كيف لهذا العالم أن يتحول هكذا بكل بساطة إلى مسرح جريمة؟ إلى فيلم مرعب من أفلام الأكشن التي تضج بالدماء. متوحش يغالب السلم فيغلبه، لينتصر إلى الحروب والمعارك التي من شأنها أن تبيد معنى الإنسانية.
عالم غير سويّ. كل ما فيه يسير باتجاه العتمة، حيث لا نور تسامح، ولا نور محبة، ولا نور سلام، إلا بصيصاً يطل على استحياء، فلا يقوى على تبديد العتمة أو استعادة نعاني التعاون والتلاحم والسعادة والسلام.
قتل هناك باسم الدين والحق واستعادة الأمجاد. وحرب هنا باسم المحافظة على السلم والمحافظة على ممتلكات الأوطان. واحتراب طائفي اقليمي هنا وهناك، يسعى فيه كل طرف إلى إثبات صحة معتقداته وتراثه الديني والعرقي والأيديولوجي. اغتيال مسئول هنا ومحاولة إبادة عرق هناك. ثورة تندلع في بعض دول، فتحرق الأخضر واليابس وتقتلع أرواح أبرياء وابتسامات أطفال. لكنها لا تقوى على اقتلاع كرسي واحد ممن ثارت عليهم. ولا عقل يوقف كل هذا الدمار.
ما الذي يحدث، حتى باتت الجماهير اليوم تتقاتل فيما بينها نصرة لهذا ونصرة لذاك، وجميع أيادي الأطراف المتنازعة ملطخة بدماء الأبرياء؟
يفجر معتوه نفسه وسط مجموعة من الأبرياء، فتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي تبريكا وتهليلا بسفك كل هذي الدماء، بينما يبكيهم آخرون وجدوا في ما حدث بشاعة لا يقبلها ضمير. وفي ذات الوقت حين يباد شعب ويقتل باسم المحافظة على الدين أو الشرعية أو المصلحة العامة، يبكي من فرح في المصاب الأول ويفرح من بكى، وكأنما الدم البشري مجرد وسيلة للتشفي، فيحترب الطرفان، كلٌ يبحث في الحدث هذا أو الكارثة تلك عما يشبع انتماءه الطائفي والعرقي من غير التفات إلى أن هذه الدماء التي أريقت هي دماء بريئة لا ناقة لها في ما يدور حولها ولا جمل.
نبحث عن عقلاء ينتشلون العالم اليوم من كل ما يحدث، فالتطرف وصل إلى معظم الدول العربية والعالمية، ولم يستثنِ الجنون عرقاً أو ديناً إلا ولوثه.
وهاهو الإعلام ما يزال ينقل الحوادث المأساوية وكأنها حوادث عادية. فصارت نشرات الحوادث تكتظ بأخبار الحروب والكوارث والتفجيرات والقتل، وتعرض صور القتلى كما تعرض أي صورة أخرى؛ وكأن الأعين اعتادت على مناظر الدم والأشلاء البشرية والخراب.
فهل يخرج علينا اليوم من يرفعون سنابل السلام، ويطالبون بالكف عن كل هذا الجنون المحتدم، فيسنون القوانين والمعاهدات التي تحفظ السلم الأهلي في الدول وتحفظ السلام العالمي وتمنع الدول من التدخل في شئون غيرها سراً وعلناً؟
نعلم جيداً أن الواقع لا يبشر بهذا أبداً، وأن ما نتمناه ضرب من العيش في الأحلام الوردية، وخصوصاً نحن نعي أن هنالك دولا كثيرة مستفيدة ما يحدث اليوم حتى على أراضيها، لكننا لولا الأمل لما استطعنا العيش في هذا الظلام.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5220 - الأربعاء 21 ديسمبر 2016م الموافق 21 ربيع الاول 1438هـ
قرب القلوب خير من قرب الأجساد. ..وجيرة الخير ولو في شقة خير من جيرة الشر ولو تجاوروا بالصور
العالم المعتم تكتشفه اكثر عندما تبيت في الظلام!
صباح خير بأذن من الله جل جلاله , رغم العتمة والظلامية الا أن بصيص الامل مازال موجودا وسيكون بيوم ما حتما لا محاله هذا وعد الله بأن يقوم قائم آل محمد لينشر العدل ويبدد الظلام وتزهر الارض وتضيء الارض بنوره الاخاذ ويعم السلام رغم أنفهم .
اللهم صل على محمد وآل محمد . خاتون .