العدد 5254 - الثلثاء 24 يناير 2017م الموافق 26 ربيع الثاني 1438هـ

اسرائيل ستبني 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة

اعلنت اسرائيل الثلثاء (24 يناير/ كانون الثاني 2017) انها ستبني 2500 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية، في أحد اكبر مخططات التوسع منذ اشهر في الاراضي الفلسطينية المحتلة، بعد اربعة ايام على تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وقالت منظمة "السلام الان" المناهضة للاستيطان انه وفق علمها أكبر مخطط استيطاني بهذا الحجم منذ 2013.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع "قرر الوزير افيغدور ليبرمان ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الموافقة على بناء 2500 شقة سكنية لتلبية احتياجات السكن والحياة اليومية".

وهذا ثاني قرار بتوسيع الاستيطان في غضون يومين بعد ان اعطت بلدية القدس الاحد الضوء الاخضر لبناء 566 وحدة سكنية في ثلاثة احياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.

وتعكس هذه الاعلانات رغبة الحكومة في اغتنام فترة حكم الجمهوري دونالد ترامب بعد ثماني سنوات من ادارة باراك اوباما التي عارضت الاستيطان.

وقال نتانياهو معلقا على القرار عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر "نبني وسنواصل البناء".

وقال ليبرمان، وهو مستوطن "نعود الى الحياة الطبيعية في يهودا والسامرة"، وفق التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة منذ 1967.

وتبنى مجلس الامن الدولي الشهر الماضي في اخر ايام ادارة اوباما قرارا يطالب اسرائيل بوقف الاستيطان فورا بتاييد 14 من الدول الاعضاء وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت للمرة الاولى منذ 1979.

- "بتشجيع من ترامب" - ونددت السلطة الفلسطينية بالتوسع الاستيطاني داعية الى تحرك دولي فوري من اجل "محاسبة" اسرائيل.

وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لوكالة فرانس برس "ندين هذه القرارات الاسرائيلية الاخيرة ببناء 2500 وحدة سكنية في الضفة الغربية، وقبلها 566 وحدة في القدس الشرقية"، مضيفا "المجتمع الدولي الان مطالب بمحاسبة اسرائيل بشكل فوري على ما تقوم به".

وبحسب عريقات فان هذا التصرف الاسرائيلي يأتي "لما يعتبرونه تشجيعا لهم من الرئيس الاميركي دونالد ترامب".

واكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة في بيان نشرته وكالة وفا الرسمية ان القرار الجديد "تحد واستخفاف بالمجتمع الدولي، وعمل مدان ومرفوض، وستكون له عواقب".

من جهتها، ادانت الامم المتحدة قرارات اسرائيل مشيرة الى ان هذه "الاعمال الاحادية" عقبة لحل الدولتين.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك "يرى الامين العام (انطونيو غوتيريس) ان لا بديل لحل الدولتين. اي قرار احادي قد يشكل عقبة لهدف قيام دولتين يقلق الامين العام بشدة".

بدوره، اعتبر الاتحاد الأوروبي أيضا أن تلك القرارات "مؤسفة" و"تقوض بشكل أكبر احتمال التوصل إلى حل الدولتين".

وبالمثل دانت جامعة الدول العربية "التصعيد الاستيطاني" وطالبت "مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته ومباشرة اختصاصه لإنفاذ قراراته والتصدي لهذا الاستيطان والتحدي الاسرائيلي الذي باتت تداعياته تهدد حل الدولتين".

وعبر الاردن عن ادانة "كافة اجراءات اسرائيل التي تستهدف الاستمرار بسياسة البناء الاستيطاني والذي يمثل استهتارا واضحا بالقانون الدولي وتقويضا ممنهجا لعملية السلام في المنطقة وانتهاكا صارخا لحقوق الشعب الفلسطيني".

- فرصة عظيمة - وكان نتانياهو اكد الاثنين لنواب من حزب الليكود انه بعد ثماني سنوات من "الضغوطات الهائلة" التي مارستها ادارة الرئيس السابق باراك اوباما فيما يتعلق بموضوعي ايران والاستيطان، "نحن امام فرص عظيمة ومهمة لأمن ومستقبل دولة اسرائيل. ولكنهم يطلبون منا التحلي بالمسؤولية والتعقل من جانبنا لعدم تفويت هذه الفرصة".

ودعا نتانياهو اليمين الى التعقل قائلا "هذا ليس وقت الاملاءات وليس وقت المفاجآت. هذا وقت دبلوماسية مسؤولة وعقلانية مع الاصدقاء، دبلوماسية ستعزز التعاون والثقة بين الحكومة الاسرائيلية والادارة الجديدة في واشنطن".

ودعا التيار اليميني الاكثر تطرفا في الحكومة الاسرائيلية الى ضم اجزاء من الضفة الغربية المحتلة بعد انتخاب ترامب.

وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في نيسان/ابريل 2014.

واعلنت اسرائيل ان غالبية الوحدات الاستيطانية الجديدة سيتم بناؤها داخل الكتل الكبرى التي ترغب بابقائها تحت السيادة الاسرائيلية ضمن اي اتفاق مع الفلسطينيين.

وتم الاعلان عن مئة وحدة استيطانية في مستوطنة بيت ايل قرب مدينة رام الله التي تعتبر مهمة للحركة الاستيطانية واطلقت صحيفة هارتس اليسارية عليها اسم "المستوطنة المفضلة لفريق ترامب في الضفة الغربية".

وعين ترامب ديفيد فريدمان المؤيد للاستيطان سفيرا في اسرائيل. ويترأس فريدمان منظمة اميركية تحول ملايين الدولارات سنويا لمستوطنة بيت ايل، بحسب هارتس. كما قام والدا صهر ترامب اليهودي، جاريد كوشنير وترامب ذاته بتحويل اموال الى المستوطنة.

ويعتبر المجتمع الدولي كل المستوطنات غير قانونية، سواء اقيمت بموافقة الحكومة الاسرائيلية ام لا، وإنها تشكل عقبة كبيرة امام تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ويعيش قرابة 400 ألف شخص في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بحسب السلطات الاسرائيلية وسط 2,6 مليون فلسطيني. يضاف هؤلاء الى أكثر من 200 ألف مستوطن في القدس الشرقية حيث يعيش نحو 300 ألف فلسطيني.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:13 ص

      يعني في فكركم أن النتن يعير اي اهتمام بقرار دولي وترامب وعده بنقل السفارة الي القدس

اقرأ ايضاً