اعترف أسطورة التنس، السويدي ماتس فيلاندر، أن التقاء روجيه فيدرر مع رافايل نادال في المباراة النهائية لإحدى البطولات الأربع الكبرى "غراند سلام" سيكون أمرا مثيرا للغاية، إلا أنه يرى في الوقت نفسه أن على اللعبة البيضاء أن تطوي صفحة هذه المنافسة وفتح الباب أمام وجوه جديدة.

وقال فيلاندر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين (23 يناير/ كانون الثاني 2017) خلال بطولة أستراليا المفتوحة في ملبورن: "سيكون أمرا رائعا رؤيتهما في نهائي جديد، ولكن سيكون من الجيد أيضا رؤية جون لينون والفيس بريسلي وهما يغنيان معا، وهذا أمر غير ممكن، ولهذا فمن الأفضل رؤية وجوه جديدة".

وأضاف اللاعب السابق الفائز بسبعة ألقاب في "غراند سلام": "إذا وصلا إلى المباراة النهائية سيكون هذا مسليا، ولكن في نفس الوقت رأيت مباريات نهائية كبيرة بينهما وليس هناك ضرورة لأشاهد واحدة جديدة، لا، في الحقيقة لا يجب علي أن أشاهد مباراة أخرى على أي حال، نحتاج إلى وجوه جديدة".

وتقدم بطولة أستراليا المفتوحة هذا العام فرصة وإمكانية جديدة لفيدرر ونادال، اللذين جمعتهما منافسة طويلة وشرسة لم تشهد رياضة التنس مثلها في تاريخها، للعودة لمواجهة بعضهما البعض من جديد في نهائي كبير.

ويعزز من هذه الإمكانية الخروج المبكر للاعبين الكبيرين وأوفر المصنفين حظا في الفوز باللقب، أندي موراي ونوفاك ديوكوفيتش.

ويواجه فيدرر نظيره الألماني ميتشا زفيريف في دور الثمانية من البطولة الأسترالية غدا الثلاثاء، فيما يواجه نادال اللاعب الفرنسي جيل مونفيس في دور الستة عشر في وقت لاحق اليوم.

والتقى اللاعبان السويسري والإسباني 34 مرة خلال مسيرتهما، حيث كانت الغلبة من نصيب نادال بواقع 23 انتصارا مقابل 11 فوزا لفيدرر، وكانت ثماني مواجهات من هذه المباريات في نهائيات بطولات "غراند سلام"، أقواها نهائي بطولتي ويمبلدون 2008 وأستراليا المفتوحة 2009.

ولم يلتق فيدرر (35 عاما ونادال (30 عاما) في أي مباراة نهائية منذ العام 2011، فيما كانت مباراة الكلاسيكو الأخيرة، التي جمعت بينهما، في العام 2015.

وكان 2016، الذي شهد معاناتهما من إصابات مختلفة، العام الأول، الذي لم تشهد فيه رياضة التنس أي مواجهة بينهما منذ العام 2003.

وأضاف فيلاندر "المنافسة بينهما أصبحت من الأرقام القياسية، التي لا يمكن أن تموت، وستكون دائما حاضرة، ولن يغير فيها شيئا لعب مباراة جديدة".

وأكد اللاعب السويدي السابق أن أي مباراة نهائية جديدة بين اللاعبين الكبيرين، المصنفين الأوائل سابقا، ستحمل الكثير من المشاعر الحماسية، ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه يحتاج إلى المزيد بعيدا عن هذه المواجهة الكلاسيكية.

وأعرب فيلاندر عن اشتياقه لرؤية مباراة نهائية بين لاعبين لم يسبق لهما التتويج بأحد ألقاب غراند سلام.

وتابع قائلا: "فيدرر ونادال عاشا هذا الموقف مرات كثيرة، ولهذا فإنهما يشعران بأريحية كبيرة في المباريات النهائية، هذا ليس بأمر بالغ الأهمية بالنسبة لهما، وهما يعرفان هذا، أفضل مشاهدة أحد اللاعبين، الذين لم يجربوا هذا الشعور من قبل، أرغب في رؤية لاعب يشعر بالتوتر ويحاول التغلب على توتره ويعرف أن عليه أن يقدم أفضل أداء فني في حياته وأن هذه المباراة هي الأهم في مسيرته، أليس هذا أفضل؟، أقول هذا كلاعب تنس".

وأوضح فيلاندر، الفائز بثلاثة ألقاب في أستراليا المفتوحة أعوام 1983 و1984 و1988، والمصنف الأول عالميا سابقا، أن فيدرر ونادال سيرتكبان خطأ كبيرا إذا ما اعتقدوا بأنهم سيصلان حتما للمباراة النهائية.

واختتم قائلا: "إنهما بعيدان للغاية عن هذا، إذا لعبا مبارياتهما المقبلة معتقدين أنهما قادران على الفوز بهذه البطولة فلن يفوزا بها، لأن الفوز لا يتحقق بهذا التفكير، الآن الجميع يتساءل هل يستطيع روجيه فيدرر الفوز بلقب جراند سلام الـ 18 وهل يستطيع رافا العودة للانتصارات؟، هما لا يلعبان من أجل هذا، إنهما يلعبان لأنهما يعشقان المنافسة ولأنهما يعشقان الرياضة أيضا".