عدم تحمس رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارجرت تاتشر إزاء فكرة توحيد شطري ألمانيا لم يكن أمرا مخفيا على أحد، لكن مدى قوة معارضتها لهذه الفكرة فعليا كشف عنه النقاب وثائق سرية لم يفرج عنها إلا اليوم الجمعة (30 ديسمبر/ كانون الأول 2016).
فقد نشر الأرشيف الوطني البريطاني اليوم سلسلة من الوثائق الحكومية الداخلية التي تعود إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وتبين من هذه الوثائق أن مستشاري تاتشر تمكنوا بصعوبة من إقناعها بالنظر إلى ألمانيا الموحدة على أنها دولة حليفة.
وكتب أحد المستشارين الخاصين إفادة للسيدة الحديدية تتضمن توصيات قبل لقائها السفير الألماني في لندن في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 1990، وجاء فيها: "من الضروري استخدام كلمات صديق وحليف وشريك بقدر استطاعتك".
وكشفت الوثائق أيضا أنه كان هناك تشكك كبير في بريطانيا مما إذا كانت ألمانيا الموحدة ستعود إلى سياستها العدوانية التي كانت تنتهجها في النصف الأول من القرن العشرين.
ولم تتمكن مجموعة خبراء بريطانية من الاتفاق خلال أحد الاجتماعات في مارس/ آذار 1990 على رأي في هذا الأمر.
وجاء في محضر الاجتماع أن "الطريقة التي يتبعها الألمان حاليا في فرض إرادتهم دون هوادة واستخدام ثقلهم داخل الاتحاد الأوروبي تشير إلى أن كثيرا من الأمور لم تتغير".
ورغم ذلك اختتم الخبراء محضر الاجتماع بتوصية مفادها: "يتعين علينا التعامل بلطف مع الألمان".