أشهر قليلة منذ تولي سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رئاسة الاتحاد البحريني لكرة السلة وعلى رغم قصر المدة إلا أنها كانت كافية تماما لتبرهن عن عصر جديد لكرة السلة البحرينية.

فالاتحاد لم يعد مرتهنا لتأثيرات الأندية وخصوصا الكبيرة منها ولم تعد مصالح الأندية الشخصية مقدمة على المصلحة العامة للعبة، وهو ما انعكس في انتظام المسابقات وغياب التأجيل تماما عن كامل القسم الأول من دوري زين، بعد أن كانت في السابق تؤجل المباريات بحسب رغبات الأندية واتصالاتها.

واصدار جدول كأس زين وكذلك تحديد الموعد النهائي لتسجيل اللاعبين المحترفين يسير في الاتجاه نفسه، فالمواعيد معروفة سلفا والجميع يلتزم بها.

مصالح الأندية لا شك في أنها مهمة فهي أساس اللعبة، ولكن هذه المصالح يجب ألا تصطدم مع المصلحة العامة للعبة، ووجود اتحاد من خارج تأثير أصحاب المصالح لا شك في أنه يمثل فرصة تاريخية للارتقاء بكرة السلة البحرينية.

فرصة قد لا تتكرر إذا لم يتم استثمارها بالشكل الأمثل وتتضافر فيها جهود الجميع لبناء تنظيم إداري ومالي يكون بمثابة دليل استرشادي للعبة ولجميع مجالس الإدارات المقبلة.

الاتحاد كذلك أعاد التنظيم الإداري وباتت المركزية بعيدة عن عمله في ظل إعادة تفعيل عمل اللجان المختلفة داخل الاتحاد، فلكل اختصاصه ودوره في العمل الذي يتكامل داخل مجلس إدارة الاتحاد.

التغيير المنشود كان سريعا أيضا بإعادة تفعيل المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية، والذي يبدو أنها ستعيش فترة ذهبية في ظل رئاسة سمو الشيخ عيسى الذي تكفل شخصيا بكافة مصاريف مشاركة المنتخب الأول في البطولة العربية الأولى من نوعها للمنتخب الأول منذ أكثر من 10 سنوات.

الأهم من ذلك أيضا أن رئيس اتحاد السلة لم يكن مهتما فقط بمشاركة المنتخب، وإنما بنقل مبارياته للجمهور البحريني عبر قناة البحرين الرياضية، في بادرة تحسب له، بعد أن سعى لإجراء الترتيبات اللازمة لنقل مباريات المنتخب بالتعاون مع قناة دبي الرياضية.

وهذه المبادرة مشجعة لجميع المشاركات المقبلة لمنتخباتنا الوطنية وأنديتنا بعد أن كنا نقلب القنوات ووصلات الانترنت للوصول إلى هذه المباريات.

مشاركة المنتخب أيضا كانت ايجابية حتى الآن والاستفادة ستكون كبيرة بالاحتكاك بمنتخبات متمرسة في اللعبة إفريقيا وآسيويا، كما أنها فرصة لاكتشاف الأخطاء وتصحيحها قبل المشاركات الأهم.

أسرة كرة السلة البحرينية متفائلة بالمرحلة الجديدة، ولا شك في أن تفاؤلها سيزيد بعد الخطوات الأخيرة، وهي تتمنى استمرار مثل هذه المبادرات النوعية ومثل هذا العمل الاستثنائي لكي تصل بالفعل لعبة كرة السلة البحرينية إلى المكانة التي تستحقها محليا وإقليميا.