اختتمت هيئة البحرين للثقافة والآثار آخر فعاليتها لهذا العام والذي حمل شعار وجهتك البحرين، حيث أطلقت الهيئة يوم الاثنين (27 ديسمبر/ كانون الأول 2016) إصداراً مطبوعاً بعنوان "أعمدة الثقافة"، جرى ذلك عقب مؤتمرٍ صحفي عُقد بهذه المناسبة.
وعلى مدار عامٍ كامل، عملت خلاله على تقديم باقة من البرامج والفعاليات المتنوعة، استطاعت هيئة الثقافة تحقيق خطتها الاستراتيجية لعام 2016، والتي سعت إلى خلق وتعزيز حراك ثقافي مغاير دعت إليه الجميع للتعرف أكثر على حضارة مملكة البحرين وإرثها الغني، بالإضافة إلى الحضور والمشاركة في المحافل الدولية المعنية بالثقافة والآثار والتراث، للترويج عن المملكة كوجهةٍ مميزة للسياحة الثقافية.
وبهذه المناسبة صرّحت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة "كان عاماً حافلاً بالمنجزات، راهنّا فيه على النجاح رغم محدودية الموارد، إلا أن مبادرة الاستثمار في الثقافة جاوزت بنا كل التحديات، لنثبت مرةً أخرى أن العمل متواصل وأن إيماننا بأهمية الثقافة لم يتأثر، بل ازداد توهجاً لنكمل مسيرنا نحو الهدف الأكبر، والذي يتعدى نطاقنا المحلي وهو إعلاء كلمة الثقافة والجمال والسلام في عالمٍ علت فيه أصوات الحروب والدمار". وأضافت معاليها "في عام 2016 كان شعار وجهتك البحرين هو دليلنا الذي اهتدينا به طيلة الأشهر الماضية وحققنا على ضوئه مساعينا الرامية لوضع مملكة البحرين في مكانها الصحيح على خارطة دول العالم المهتمة بتاريخها وحضارتها وإرثها الإنساني، فالبحرين لا تحتاج منا أن نجمّلها في عيون الآخرين، هي بالفعل جميلة بتراثها، بثقافتها، بتاريخها، وآثارها التي نحتفي بها العام المقبل تحت شعار آثارُنا إنْ حَكَت".
وبالإضافة للمهرجانات والبرامج الدورية كمعرض الفنون التشكيلية الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه الله في يناير بنسخته الـ42، فعالية الطعام ثقافة، ثوابت الميثاق في فبراير، مهرجان ربيع الثقافة في فبراير ومارس، معرض البحرين الدولي للكتاب في مارس، مهرجان التراث الـ24 في أبريل، مهرجان صيف البحرين في يوليو وأغسطس (وقد تم إقامتهم في خيمةٍ شيّدت خلف مبنى المتحف الوطني)، مهرجان الموسيقى الدولي الذي احتفى بيوبيله الفضي هذا العام، أعياد الوطن في ديسمبر ، وفعالية ما نامت المنامة التي تحتفي بعيد متحف البحرين الوطني، كان سجل هيئة الثقافة حافلاً بالفعاليات الثقافية، المعارض الفنية، العروض الموسيقية والغنائية، المحاضرات، وورش العمل.
وعلى صعيد الفعاليات والبرامج المحلية أقامت هيئة الثقافة مجموعة من المعارض الفنية والأثرية والتاريخية كان أولها المعرض الفني للفنان البحريني إبراهيم شريف 101 في يناير، معرض الفنان خالد خريس "حوار النقطة" والذي أقيم على هامش فعاليات معرض البحرين الدولي للكتاب حيث كانت الأردن ضيفة الشرف، معرض الحياة الفطرية، معرض المخطوطات العربية، معرض سبيت فاير الذي قدّم هيكل الطائرة الحربية المشاركة في الحرب العالمية الثانية، معرض توازٍ الذي جمع العمارة بالفنون والموسيقى، معرض تقاطعات الذي عرض قطعاً أثريةً نادرة، معرض ما وراء اللوحة الذي افتتح بالتزامن مع احتفاء مملكة البحرين بيوم المرأة وقدّم فيه الفنان والمصور عبدالله الخان صوراً لعشر فناناتٍ وثّق خلاله مراحل اشتغال اللوحة الفنية، وأخيراً معرض استكشافات، لقاءات وحكايا من الذاكرة الذي أقيم تتويجاً لمائتي عام من العلاقات البحرينية البريطانية، أما المعارض الخارجية فقد أقامت الهيئة بالتعاون مع متحف إنديانابوليس معرض كليلة ودمنة- حكايات عبر الزمن في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما العروض المسرحية فكان أولها هاملت لشكسبير، مسرح إيميج الذي قدم عرض المسرح الأسود والتمثيل الإيمائي والرقص الحديث، الليلة الكبيرة من جمهورية مصر العربية وهو عمل فني للراحل صلاح جاهين، المسرحية الصامتة فندق باراديسو، مسرحية الطفاطيف من إنتاج هيئة الثقافة.
