هل يتحول الانخراط في الشئون المناخية عائقا في عهد الرئيس ترامب؟ فقد رفضت إدارة أوباما تلبية طلب غريب وجهه الرئيس المنتخب حديثا للحصول على قائمة بأسماء الخبراء المناخيين، خشية من أن يفتح عليهم أبواب الجحيم.
ويخشى العلماء أن يكون هذا التدبير غير الاعتيادي مؤشرا إلى نية تشكيك في علوم المناخ وتقويض الجهود والإجراءات المتخذة لمكافحة الاحترار المناخي في عهد أوباما.
وقال الناطق باسم وزارة الطاقة الأميركية إيبين بورنام-سنايدر في بيان رداً على طلبات طاقم المرحلة الانتقالية للرئيس المنتخب حديثاً "نحترم الاستقامة المهنية والعلمية في ممارسات موظفينا ونحترم استقلاليتهم في المختبرات وغيرها من أقسام وزارة الطاقة".
وهو أضاف "سوف نقدم جميع المعلومات المتوفرة للجمهور العام لكننا لن نقدم أي أسماء".
فقد قام ممثلون عن الطاقم الانتقالي المتعاون مع دونالد ترامب الذي عين مؤخرا الحاكم السابق لتكساس ريك بيري وزيرا للطاقة بتوجيه لائحة تتضمن 74 سؤالا إلى وزارة الطاقة، من بينها عدة أسئلة تطرح للمرة الأولى.
وبالإضافة إلى قائمة بأسماء الأشخاص المعنيين بشؤون المناخ، طلب طاقم ترامب لائحة بأسماء جميع موظفي الوزارة والمتعاقدين معها من الباطن الذين شاركوا في المفاوضات الدولية بشأن المناخ التي نظمتها الأمم المتحدة منذ خمس سنوات.
وهم طالبوا أيضا بجميع المقالات التي نشرها الباحثون المتعاونون مع المختبرات السبعة عشر التابعة لوزارة الطاقة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مع تحديد أي منهم ينتمي إلى نقابات أو جمعيات مهنية.
وفي تصريحات لوكالة فرانس برس، قال لاحقا أحد أفراد هذا الطاقم الانتقالي الذي لم يرغب في الكشف عن هويته أن "الاستبيان لم ينل موافقة رسمية ولم يكن ضمن الإجراءات البروتوكولية المعيارية"، موضحا أن الشخص الذي أرسله "تعرض للتأنيب".
وأقر توني ريردون رئيس النقابة الوطنية لموظفي الخزانة (ان تي اي يو) "لا يمكنني أن أؤكد أن طلبا من هذا النوع لم يقدم يوما في السابق، لكن خلال مسيرتي الممتدة على حوالى 27 عاما في النقابة، لم أسمع يوما عن شيء مماثل".
وتابع قائلا إن "موظفي وزارة الطاقة قلقون على قدرتهم على مواصلة عملهم العلمي باستقامة واستقلالية".
تكتيك تخويف
واعتبر الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنيست في مؤتمر صحافي أن هذه الطلبات "قد تشكل محاولة لاستهداف الموظفين الفدراليين، بمن فيهم العلماء والمحامون وغيرهم من الخبراء الذين تعد مهامهم أساسية لمساعدة الحكومة الفدرالية على اعتماد سياسات ناجحة" في مجال البيئة.
وقال ألايجا كامينغز العضو الديموقراطي في اللجنة البرلمانية لشؤون المراقبة والإصلاح الحكومي إن "هذا التدبير أشبه بتكتيك لتخويف الموظفين الحكوميين الذين يؤدون واجباتهم على حياد".
أما الخبير المتخصص في شئون الطاقة في منظمة "يونيون أوف كونسيرند ساينتيستس" غير الحكومية مايكل هالبرن، فهو رأى من جهته أنه "من المقلق جدا أن يطلب الطاقم الانتقالي لوائح بأسماء علماء المناخ، لأن الطاقم ينووي تفكيك الآليات الفدرالية المعتمدة لمكافحة التغير المناخي".
وصحيح أن دونالد ترامب التقى بآل غور المعروف بمناصرته قضايا المناخ وأنه قال مرتين على الأقل في مقابلات بعد فوزه في الانتخابات في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني إنه "منفتح" على القضايا المناخية، لكن كل ذلك لا يكتسي أهمية كبيرة في نظر هالبرن، إذ أن المسألة هي مسألة علاقات عامة قبل كل شيء.
وشدد هذا الأخير على أن "الأهم هو الأشخاص الذين يختارهم لإدارة السياسات والذين يريدون إضعاف علوم المناخ".
وكان ترامب قد أعلن خلال حملته الانتخابية أن الاحترار المناخي هو "خدعة" ابتدعتها الصين لإضعاف قطاع الصناعة في الولايات المتحدة. وهو تعهد أيضا بسحب بلاده من اتفاق باريس المناخي الذي وقعه الرئيس أوباما.
وتضم وزارة الطاقة الأميركية نحو 90 ألف موظف يعملون خصوصا في مجال الطاقة والأسلحة النووية والأبحاث الخاصة بمصادر الطاقة المتجددة وعلم المناخ.