لقد أحرز العالم تقدماً كبيراً في مجال التنمية البشرية على مدى العقدين الماضيين. فقد تراجع معدل الفقر في العالم بأكثر من النصف، وتمددت أعمار الناس وتحسنت أحوالهم الصحية، وأصبحت فرصهم في الحصول على تعليم جيد أفضل، وقدرتهم على التواصل أكبر.

غير أنه على رغم هذه التطورات وسواها، فإن الرخاء لا يعم الجميع. فما زالت اللامساواة والفقر المدقع والبطالة والتهميش الاجتماعي والتدهور البيئي مظاهر بارزة تشهدها المجتمعات في أنحاء العالم. وما فتئ التمييز والتحيز من بين العقبات التي تحول دون إقامة مجتمعات حاضنة للجميع. وما لبثت أوضاع الكثير من الفئات الاجتماعية المستضعفة تزداد سوءًا. وستقع الوطأة العظمى لآثار تغير المناخ على من لم يكن لهم في نشوء هذه المعضلة أي نصيب يذكر. ولذلك فإن التضامن شرط ضروري لسد الثغرات التي تعرقل تحقيق التنمية المستدامة.

فالحرص على ألا يتركَ الركبُ أي أحد خلفه، وعلى أن تعمّ مظاهر الرخاء جميع الناس، هما من المبادئ الأساسية في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر/ أيلول 2015، وفي اتفاق باريس بشأن تغير المناخ الذي اعتمد في ديسمبر من السنة ذاتها. ويتسم تآزر البلدان بعضها مع بعض بأهمية حاسمة في مساعيها من أجل الوفاء بوعودها، ومن أجل بلوغ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. فالمعضلات العالمية تتطلب حلولاً جماعية. وفي زمن الانقسام بشأن الكثير من القضايا العالمية الرئيسية، من النزاع المسلح إلى الهجرة القسرية، لا يحتاج الناس إلى الفُرقة بل يحتاجون إلى التآزر في خدمة قضاياهم المشتركة.

فلنعمل ونحن نحتفل باليوم الدولي للتضامن الإنساني، على توكيد دور التضامن الإنساني في تحقيق الكرامة للجميع فوق كوكب سليم. ويجب علينا أن نعمل معاً من أجل بلوغ أهداف التنمية المستدامة وتحقيق المستقبل الذي نصبو إليه.