ببالغ الحزن والأسى نعى المجتمع السعودي رجل الاقتصاد الإسلامي وابنا من أبناء الوطن البررة ورجلا من رجالاته المخلصين، سمو الأمير محمد الفيصل بن عبدالعزيز رحمه الله.
ونحن في هذا الموقف الجلل نقول كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وانا على فراقك لمحزونون». إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحل الأمير محمد الفيصل... الذي تربى في مدرسة الفيصل بن عبدالعزيز... وأي مدرسة تلك؟ هي المدرسة التى عُرف عنها التمسك بالإسلام ومبادئه وقيمه والمحافظة عليها.
كان رحمه الله ذا خلق كريم متواضعاً بسيطاً... يحب الناس... يشعر ويهتم بهم، وكنا عندما نقابله أو نجتمع به نشعر أنه فرد منا... نأنس بحديثه ونصغي اليه.
رحل الأمير محمد الفيصل بعد أن سجل له التاريخ أفكارا عظيمة كان لها الأثر الفعال في مسيرة التنمية في المملكة العربية السعودية... وليس ذلك فحسب، بل انه رائد فكرة الاقتصاد الإسلامي تلك الفكرة التي غيرت كثيرا من المفاهيم الاقتصادية، بعد أن سيطرت فكره البنوك التقليدية على المشهد الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، فنحن نرى اليوم أن البنوك الإسلامية بدأت تنتشر ليس في العالم الإسلامي فحسب بل انها انتشرت حتى في عقر دار الاقتصاد الرأسمالي.
كما انه رحمه الله كان ايضاً من أوائل من تبنى فكرة تحلية مياه البحر.
وقد كان لي شرف الاجتماع مع سموه بشكل متكرر خلال العشرين سنة الماضية عبر مجلس إدارة بنك فيصل الإسلامي وبنك إثمار، فكان رحمة الله عليه مثالا يُحتذى به في التواضع وحسن الخلق، فكان لا يفرض رأيا على الآخرين، بل كان رحمه الله يسمع للجميع ويصغي إليهم حتى نصل إلى الرأي الصواب.
رحل الأمير وستبقى ذكراه العطرة نبراسا يضيء لنا الطريق، نتعلم منها إعلاء المصلحة العامة والعمل الفعال في إعلاء راية الوطن في سماء الكون كله.
ولا يسعنا في هذا الموقف العصيب إلا أن نرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل، أن يتغمد فقيد الوطن سمو الأمير محمد الفيصل بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
إقرأ أيضا لـ "زامل عبدالله الزامل"العدد 5248 - الأربعاء 18 يناير 2017م الموافق 20 ربيع الثاني 1438هـ