مع إطلالة كل عام جديد، يقدم الكثير من الأفراد على اتخاذ قرارات جديدة وحاسمة. من إحدى تلك القرارات التي لوحظ انتشارها على نطاق واسع اعتزام العديد من الناس إلغاء حساباتهم على قنوات التواصل الاجتماعي سعياً منهم لاستغلال أوقاتهم بطريقة أفضل وأكثر نفعاً لهم. والتساؤل الذي يدور هنا، إلى أي مدى سيكون هذا القرار قابلاً للتطبيق؟ أظهرت نتائج استطلاع أجرته كاسبرسكي لاب، المتخصصة في تزويد حلول الأمن الإلكتروني، بأن الغالبية العظمى من الناس يرغبون في التخلي عن حساباتهم على مواقع الشبكات الاجتماعية، لأنها تعتبر مضيعة للوقت. ووفقا للاستطلاع، يعود السبب وراء عدم قيام الأفراد بإلغاء حساباتهم على مواقع مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" وغيرها، لمجرد خشيتهم من فقدان المحتوى الرقمي الخاص بهم الذي يضم ذكرياتهم وعناوين الاتصال بأصدقائهم.
وقد يكون البقاء على اتصال مع الأصدقاء بمثابة مشكلة يصعب حلها، إلا أن كاسبرسكي لاب تعمل على التوصل لحل من شأنه مساعدة الناس على الاحتفاظ بذكرياتهم الرقمية. إن التطبيق الذي يعرف باسم (FFForget) سيتيح لهؤلاء إمكانية أخذ نسخة إحتياطية لذكرياتهم الرقمية المخزنة على مواقع الشبكات الاجتماعية التي يستخدمونها، والاحتفاظ بها في حاوية الذاكرة المحميّة والمشفرة. ومن المتوقع أن يوفر هذا التطبيق لجميع الأفراد حرية الغاء اشتراكهم في أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي وقتما يريدون، دون فقدان اي جزء من المحتوى الرقمي الشخصي الخاص بهم.
وأشارت دراسة سابقة إلى وجود رغبة قوية لدى الأفراد لاستخدام أجهزة رقمية كأداة خارجية لحفظ ذكرياتهم الشخصية. وفي المقابل، أظهرت نتائج أبحاث أخرى بأن الأفراد لا يستطيعون الامتناع عن التحقق من الدردشات الواردة إليهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أو تحديث حالتهم على أجهزة هواتفهم المتنقلة. ومع ذلك، أظهر هذا الاستطلاع الأخير بأن المستخدمين في الواقع ينتقدون سلوكهم ذاتياً ويدركون أبعاده، حيث أعرب 39% من المستطلعين عن اعتقادهم بأنهم يضيعون وقتهم على مواقع الشبكات الاجتماعية. فيما أفاد ما يقرب من 78% بأنهم يعتزمون جدياً إلغاء حساباتهم على مواقع شبكات التواصل الاجتماعية والاستغناء عنها كلياً.
وعلى الرغم من رغبة الأفراد القوية بإلغاء اشتراكهم في مواقع الشبكات الاجتماعية، إلا أن هناك ما يجعلهم مضطرين للبقاء. تعتقد الغالبية العظمى (62%) من المستطلعين بأنهم سيفقدون الاتصال بأصدقائهم في حال إلغاء حساباتهم على تلك الشبكات. فيما بدا 21% أقل قلقا حول أصدقائهم، ولكنهم أظهروا مخاوف من عدم تمكنهم من استرجاع ذكرياتهم الرقمية، مثل الصور، فقط لمجرد قيامهم بإلغاء حسابهم على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال يفجيني شيريشنيف، رئيس وسائل التواصل الاجتماعي في كاسبرسكي لاب، "من الممكن أن تكون شبكات التواصل الاجتماعية سلاحاً ذو حدين، بمعنى أنها قد تكون مفيدة أو خطيرة في آن واحد. وفي حال كانت نافعة، فهذه ليست مشكلتنا. باعتقادي، كل شخص له الحق في تحديد نوع منصات التواصل الاجتماعي التي يرغب باستخدامها أو التخلي عنها في جميع الأوقات. فالحرية الرقمية الحقيقية لا تستلزم بالضرورة تقديم التضحيات. ما نتطلع إليه هو جعل الافراد قادرين على معاودة امتلاك زمام التحكم، وذلك من خلال تمكينهم من الحصول على نسخة مشفرة من جميع الذكريات الرقمية الخاصة بهم في كافة الأوقات." وأضاف، "ومن خلال تطبيق FFForget، فإننا نتطلع إلى توفير حل يمنح راحة البال للجميع ويزيل مخاوفهم حول احتمال فقدان ذكرياتهم الجميلة نتيجة تعطل حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعية أو تعرضها لهجمات إلكترونية. والأهم من ذلك، سيتمكن الأشخاص الذين يستخدمون التطبيق من استرجاع حقهم في إنهاء اشتراكهم في أي من مواقع التواصل الاجتماعي في أي وقت دون فقدان المحتوى الشخصي الخاص بحياتهم الرقمية."