في حديث مع أحد العارفين عن الآثار والقلاع في البحرين وعن اليونيسكو ومحاولات تسجيل قلعة البحرين في سجل التراث العالمي، استغرب مرزوق مماجرى ويجري...
مرزوق: ما قصة اليونيسكو، قلعة البحرين؟
العارف: أوه... هذا موضوع من زمان وبعض المسئولين يمنعون الحديث عن هذا الموضوع...
مرزوق: لماذا؟
العارف: شوف، الدنماركيون أرسلوا وفدا في الخمسينات من القرن الماضي وهؤلاء اكتشفوا حضاره عمرها 4500 سنة اسمها «دلمون»، وانها مرتبطة بحضارة وادي الرافدين في العراق ووادي الاندوس في السند، وان هذه القلعة اقدم موقع اثري في كل الجزيرة العربية (العراق لديها أيضا آثار مماثلة وأكثر لأن حضارة سومر أقدم حضارة في العالم)... واكتشف الدنماركيون أن دلمون (بحرين اليوم) كانت تعتبر جنة الخلد لدى الآخرين الذين أرسلوا موتاهم إلى البحرين لكي يخلدوا.
مرزوق: هذا كلام زين... وليش احنا ما نهتم كثيرا بهذا الموضوع؟
العارف: المشكلة أن بعض المسئولين رفضوا ما اكتشفه الدنماركيون، وقام بعضهم بتمليك الآثار لنفسه ولعياله...
مرزوق: وين القوانين؟ وين المرسوم الذي صدر قبل سنوات لحماية الآثار؟
العارف: لدينا قوانين ولكن بعض المسئولين رموها في القمامة، وربموا القمامة في الآثار واستولوا على ما تمكنوا الاستيلاء عليه
مرزوق: وماذا حدث؟
العارف: الفرنسيون عرفوا بالأمر فاستنفروا الكوادر المسئولة عن الآثار في العالم، واتصلوا باليونيسكو وطلبوا تسجيل القلعة في سجل الآثار قبل أن يبتلعها بعض المسئولين المحترمين الذين...
مرزوق: اعرف ويش بتقول، فلقد «مصوا» دم البلد وأهلكوا كل شيء ودمروا الآثار واستملكوا لانفسهم ماشاءوا، وحولوا الباقي إلى مواقع قمامة أو دفن...
العارف: نحمد الله أن الفرنسيين انقذوا واحد على ألف مما تبقى من آثار وساعدهم في ذلك بعض المخلصين من ابناء البلد، ولكن الخطر مازال يداهمنا...
مرزوق: كيف؟
العارف: الآثار ملك انساني ووظني، ولكن البعض يعتقد أن كل شيء في البحرين قابل للاستملاك الشخصي ولذلك اختفت السواحل والجزر والحزام الاخضر وبقيت بعض الآثار تنتظر غفلة الفرنسيين شهرا أو شهرين لتختفي ايضا و يصبح كل شيء ملكا شخصيا وتتحول بلادنا من «أرض دلمون» إلى «شرب ليمون» يشربه البعض ويملا بطنه ثم يتقيا فضلاته علينا
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 525 - الخميس 12 فبراير 2004م الموافق 20 ذي الحجة 1424هـ