله من أحداث وأحوال ويتمنى أفضل النتائج، ويجعله إيجابياً وصاحب نظرة ثاقبة وفلسفة جميلة في الحياة، بخلاف الإنسان المتشائم الذي تراه مضطرباً نفسياً ومعنوياً، ويعيش القلق والخوف واليأس والقنوط الدائم في كل حركاته وسكناته وفي نومه ويقظته، وسريع الانفعال وكثير التردد في اتخاذ قراراته، وأحكامه على الآخرين في أحايين كثيرة غير متزنة.
فالتفاؤل لا ريب أنه يجعل الإنسان مجتهداً في البحث عن كل الأدوات والأسباب التي تجلب له السعادة ولغيره، لأنه يعيش الأمل في داخله، الذي يفتح من خلاله الآفاق الواسعة في الحياة، صدق من قال، لولا الأمل في الغد لما عاش المظلوم حتى اليوم، أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسراً من الأمل على نهر اليأس، والتشاؤم يجعل الإنسان يصل إلى أعلى درجات اليأس والخمول والكسل والتراخي في البحث عن الحلول لمشكلاته، والابتعاد عن فعل الخيرات وعدم الثقة بالله تعالى، جميل في الإنسان إذا ما يتفاءل بالمستقبل، ويتمنى الخير له ولأسرته ولعائلته ولأبناء وطنه ولأمته العربية والإسلامية ولكل الإنسانية في أحلك الظروف وأقساها، ونحن في بداية العام 2017 نجد أنه ليس ممنوعاً عقلاً ولا شرعاً ولا قانوناً ولا عرفاً، أن يتمنى الإنسان لنفسه ولغيره الحصول على حياة كريمة عزيزة طيبة، خالية من كل المنغصات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية أولاً، وأن يتمنى لبلده الاستقرار الأمني والرفاهية الاقتصادية ثانياً، وأن يشاع الود والحب والحوار الجاد والمفيد بين جميع فئاته وشرائحه ومكوناته الطائفية والمذهبية والعرقية، الذي يفضي إلى توافقات بينهم في كل القضايا التي تهمهم جميعاً، من دون أن يتخلى أحد منهم عن أي من معتقداته وخصوصياته المذهبية والطائفية ثالثاً، أن يتمنى لأمته العربية والإسلامية ولكل الإنسانية في العالم أجمع السلامة، وإنهاء كل مظاهر العنف والإرهاب البغيض وأن يعم الاحترام المتبادل بينها، وأن لا يعتدى على الحقوق التي أقرتها القوانين، وأن يعطى الإنسان حقه القانوني في التعبير عن رأيه في كل الشئون التي تهمه وتهم بلاده، بالوسائل القانونية المشروعة رابعاً، فلهذا نستطع أن نقول أيضاً، ليس ممنوعاً أبداً على التربوي الآتي: أن يتمنى تحسين وضعه المهني والمادي، أن يتعامل معه بمبدأ المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص، أن يكون للتعليم شأن كبير في بلاده، أن تكون لوزارة التربية والتعليم خطة استراتيجية واضحة في تطوير التعليم وتنميته والاستفادة من كل الكوادر التربوية والتعليمية البحرينية بعيداً عن كل المؤثرات النفسية والايديولوجية، وأن تعود كل الكوادر التربوية والتعليمية المفصولة إلى عملها، وكذلك وليس ممنوعاً على الأطباء والممرضين وكل العاملين البحرينيين في مختلف الأقسام الطبية الآتي: أن يتمنوا الاستفادة من قدراتهم وكفاءاتهم وإمكانياتهم، في تطوير الخدمات الطبية في بلدهم البحرين، وأن يجعلوها في أفضل حالاتها، وليس ممنوعاً على العاطلين البحرينيين الآتي: أن يتمنوا النظر إليهم بعين الاهتمام، وإعطاء حقهم القانوني في العمل وخدمة بلدهم على أكمل وجه، وإنهاء معاناتهم النفسية والمعنوية والأسرية والاجتماعية سريعاً، وليس ممنوعاً على الطالب المتفوق الآتي:
أن يتمنى لنفسه ولكل مجتهد في بلاده مستقبلاً باهراً، أن تعتمد وزارة التربية والتعليم في توزيعها للبعثات والرغبات الدراسية على المعدلات التراكمية وليس على شيء آخر.
وليس ممنوعاً على ذوي الدخل المحدود والمعدم الآتي: أن يتمنوا أن يكون وضعهم المعيشي كريماً، ليتناسب مع متطلبات الحياة والارتفاع الفاحش للأسعار، وليس ممنوعاً على المتقاعدين الآتي: أن يتمنوا زيادة في رواتبهم والاستفادة من خبراتهم، ومراعاتهم في شئون حياتهم المعيشية والاقتصادية، وليس ممنوعاً على ذوي الاحتياجات الخاصة الآتي:
أن يتمنوا تلبية كل متطلباتهم والتعليمية الوظيفية والمعيشية والصحية الأساسية، وأن تحترم وتقدر قدراتهم وإمكانياتهم العلمية، وأن تكون لهم الأفضلية في التوظيف.
وليس ممنوعاً على المرأة الآتي: أن تتمنى الحصول على كل حقوقها القانونية والشرعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية التي تحقق لها الكرامة والعزة في حياتها.
وليس ممنوعاً أن على المواطن الذي ينتظر سنوات طويلة تحقيق مطلبه الإسكاني الآتي: أن يتمنى الحصول على وحدة سكنية تؤويه وتؤوي أفراد أسرته.
وليس ممنوعاً على كل مكونات البلد الآتي: أن يتمنوا ألا يتغير شعار «لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني» في وطنهم وجميع البلدان العربية والإسلامية، لما له من خطورة على الشعب الفلسطيني الأبي.
وليس ممنوعاً على العقلاء في عالمنا العربي والإسلامي الآتي: أن يتمنوا إنهاء الحروب المدمرة التي حصدت مئات الألوف من أبناء الأمة وخلفت الكثير من المصابين والمشردين، ودمرت الاقتصاد والعلاقات الإنسانية، وليس ممنوعاً على أبناء الأمتين، العربية والإسلامية الآتي: أن يتمنوا تتحقق الحياة الكريمة لهم في بلدانهم، وأن يكونوا سبباً رئيسياً في تطوير وتنمية أوطانهم في كل المجالات، التعليمية والعلمية والصحية والتجارية والسياحية... الخ.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 5258 - السبت 28 يناير 2017م الموافق 29 ربيع الثاني 1438هـ
التنقيط أزال إبهام الحروف وقد تبين من بكى ممن تباكى.
سأعيشُ رغمَ الداءِ والأدواءِ * كالنسرِ فوقَ القِمةِ الشَّماءِ
آمالنا وأدت واحلامنا قتلت في وطننا ولم يتبقّى لنا سوى مناظر القمع والاضطهاد لذلك سنواصل المسير
..
بل نحن بأحداث سيئه ، قتل شبابنا برصاصاتهم الإثنتا عشر .
تمنى عزيزي الكاتب.. وليتمنى الجميع.. ولكن للذكرى فقط:تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. ليس متشائما ولكن مجريات الأحداث سواء في الداخل او الخارج القريب والبعيد لا يبشر خيرا. ونحن كل مانرجوه بالطبع خيرا. دمتم بخير.
عام ٢٠١٧ بدأناه بحدث سعيد جدا
رحيل السيد اوباما،