وفي سياقٍ متصل، استضاف مسرح البحرين الوطني – الذي يحتفي هذا العام بمرور أربع سنواتٍ على إنشائه- عدداً من أهم الأسماء الفنية والعروض المميزة كان أولها استعراض "كان ياماكان" لفرقة كاركلا في فبراير، ثم موسيقى الفادو للبرتغالية ماريزا، تلاهما بالتوالي السلطان خالد أرغنش، لينا شاماميان، لطفي بوشناق، أنوشكا شنكر، عرض كسارة البندق من نجوم مسرح سوتشو الصيني، عرض نجوم البلوشوي من موسكو في نوفمبر، وأخيراً حفل فنان العرب محمد عبده، وأوركسترا آرتي لموسيقى الحجرة في ديسمبر.
وبدوره يقوم متحف البحرين الوطني -الذي يحتفي هذا العام بالذكرى الـ28 لتأسيسه- باستضافة العديد من الفعاليات والأنشطة كأسابيع السينما العالمية، ومنها الأفلام الأمريكية، الكورية واليابانية، كما يحتضن المتحف محاضراتٍ ثقافية وفنية متعددة كان آخرها لمارك بوتييه عن فن المجسمات في الأماكن العامة، وفيما يتعلق بالمشاركات الخارجية للهيئة فقد كان للهيئة حضور في عدد من المحافل الدولية كمشاركتها ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير، فعاليات مبادرة فن جدة 21,39، مهرجان الجنادرية السنوي، ملتقى الفنون بالرياض في أبريل، احتفالية صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 في تونس، المنتدى الاقتصادي العالمي للسياحة في الجمهورية الشعبية الصينية، المشاركة في بينالي البندقة، المشاركة ضمن معرض أبواب الفني بإمارة دبي، المشاركة في معارض الكتاب الدولية بدولة الكويت والشارقة، احتفالية افتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بالكويت، المنتدى الدوليّ الخامس للثقافة في سان بطرسبورغ بروسيا وختام فعاليات الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية 2016. وغيرها من المؤتمرات الدولية المتعلقة بالآثار والتراث والثقافة والمتاحف.
وفي عام وجهتك البحرين أيضاً أعلنت هيئة الثقافة في مارس الماضي عن جائزة "لؤلؤة البحرين" لروّاد العمل التطوعي والإنساني تخليداً ووفاءً لعمل الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، كما أعلنت الهيئة خلال مؤتمرٍ صحفي عُقد في نوفمبر عن اكتشافٍ أثري مهم يزيل الغموض عن حقبةٍ تزيد عن 3700 قبل الميلاد، في حين دشّنت في الأسبوع الأخير من ديسمبر الجاري كتابها "أعمدة الثقافة" لشرح استراتيجيتها المستقبلية وبيان أهم منجزاتها الثقافية.
من جانبٍ آخر أطلق مشروع نقل المعارف التابع للهيئة 7 إصداراتٍ قيّمة كان آخرها الأبجديات الثلاث (اللغة، العدد، الرمز) في مبادرة لترجمة 50 كتاباً من أهم الكتب العالمية من لغاتها الأصلية إلى العربية، كما تم عقد الملتقى العربي الثاني لشباب الباحثين في العلوم الاجتماعية، إضافةً إلى عقد الندوة الدولية: صورة الآخر بمشاركة ما يزيد عن 60 من الباحثين من الدول العربية والأوربية ومختلف دول العالم.
يذكر أن هيئة البحرين للثقافة والآثار قد حصدت جائزة مسابقة درع الحكومة الذكية عن فئة التطبيقات الذكية الأفضل عربياً لقطاع السلطات والهيئات المجتمعية في دورتها السابعة، في حفل أقيم في العاصمة الكويتية، وها هي تتحضر لإطلاق سنة 2017 التي تحمل عنوان "آثارنا إن حكت" وستعلن عن مضمونها خلال النصف الأول من شهر يناير المقبل.