انطلاقاً من مسئوليتها المرتبطة بتعزيز التواصل مع الجهات الحكومية لرفع مستوى النضج في مجال أمن المعلومات بما ينعكس على الخدمات المقدمة لأفراد ومؤسسات المجتمع، نظمت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، يوم أمس (الخميس)، الاجتماع الثاني لـ "صقور أمن المعلومات" برئاسة مدير عام تقنية المعلومات بالهيئة الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة، بالتنسيق والتعاون مع شركة "كيه بي ام جي فخرو"، وبمشاركة 56 جهة حكومية وشبه حكومية يمثلها مختصون في مجال أمن المعلومات.
وبهذا الصدد، صرح الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة بأن تنظيم هذا الاجتماع للمرة الثانية يأتي استمراراً لجهود الهيئة الرامية إلى دعم برامج ومشاريع أمن المعلومات، وتبادل الخبرات والتجارب والممارسات الناجحة، فضلاً عن دراسة التحديات وإيجاد الحلول المناسبة في ظل ما تشهده المؤسسات من استهداف إلكتروني مباشر، ما يستوجب مواجهة هذا الاستهداف من خلال عمل جماعي مشترك وموحد.
وقال إن مبادرة أمن المعلومات نجحت خلال فترة وجيزة في تحقيق أهدافها المتمثلة في زيادة التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الحكومية وشبه الحكومية للكشف والتصدي لمحاولات الاختراق المحتملة، واحتوائها بأسرع وقت ممكن، بما يضمن حماية وأمن معلومات الدولة، مشيداً بحرص الجهات الحكومية على التعاون والمشاركة الإيجابية، داعياً إلى استمرار تضافر الجهود والعمل المشترك بغية الاستجابة المباشرة لهجمات الاختراق بطريقة أكثر فاعلية وشمولية، فضلاً عن تحقيق الوفر المادي للموارد الحكومية عبر الاستغلال الأمثل لتلك الموارد واستثمار الخبرات البشرية.
خلال الاجتماع، تم التطرق إلى مجموعة من الإحصائيات، منها زيادة البيانات المحمية في 2016 بنسبة 12.4 في المئة مقارنة بالعام 2015 لتصل إلى 1.046.6 تيرا بايت، وحول البيانات المتداولة من قبل موظفي الحكومة عبر الإنترنت، أشارت الإحصائيات إلى أن 20 في المئة من موظفي الحكومة يتبادلون كلمة المرور مع شخص أو أكثر من دون الوعي بخطورة هذا التصرف، و44 في المئة منهم يقومون بفتح المرفقات بالرسائل الإلكترونية من دون معرفة هوية المرسل، في حين أن 17 في المئة من موظفي الحكومة لا يبادرون بإبلاغ الجهات المختصة لديهم في العمل عن الهجمات الفيروسية التي قد يتعرضون لها أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت خلال أوقات عملهم، كما أظهرت النتائج أن 13 في المئة منهم يعملون على نقل ملفات العمل للمنزل عن طريق ذاكرة البيانات الخارجية (USB).
هذا، وتم التطرق خلال الاجتماع إلى محاولات الاختراق التي تتعرض لها الأنظمة الإلكترونية في البحرين، إذ تمكنت الإدارة العامة لأمن المعلومات بهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية من رصد أكثر من 167 ألف محاولة اختراق خلال العام 2016، بزيادة ثلاثة أضعاف عن العام الذي قبله، وتمكن المختصون العاملون بقطاع تقنية المعلومات بالمؤسسات الحكومية وبنجاح من التعامل مع أكثر من مئة وسبعة ملايين رسالة إلكترونية ضارة تم رصدها عبر شبكة المعلومات الحكومية خلال العام 2016.
وحول أبرز مشاريع وبرامج أمن المعلومات المتوقع العمل على تنفيذها خلال العام 2017، أوضح الشيخ سلمان سعي الهيئة لدعم تطبيق قانون حماية معلومات ووثائق الدولة، وتعزيز دور مركز الاستجابة لطوارئ الحاسبات (CERT.bh)، كما تسعى الهيئة جاهدة لتطبيق برنامج "ثقة" لأمن المعلومات، إلى جانب عمل الهيئة على تعزيز برنامج التوعية الأمنية الحكومي من خلال الاستمرار في تنظيم الدورات التوعوية لموظفي القطاع الحكومي.
واستعرض الشريك ورئيس قسم أمن المعلومات في "كي بي ام جي" أنتوني سوني، أبرز التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات اليوم، مشيراً إلى أن تحديات أمن المعلومات يمكن أن تؤدي إلى خسائر وأضرار كبيرة، إذ لم تعد المسئولية محصورة على قسم تقنية المعلومات، وإنما هي مسئولية مشتركة بين أعضاء الإدارة والإدارة التنفيذية وجميع الأقسام التي تستخدم الأصول الرقمية في عملياتها التجارية، ووجه الشركات والمنظمات إلى الاستثمار في تبني تقنيات للكشف والاستعداد المسبق عن ثغرات الأمن الإلكتروني والاستجابة لها، فضلاً عن النهج التقليدي الذي يعتمد على اكتشاف الثغرات بعد حدوثها ومعالجتها.
يذكر أن مبادرة "صقور أمن المعلومات" يأتي إطلاقها في ظل الجهود التي تسعى لها هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية لتعزيز المستوى الأمني للبنى التحتية والأنظمة والخدمات الإلكترونية الحكومية تنفيذاً لتوجه الحكومة وبما يتماشى مع خطة عملها الساعية نحو رفع مستوى أمن المعلومات في القطاع الحكومي بمملكة البحرين.