توقع علماء مناخ ان تشهد مناطق شمال اوروبا وكندا وروسيا فصول شتاء معتدلة في العقود المقبلة من القرن الحالي، لكن ايام الاعتدال المناخي لن تكون كثيرة في باقي مناطق العالم، على ما جاء في دراسة جديدة.
واستخدم الباحثون الاميركيون الذي اعدوا الدراسة نماذج معلوماتية وتوصلوا الى ان عدد الايام ذات الطقس المعتدل سيزداد بمعدل اربعة ايام سنويا في الاعوام المقبلة حتى 2035، وعشرة ايام سنويا حتى العام 2100.
لكن الباحثين، وهم من العاملين في الوكالة الاميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي ومن الاكاديميين في جامعة "برينستون" تحدثوا في المقابل عن فروقات مناخية بين مناطق العالم.
وقالوا في الدراسة المنشورة في "جورنال كلايمت تشينج" ان "الانخفاض الكبير في الحرارة سيطال المناطق المدارية وشبه المدارية، اما المناطق الواقعة على خطوط العرض الوسطى فستشهد ارتفاعا طفيفا".
وفي المعدل، ينعم العالم حاليا باربعة وسبعين يوماً من الطقس المعتدل سنويا، وهذه الايام التي يصفها علماء المناخ بانها "لطيفة"، تكون لا حارة جدا ولا شديدة البرودة، ولا عالية الرطوبة، ولا غزيرة الامطار.
واظهرت الدراسة ان بعض المناطق في العالم ستستفيد من الاحترار المناخي، وعلى رأسها كندا، وجزء كبير من الولايات المتحدة، وشمال اوروبا، وبعض المناطق في الصين وروسيا، اضافة الى منطقة باتاغونيا في اميركا الجنوبية ونيوزيلندا.
وبحسب العلماء، "ستكون الايام المعتدلة اقل في فصول الصيف الحارة والرطبة، لكنها ستكون اكثر في الخريف والشتاء والربيع".
الا ان افريقيا واسيا واميركا اللاتينية ستحرم من معظم هذه الايام المعتدلة، وستفقد بعض هذه المناطق 15 الى خمسين يوما معتدلا في السنة.
وحذر الباحثون من ان "فقدان الايام ذات الطقس المعتدل، وخصوصا في ايام الصيف حين تأتي لكسر موجات الحر الطويلة، قد يؤثر على الصحة العامة بشكل كبير".
ومن بين المدن الاربعين التي شملتها الدراسة، تبين ان ليما عاصمة البيرو هي الخاسر الاكبر اذ انها ستحرم من 114 يوما معتدلا في السنة لينحسر عدد ايامها اللطيفة من 326 الى 210، اما دكار عاصمة السنغال فستخسر 57 يوما من ايامها المئة و71.
اما اكبر المدن الرابحة، فهي لندن التي ستضيف الى ايامها التسعة والستين ذات الطقس المعتدل 24 يوماً، تليها امستردام وبويرتو مونت في تشيلي، وملبورن في استراليا، وكل منها ستكسب 12 يوماً معتدلاً جديداً، اما باريس فستضيف الى حصيلة ايامها اللطيفة 12 يوما.